احتل المرتبة اﻷولى في مسابقة عالمية للقصص القصيرة .
اراد وجهاء مدينته التباهي به و تكريمه فاتصلوا به بعيد عودته ، وطلبوا منه تحديد موعد وزمان ذلك التكريم . وافق بشرط ان يحدد هو مكان التكريم ومن سيحضر ذلك الحفل .
فوجئوا بمكان الحفل . فقد طلب منهم ان يكون في باحة دار اﻷيتام !
انتظروا ان تصلهم بطاقات الدعوة ولكنها لم تصل الى احد منهم . استنكروا تصرفه واتصلوا به ليبلغهم ان الحفل قد بدأ اﻵن ويستطيعون مشاهدته من على شاشة التلفاز !
وجدوه يدور بين اﻷيتام مبتهجا مسرورا ، يطعم هذا ويداعب ذاك .. يغني لتلك ويحتضن اﻷخرى ..
ثم اعتلى المنبر والقى كلمة جاء فيها : -
بكل فخر وسرور قبلت دعوة وجهاء المدينة لتكريمي واشترطت عليهم تحديد المكان واﻻشخاص الذين يستحقون الحضور .
وبما انني لم اجد مكانا أفضل من داركم ، و احدا اجدر منكم ليحضر الحفل ، وبعد ان فكرت مليا بمن كان سبب نجاحي وملهمي واﻷجدر ان اشكره ، فوجدته انتم . لذلك قررت ان اكون بينكم .
من وميض نظرات عيونكم الحزينة ، ومن حرمانكم من احضان امهاتكم صغارا ، ومن شعوركم بالقهر لغياب آبائكم فتيانا ، اختلج في داخلي شعور تحول الى ادب هادف نبيل ، دبجته للعالم بمداد قهركم و يراع بؤسكم ..
لذلك من يستحق الشكر والتكريم ليس انا بل انتم !
اريد من احدكم ان يعلق لي الوسام ، فهو احق من اي وجيه كان يتلذذ بأطايب الطعام وانتم تأكلون الفول والعدس ..
ومن اي غني كان ينام في فراش دافيء وثير ، في حين كنتم تنامون فوق بعضكم البعض تفترشون الحصير وتلتحفون القماش المرقع ..
ومن اي سياسي منافق كان يتاجر باحﻻمكم ، في حين كنتم تحلمون بلمسة ام رؤوم خﻻل الليل ، ويد اب حنون تداعبكم عند بزوغ الفجر ..
علقوا لي وسام اﻷدب وخذوا مني المال الذي جنيته وانا اعبر عن مأساتكم ..
افردوا لي غرفة بين اروقتكم امضي فيها ما تبقى من عمري معكم ، علني افارق الروح بينكم ، والقى الرسول الكريم محمد عليه الصﻻة والسﻻم على باب الجنة ، يستقبلني بوجهه البشوش ، ويمسك بيدي ليدخلني اليها .
محمد جمال الغلاييني
اراد وجهاء مدينته التباهي به و تكريمه فاتصلوا به بعيد عودته ، وطلبوا منه تحديد موعد وزمان ذلك التكريم . وافق بشرط ان يحدد هو مكان التكريم ومن سيحضر ذلك الحفل .
فوجئوا بمكان الحفل . فقد طلب منهم ان يكون في باحة دار اﻷيتام !
انتظروا ان تصلهم بطاقات الدعوة ولكنها لم تصل الى احد منهم . استنكروا تصرفه واتصلوا به ليبلغهم ان الحفل قد بدأ اﻵن ويستطيعون مشاهدته من على شاشة التلفاز !
وجدوه يدور بين اﻷيتام مبتهجا مسرورا ، يطعم هذا ويداعب ذاك .. يغني لتلك ويحتضن اﻷخرى ..
ثم اعتلى المنبر والقى كلمة جاء فيها : -
بكل فخر وسرور قبلت دعوة وجهاء المدينة لتكريمي واشترطت عليهم تحديد المكان واﻻشخاص الذين يستحقون الحضور .
وبما انني لم اجد مكانا أفضل من داركم ، و احدا اجدر منكم ليحضر الحفل ، وبعد ان فكرت مليا بمن كان سبب نجاحي وملهمي واﻷجدر ان اشكره ، فوجدته انتم . لذلك قررت ان اكون بينكم .
من وميض نظرات عيونكم الحزينة ، ومن حرمانكم من احضان امهاتكم صغارا ، ومن شعوركم بالقهر لغياب آبائكم فتيانا ، اختلج في داخلي شعور تحول الى ادب هادف نبيل ، دبجته للعالم بمداد قهركم و يراع بؤسكم ..
لذلك من يستحق الشكر والتكريم ليس انا بل انتم !
اريد من احدكم ان يعلق لي الوسام ، فهو احق من اي وجيه كان يتلذذ بأطايب الطعام وانتم تأكلون الفول والعدس ..
ومن اي غني كان ينام في فراش دافيء وثير ، في حين كنتم تنامون فوق بعضكم البعض تفترشون الحصير وتلتحفون القماش المرقع ..
ومن اي سياسي منافق كان يتاجر باحﻻمكم ، في حين كنتم تحلمون بلمسة ام رؤوم خﻻل الليل ، ويد اب حنون تداعبكم عند بزوغ الفجر ..
علقوا لي وسام اﻷدب وخذوا مني المال الذي جنيته وانا اعبر عن مأساتكم ..
افردوا لي غرفة بين اروقتكم امضي فيها ما تبقى من عمري معكم ، علني افارق الروح بينكم ، والقى الرسول الكريم محمد عليه الصﻻة والسﻻم على باب الجنة ، يستقبلني بوجهه البشوش ، ويمسك بيدي ليدخلني اليها .
محمد جمال الغلاييني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق