الخميس، 20 سبتمبر 2018

4

دائرة النسيان

سمعت أصواتا
ينبعث صداهامن أفق بعيد ،
مصحوبة بدقات طبول ...
وكأنها تنادي
بالإستعداد لخوض
 وغا هوجاء ،
وقرعات أجراس
تتناقل نغماتها الساحرة
عبر هبات نسيم الليل ،
لتتسلل ...
إلى مسالكي السمعية ،
حاملة رحالها
عبر شرايين جسدي ،
لتتربع على عرش فؤادي ،
تاركا خلفي عالما
طغى عليه قانون الغاب ،
لأسبح في عالم آخر ...
عالم تنفصل فيه
الروح عن الجسد ،
مرفرفة بجناحيها ...
مستعيدة  حريتها المسلوبة ،
حائمة بين أحضان هذا الكون ...
جاعلة خلفها
ماضيها المبصوم بالخذلان ،
متجاهلة
كل مايربطها بواقعها المر ،
داخلة في دائرة النسيان .
ففي موهن  هذا الليل وحلكته
الذي لا أدري ...
متى ترفع سدوله ؟
لتنزاح عن كلكلي غمة قوم
يأكلون بعضهم بعضا
كالذآب الجائعة ،
في الوقت الذي
تحيط بهم ألسنة السعير
من كل جانب ،
تلتهمهم بألسنتها الثعباني
كما تلتهم الحطب ،
وهم في غفلة ...
فوا أسفي عليهم
قد جعلوا أنفسهم
في ثابوت مظلم
أعمى بصرهم وبصيرتهم.
فمتى ... يا من توجكم التاريخ
بوسام المجد والبسالة ،
تسترجعون مجدكم المفقود ؟
لتخمد حميا الصدور ،
وتطوى صفحة الذل
عبر دائرة النسيان .

   قصيدة : دائرة النسيان
   بقلم     :  رضوان بن الشرقي

هناك تعليق واحد: