الأحد، 9 سبتمبر 2018

{ سأرمي سِهامي }

أنا لستُ أدري وكيف أراها -- يمينا تموجُ وأُخرى يسارا

كأنِّي طريدٌ لِريحِ التَّمادي - - رمادا تذُرُّ وتطوي المُنارا

فقربي بعيدٌ ودربي عسيرٌ - - تعبتُ عليها فهلْ من أشـارا

رأيتُ الكثيرَ تنادوا إليها - - فـجادت رحيـقا وعذبـا أدارا

لِماذا أنا ما تغنَّت عُيوني - - وطاعت إليَّ ونـلتُ المُــزارا

فما عاد عُمري يُفتِّشُ عنها - - لأنِّي ضُجرتُ سئمتُ الغُبارا

فإن خيَّروني لِبعضِ الأماني - - رجوتُ كريما يُريني المسارا

كفاني أعيشُ سليما مُعافى - - ومن كلِّ حــقدٍ أبــاحَ السُّعارا

وقوتٌ لِيومي يردُّ عناها - - وأمـنٌ لأهـلي يصونُ الــدِّيارا

فهذا التَّمني إذا ما سألتم - - حمـلتُ نـديمي فـلا لن أُحــارا

ألا فارحموني دُعاةَ غُروري - - سيأتي الرَّحيلُ وتبكي العذارى

أما تنظُرون لُحودَ التَّعالي - - فـكم مـن دفــينٍ أرادَ الــفَرارا

لِهولِ السٌّؤالِ ونابِ الأفاعي - - تعنَّى وصاحَ ولامَ الحــيارى

دعوني وشأني ولا تُخذلُوني - - فأصلُ الهلاكِ نوادي السَّهارى

وإن تُغضِبُوني سأرمي سِهامي - - إلى من تجنَّى وغاضّ الحِوارا

فذا من توصَّى لِقطفِ سُروري - - وذا من تلوَّى وألقى الشَّرارا

------------------------------------- عبدالرزاق الرواشدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق