الثلاثاء، 2 يوليو 2019

يا صديقي البعيد ... بقلم الاستاذة الفاضلة Nadia Sallenman

يا صديقي البعيد..
ماضيّ أنا يا صديقي يبعث الغصة في قلبي والدمعة في عيني ..ولكني أطبق جفني على الدمعة فلا تفلت ..وأشدّ على الآهة في صدري فتغورالى الاعماق متململة ..مازالت نفسي يا صاحبي  ..تضحك وتبكي .. تولول وتغني  أكبتها وتضجّ ...وأنا أقول  لها تمهلي ..

أضحك كثيراً .. وابكي  كثيرا  .. أضحك ملء مدن العالم وأبكي ملء  مسافات العالم ...أضحك من كل شيء ..ولكل شيءبهزء وسخرية ..أضحك من نفسي  ومنك انت ..ومن الناس أجمعين ..
بشرية تضحك من سخافات بعضها البعض .. وأنا اضحك من سخافتها  ومن سخافتي..

أنا هنا في مدينة الأموات  .. اموت وأفنى  تحت دواليب هذه البشرية  السائرة على دواليب الموت حتى القبر ...
ومع هذا فأنا  ارى  يا صديقي  ان عاصفة عمياء   اسمع ضجيجها ستأتي من وراء البحر  ستحطم اجنحتي ..انّ العاصفة قريبة  آتية من مكان ما  .. من نظرة ما ..من ابتسامة  بريئة وخبيثة معاً ...من ماضٍ بعيد .. وأنا أخاف يا صاحبي لأني لم اشف َبعد من الطعنة في خاصرتي  ..ولا من  الجروح  في جسدي  .. انها  لا تزال طرية لم تندمل بعد ....

واسمع  صوتاً   من بعيد يقترب ويقترب  يناديني   ويهمس في أذني ..لا تخافي ..سأشفي جراحك لأنها من جراحي ... هاتي يمينك  وانسي ما ضيكًِ.. ولنسر  كلانا الى الشمس  .

 بقلمي Nadia Sallenman

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق