فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم
------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة الثانية والعشرين ....
-----------------------------------
بلدة عرب الرمل قضاء حيفا هذه البلدة التي تقع قرب نهر المقطع والقريبة من دالية الكرمل هي إحدى قرى حيفا التي سكنتها قبائل وعشائر عربية كثيرة ورغم قربها من مدينة حيفا إلا انها حافظت على عاداتها وتقاليدها العربية الاصيلة مما اضاف إلى مدينة حيفا تنوعاً تقافيا ومزيجاً رائعا بين الحضارة والبداوة فكانت حيفا من أغنى المدن الفلسطينية ثقافة حيث سكن بها عدة طوائف وعدة شخضيات غير عربية هذه الفسيفساء الجميلة، وموقع حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط جعلها اشهر مدينة تجارية بحرية بل ربما اقدم مدينة تجارية بحرية في العالم العربي ...
عرب الرمل ... إحدى قطع هذه الفسيفساء الجميلة التي نقلت حياة البداوة إلى المدينة وصقلت كثيرا من الأفكار حول التقارب بين البداوة وبين حضارة المدن ....ومن العائلات التي سكنت في مخيم تل الزعتر
من آل عراقي. عائلة العم الوجيه سليمان عراقي.الذي كان يقيم خلف بيت العم ابو صالح مهاوش '. ابو داوود رغم ارتداءه البنطال والجاكيت الا انه لم يترك الحطة البيضاء والعقال الأسود يوماً. اذكر الخالة ام داوود ببرائتها وآداب حديثها وزيها وبعضٌ من الوشم. كانت تمثل كل العفوية والإنسانية.
العم ابو داورد بإبتسامته المرحة وترحابه بالضيف رغم ضائقة العيش التي اضطرته لفتح دكان سمانه بإحدى غرف المنزل لتأمين لقمة العيش وهو الذي لم يعتاد على العمل قبل النكبة مثل باقي شعبنا الفلسطيني الذي كان عمله برزقه وارضه، هذه العائلة التي حضر أفرادها كل المعارك التي دارت في مخيم تل الزعتر إلى يوم سقوط المخيم ...
الابن البكر داوود كان انسان رقيق المشاعر عاطفي يتأثر بأي حدث يراه، عازف عود من الدرجة الأولى، عزفه كان يتفنن به حين يعزف مقطوعات موسيقية للراحل فريد الاطرش، أحيانا كان يعزف لمحمد عبد الوهاب أثناء دندنته على العود ....
أولاده الشهداء محمود وصبحي، كانوا ضمن المجموعة الامنيه التي تعمل مع مصطفى عراقي وهو قريبهم غادروا المخيم آخر أيام الحصار عن طريق الجبل مع مصطفى عراقي الا انهم اصطدموا مع كمين انعزالي مما أدى إلى استشهادهم ...
صبحي من مواليد 1956/ مخيم تل الزعتر، نشأ محبا للجميع والجميع يحبه ويحترمه لدماثة اخلاقه وكان من اوائل الشباب الذين التحقوا بحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عام 1970، تلقى تدريبه الأولي في معسكر الهامة وبعدها خدم بعدة مواقع عسكرية في صفوف قوات القسطل مع ابن عمه المرحوم الشهيد نصر الدين محمد عراقي الذي استشهد أثناء تصديه بالدوشكا للطيران الصهيوني في العرقوب ، أثناء الحصار الأخير للمخيم تمكن من اختراق مواقع الجبل مع المرحوم محمد شحاده والوصول إلى المخيم ....
محمود سليمان عراقي .... ابن العم ابو داوود الذي ولد عام 1954 أيضا في مخيم تل الزعتر، كان طالباً نجيبا ملتزماً بدراسته اكثر من اي شيء بعد أن أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس الأونروا سافر إلى جمهورية مصر العربية لتلقي تعليمه هناك حيث حصل على شهادة التوجيهية عام 1974، كان ذكيا صامتا انيقا مهتما بنفسه من حيث الملبس والمظهر، كما كان يهتم بعطره المميز حينها وبتسريحة شعره الجميلة وبشاربه الكثيف الأسود، كان كل ابناء جيله ومن عرفه يحبوه نظرا لعفويته وصدقه وذكائه، التحق بحركة فتح عام 1969 في المكتب الطلابي للحركة وبفضل نشاطه والتزامه اصبح عضوا مميزاً نشطاً يؤخذ برأيه في كل مجالات العمل الطلابي ليصبح مسؤول خلية في جناح الطلاب ثم عضو الحلقة المسؤولة عن المكتب الطلابي الذي كان يقوده الشهيد المرحوم ابو اسامه جهاد ابو ضاهر، نظراً لنشاطه وذكائه تلقى دورة تصنيع متفجرات التي تعتمد على علم الرياضيات قبل كل شيء شارك بالدفاع عن المخيم عام 1973 وفي العام 1976 كان له دور في الدفاع عن مخيم جسر الباشا مع رفاقة المقاتلين من أبناء تل الزعتر، عندما استشهد الاخ ابو وليد مسؤول التسليح في المخيم خلال المعركة الاخيرة تم تعيينه مسؤولا التسليح بدلا منه، كان ناشط على المحاور القتالية مدافعا عن المخيم إلى يوم سقوط المخيم 12/8/76 عندماانسحب مع مجموعة من المقاتلين عن طريق الجبل لكن لم يكتب له النجاة وفقد أثناء ذلك ...
العم سليمان عراقي ابو داوود اعتقله الانعزاليين مع حفيده أبن داوود
بعد حوالي الشهر اطلق سراح حفيده، وذهب إلى الدامور ليبلغ قيادة حركة فتح ان جده ابو داوود ما زال حياً معتقلاً في الاشرفيه ....
توفي ابو داوود بعد ذلك تاركاً وراءه ارثا من الاخلاق الحميدة والسمعة الطيبة.
رحمهم الله في عليين واسكنهم جنات النعيم مع الأنبياء والمرسلين والصديقين مع كل شهدائنا في كل المواقع ....
تل الزعتر ذاكرة تأبى النسيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق