السبت، 12 أكتوبر 2019

تسرع في الحكم ... بقلم الأديب المتألق محمد جمال الغلاييني

ذهبت الى السوق لابتياع بعض الخضار .
ركنت سيارتي امام سيارة نزلت منها امرأة محترمة متجهة نحو نفس البائع ، وظل زوجها جالسا فيها يقرأ صحيفة .
استأذنتني في الشراء قبلي بأدب واحترام بداعي العجلة فأذنت لها .
اشترت ما شاءت ان تشتريه ، ثم حملتهم متجهة صوب صندوق السيارة وهي تتعثر بهم ! حاولت مساعدتها فأبت بكل ثقة وعزة نفس . وضعت الاغراض ارضا ثم فتحت الصندوق والتقطتهم ووضعتهم بداخله بصعوبة .
قلت في نفسي : -
ما اوقح هذا الزوج !
يدع زوجته تشتري وتحمل الاغراض ولا يكلف نفسه عناء حتى فتح الصندوق لها ؟
ما ان انتهت من وضع الاغراض حتى اتجهت صوبه والابتسامة تعلو جبينها ، ثم اعطته بعضا من الفاكهة و هرعت الى مقود السيارة وانطلقت !

لاحظ البائع دهشتي ، فقال لي :
اظنك استغربت موقف زوجها اليس كذلك ؟
قلت :
بصراحة لقد سقط من عيني كثيرا !
قال :
 لا تتسرع في الحكم على الناس ، ولو كنت تعلم ظرفه لما حكمت عليه بتلك السرعة .
انه استاذ جامعي تعرض لحادث سير مؤلم اورثه الشلل النصفي، فهو لا يستطيع السير الا بواسطة الكرسي النقال !

صعقت مما سمعت وندمت اشد الندم ، وتمنيت لو انتظرت تلك الزوجة الصالحة قليلا لأكبر فيها تلك الروح النبيلة ، ولأعتذر من زوجها طالبا منه الصفح والغفران .

كم تسرعنا في الحكم على الآخرين ثم ندمنا اشد الندم ، ولات ساعة مندم !!

  محمد جمال الغلاييني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق