عذرًا أيّها الفارس، خذلناك!!!
التقيت الأسير وليد دقّة صباح اليوم في سجن "هداريم"؛ وكنت قد تعرّفت إليه عبر كتاباته وشاركت في أمسية نظّمها التجمّع الوطني الديمقراطي في حيفا يوم السبت 10 تشرين الثاني 2018 لإشهار "حكاية سرِّ الزيت". أطلّ مبتسمًا ساعة انتهائي من لقاء رفيقه كريم يونس، وكان ملتحيًا، فسألته سرّ تطويلها فأجابني أنّهم نقلوه إلى زنزانة في معسكر مجيدو بدون مرآة فلم يحلق فترة طويلة وحين نقلوه إلى سجن آخ
ر "أنقذته" تلك اللحية، وهذه حكاية أخرى.
تحدّثنا عن لقائي بباسم خندقجي ووعدي له أن نرفع نخب "ميلاد" الموعود قبالة بحر حيفا، ووفيت به مع "لا ريوخا" ولوركا.
تحدّثنا عن جود وأبو ناب والضبع، عن كثرة الضباع في أيّامنا، عن التهجير والعودة المشتهاة، فالحاجة فريدة ما زالت تحلم بعودتها إلى قاقون والحوارث، عن الحريّة التي ستتحقّق بهمّة جود ورفاقه، حكاية الزيت والسيف، سلاح المعرفة والعلم "المستقبل هو أحقّ أسير بالتحرير".
تناولنا "الزمن الموازي"، صهر الوعي والمحاولات المستميتة لاستهداف معنويّات الأسير في السجون عبر إعادة صياغة عقله وفق رؤية إسرائيليّة، فباتت السجون بمثابة مؤسّسات ضخمة لطحن جيل فلسطيني بكامله، وهي أضخم مؤسّسة عرفها التاريخ لإعادة صهر الوعي لجيل من المناضلين.
تناولنا رسوماته، كاريكاتيراته والكوميكس للكبار بالعربيّة ومشروع "نول للكتابة"، عن الأثر الذي تركته فيه تعقيبات مجد كيال، خلدون محمد ود. خالد عنبتاوي وغيرهم كُثر.
حدّثني عن ألمه وحسرته لاحتجاز السلطات حوالي ثلاثمائة جثّة فلسطينيّة ومنها جثمان الشهيد فارس بارود الذي توفيّ خلال فترة سجنه وما زالت جثّته محتجَزة وتساءل باستهجان: "هل ستحتفظ سلطة السجون بجثّتي حتّى تنتهي فترة محكوميّتي لتحريرها؟؟" ونحن صامتون صمت أهل القبور... ونفاوض!
مضت ساعتان بلمح البرق وما زلنا في بداية حديثنا، وللقصّة شرح يطول.
لك عزيزي وليد أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع أسرى الحريّة، على أمل لقاء قريب بحضرة ميلاد في رام الله وحيفا كما وعدتك.
حسن عبادي
حيفا 10 يوليو 2019
التقيت الأسير وليد دقّة صباح اليوم في سجن "هداريم"؛ وكنت قد تعرّفت إليه عبر كتاباته وشاركت في أمسية نظّمها التجمّع الوطني الديمقراطي في حيفا يوم السبت 10 تشرين الثاني 2018 لإشهار "حكاية سرِّ الزيت". أطلّ مبتسمًا ساعة انتهائي من لقاء رفيقه كريم يونس، وكان ملتحيًا، فسألته سرّ تطويلها فأجابني أنّهم نقلوه إلى زنزانة في معسكر مجيدو بدون مرآة فلم يحلق فترة طويلة وحين نقلوه إلى سجن آخ
ر "أنقذته" تلك اللحية، وهذه حكاية أخرى.
تحدّثنا عن لقائي بباسم خندقجي ووعدي له أن نرفع نخب "ميلاد" الموعود قبالة بحر حيفا، ووفيت به مع "لا ريوخا" ولوركا.
تحدّثنا عن جود وأبو ناب والضبع، عن كثرة الضباع في أيّامنا، عن التهجير والعودة المشتهاة، فالحاجة فريدة ما زالت تحلم بعودتها إلى قاقون والحوارث، عن الحريّة التي ستتحقّق بهمّة جود ورفاقه، حكاية الزيت والسيف، سلاح المعرفة والعلم "المستقبل هو أحقّ أسير بالتحرير".
تناولنا "الزمن الموازي"، صهر الوعي والمحاولات المستميتة لاستهداف معنويّات الأسير في السجون عبر إعادة صياغة عقله وفق رؤية إسرائيليّة، فباتت السجون بمثابة مؤسّسات ضخمة لطحن جيل فلسطيني بكامله، وهي أضخم مؤسّسة عرفها التاريخ لإعادة صهر الوعي لجيل من المناضلين.
تناولنا رسوماته، كاريكاتيراته والكوميكس للكبار بالعربيّة ومشروع "نول للكتابة"، عن الأثر الذي تركته فيه تعقيبات مجد كيال، خلدون محمد ود. خالد عنبتاوي وغيرهم كُثر.
حدّثني عن ألمه وحسرته لاحتجاز السلطات حوالي ثلاثمائة جثّة فلسطينيّة ومنها جثمان الشهيد فارس بارود الذي توفيّ خلال فترة سجنه وما زالت جثّته محتجَزة وتساءل باستهجان: "هل ستحتفظ سلطة السجون بجثّتي حتّى تنتهي فترة محكوميّتي لتحريرها؟؟" ونحن صامتون صمت أهل القبور... ونفاوض!
مضت ساعتان بلمح البرق وما زلنا في بداية حديثنا، وللقصّة شرح يطول.
لك عزيزي وليد أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع أسرى الحريّة، على أمل لقاء قريب بحضرة ميلاد في رام الله وحيفا كما وعدتك.
حسن عبادي
حيفا 10 يوليو 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق