فرصةٌ خائبةٌ للنصرِ!
(يلتقي في وسطٍ لا تنطبقُ عليهِ حقوقُ الإنسانِ، تمترسُ فيهِ كلَّ همجيةِ العصرِ الجاهليّ الحديثِ، الذي يأبى احتضانَ البشريةِ الإنسانيةِ، كأنَّ على رؤوسِنا الطيرُ عندما يتكلمُ أمامنَا، ولكنْ بأيِّ لغةٍ يتكلمُ؟ إنَّها لغةُ الرفسِ والركلِ، ويحاولُ دائماً إظهارَ سلوكياتٍ جديدةٍ، تتناسبُ وطبيعةَ المرحلةِ العصيبةِ التي يمرُّ بِها)، بهذهِ الكلماتِ بدأَتِ الزوجةُ العاقرُ، تتحدثُ عن زوجِها أمامَ الأخرياتِ في عيادةِ طبيبتِها، وجميعُهنَّ يطرقنَ أسماعَهنَّ إليها، لأنَّها معَ كلِّ هذا الوصفِ كانَتْ تقولُ: إنَّهُ حنونٌ وكريمٌ للغايةِ، أتمنى لو كانَ يعاقرُ الخمرَ والنساءَ! لكنَّ طبيعتَهُ العصبيةَ تتغلبُ عليهِ، معَ أقلِ سهوٍ أو خللٍ يطرأُ على بيتهِ! أمُّهُ (الوتد) وهوَ (سي سيد)، وليتهنَّ يسمعنّها لتحولَ التحديَّ الى فرصةٍ للنصرِ! وكانَتْ تعني (الزوجتانِ الأخريتانِ)
يغرسُ في زوجاتِهِ الثلاثِ روحَ الهزيمةِ والإحباطِ، حيثُ لا مجالَ أمامَهنَّ إلا الاستسلامَ، بصوتِهِ الخشنِ وأسلوبِهِ الغليظِ، والعجيبُ أنَّ المستعماتِ لهذهِ الزوجةِ المسكينةِ، لأولِ مرةٍ يشاهدنَ ضرائرَ يتحدنَ معاً لأجلِ تغييرِ زوجِهنَّ، والسببُ أنَّهنَّ وصلنَ الى حالةِ التعايشِ والقبولِ بالأمرِ الواقعِ، ووفقاً لعمليةِ الترويضِ التي يتبعُها الزوجُ بحقِّهنَّ، بعدَ سلسلةٍ من المداهماتِ والأزماتِ، لكنَّهنَّ وجدنَ نقطةَ إلتقاءٍ (زوجُهنَّ عصبيُّ المزاجِ)، وهوَ هدفٌ يستحقُ التطبيعَ والتطويعَ، وبالتالي فالأمرُ لا يحتملُ المزيدَ من المشاكلِ، والثمنُ غالٍ جداً إنهَّم الأطفالُ حيثُ يتفرقونَ الى كلِّ حدبٍ وصوبٍ إلاَّ هيَ، فالعملياتُ الإرهابيةُ الزوجيةُ المتطرفةُ ينالُها شيءٌ مِنها بالتأكيدِ، وفي نهايةِ اليومِ وعلى سبيلِ الهوايةِ والمغامرةِ، والمزاحِ والسخريةِ، يضعُ على رأسِ كلِّ واحدةٍ تفاحةً كبيرةً، ومَنْ تنغرزُ في تفاحتِها السكينُ، تكونُ مطلبَهُ لقضاءِ الليلِ بأكملهِ، فيستسلمُ للذهابِ الاضطراريِّ، ويعلنُ الفوزَ أمامَ بقيةِ أسرتهِ، الذينَ يجابهونَ المسألةَ بالقطيعةِ، والاستصغارِ المثيرِ للشفقةِ، والحقيقةُ أنَّني الوحيدةُ المثيرةُ للشفقةِ في البيتِ كلِّهُ، فليسَ لديَّ أطفالٌ! واستجابتُهٌ لنداءِ الضرتينِ الأخريتينِ، مرهونٌ بكلماتٍ ناعمةٍ مشاكسةٍ لبابا الوديعِ المحبِ لأصواتِ أبنائِهِ، فهوَ عميقُ الجذورِ بقضيةِ أنْ يكونَ لهُ أولادٌ كثرٌ عزوةٌ لهُ ولعشيرتِهِ.
قالَتْ: إنَّهُ لأمرٌ جميلٌ إذا حاولنا الاتفاقَ، وسعيْنا لتغييرِ سلوكهِ العصبيِّ، وأشارَتْ الى ضرتيها: أنا وأنتِ وأنتِ سنسعى لنتجاوزِ الأزمةِ، وفقَ السياقِ المنتظمِ الواقعيّ، وكلتا الضرتينِ تنظرانِ إليها بدهشةٍ، فهما غيرُ متعلمتينِ وهيَ إمرأةٌ مثقفةٌ، فخيمَتْ أجواءُ التفاؤلِ والمبادرةِ على اجتماعِهنَّ، لكيلا يخرجَ الزوجُ عن المألوفِ ويبحثَ عن الرابعةِ!
قد يكونُ القارئُ متعجلاً ليعرفَ طريقةَ المعالجةِ، ولكنَّ المفاجأةَ هيَ أنَّهُ خلالَ الاجتماعِ، دفعَتِ البابَ امرأةٌ وقورٌ، تبدو عليها علاماتِ الحكماءِ، ونبوءاتِ الفقراءِ، فسكتَتْ أصواتُ المساءِ، وبدأَ الأسى يفرضُ نفسَهُ على البيتِ الكبيرِ، لقد دخلَتْ والدتَهُ، وأشارَتْ للسائقِ بإحضارِ جميعِ حقائبِ السيدةِ الشابة، فأدركوا أنَّ هناكَ مصيبةً، وبعلاماتٍ تعجبيةٍ ساخرةٍ ورهيبةٍ، أومأَتِ السيدةُ الكبيرةُ (أمه) بيدِها نحوَ الزوجةِ الرابعةِ التي أحضرَتْها وقالَتْ: (الأصابعُ لا تستطيعُ صنعَ شيءٍ دونَ إبهامِها الوحيدِ وأنا ذلكَ الإبهامُ!) تحسرَتْ الزوجةُ الثالثةُ ونادَتْ ضرتيها بتهكمٍ: لن يكونَ لنا أيُّ فرصةٍ خائبةٍ للنصرِ!
أمل الياسري/ العراق
(يلتقي في وسطٍ لا تنطبقُ عليهِ حقوقُ الإنسانِ، تمترسُ فيهِ كلَّ همجيةِ العصرِ الجاهليّ الحديثِ، الذي يأبى احتضانَ البشريةِ الإنسانيةِ، كأنَّ على رؤوسِنا الطيرُ عندما يتكلمُ أمامنَا، ولكنْ بأيِّ لغةٍ يتكلمُ؟ إنَّها لغةُ الرفسِ والركلِ، ويحاولُ دائماً إظهارَ سلوكياتٍ جديدةٍ، تتناسبُ وطبيعةَ المرحلةِ العصيبةِ التي يمرُّ بِها)، بهذهِ الكلماتِ بدأَتِ الزوجةُ العاقرُ، تتحدثُ عن زوجِها أمامَ الأخرياتِ في عيادةِ طبيبتِها، وجميعُهنَّ يطرقنَ أسماعَهنَّ إليها، لأنَّها معَ كلِّ هذا الوصفِ كانَتْ تقولُ: إنَّهُ حنونٌ وكريمٌ للغايةِ، أتمنى لو كانَ يعاقرُ الخمرَ والنساءَ! لكنَّ طبيعتَهُ العصبيةَ تتغلبُ عليهِ، معَ أقلِ سهوٍ أو خللٍ يطرأُ على بيتهِ! أمُّهُ (الوتد) وهوَ (سي سيد)، وليتهنَّ يسمعنّها لتحولَ التحديَّ الى فرصةٍ للنصرِ! وكانَتْ تعني (الزوجتانِ الأخريتانِ)
يغرسُ في زوجاتِهِ الثلاثِ روحَ الهزيمةِ والإحباطِ، حيثُ لا مجالَ أمامَهنَّ إلا الاستسلامَ، بصوتِهِ الخشنِ وأسلوبِهِ الغليظِ، والعجيبُ أنَّ المستعماتِ لهذهِ الزوجةِ المسكينةِ، لأولِ مرةٍ يشاهدنَ ضرائرَ يتحدنَ معاً لأجلِ تغييرِ زوجِهنَّ، والسببُ أنَّهنَّ وصلنَ الى حالةِ التعايشِ والقبولِ بالأمرِ الواقعِ، ووفقاً لعمليةِ الترويضِ التي يتبعُها الزوجُ بحقِّهنَّ، بعدَ سلسلةٍ من المداهماتِ والأزماتِ، لكنَّهنَّ وجدنَ نقطةَ إلتقاءٍ (زوجُهنَّ عصبيُّ المزاجِ)، وهوَ هدفٌ يستحقُ التطبيعَ والتطويعَ، وبالتالي فالأمرُ لا يحتملُ المزيدَ من المشاكلِ، والثمنُ غالٍ جداً إنهَّم الأطفالُ حيثُ يتفرقونَ الى كلِّ حدبٍ وصوبٍ إلاَّ هيَ، فالعملياتُ الإرهابيةُ الزوجيةُ المتطرفةُ ينالُها شيءٌ مِنها بالتأكيدِ، وفي نهايةِ اليومِ وعلى سبيلِ الهوايةِ والمغامرةِ، والمزاحِ والسخريةِ، يضعُ على رأسِ كلِّ واحدةٍ تفاحةً كبيرةً، ومَنْ تنغرزُ في تفاحتِها السكينُ، تكونُ مطلبَهُ لقضاءِ الليلِ بأكملهِ، فيستسلمُ للذهابِ الاضطراريِّ، ويعلنُ الفوزَ أمامَ بقيةِ أسرتهِ، الذينَ يجابهونَ المسألةَ بالقطيعةِ، والاستصغارِ المثيرِ للشفقةِ، والحقيقةُ أنَّني الوحيدةُ المثيرةُ للشفقةِ في البيتِ كلِّهُ، فليسَ لديَّ أطفالٌ! واستجابتُهٌ لنداءِ الضرتينِ الأخريتينِ، مرهونٌ بكلماتٍ ناعمةٍ مشاكسةٍ لبابا الوديعِ المحبِ لأصواتِ أبنائِهِ، فهوَ عميقُ الجذورِ بقضيةِ أنْ يكونَ لهُ أولادٌ كثرٌ عزوةٌ لهُ ولعشيرتِهِ.
قالَتْ: إنَّهُ لأمرٌ جميلٌ إذا حاولنا الاتفاقَ، وسعيْنا لتغييرِ سلوكهِ العصبيِّ، وأشارَتْ الى ضرتيها: أنا وأنتِ وأنتِ سنسعى لنتجاوزِ الأزمةِ، وفقَ السياقِ المنتظمِ الواقعيّ، وكلتا الضرتينِ تنظرانِ إليها بدهشةٍ، فهما غيرُ متعلمتينِ وهيَ إمرأةٌ مثقفةٌ، فخيمَتْ أجواءُ التفاؤلِ والمبادرةِ على اجتماعِهنَّ، لكيلا يخرجَ الزوجُ عن المألوفِ ويبحثَ عن الرابعةِ!
قد يكونُ القارئُ متعجلاً ليعرفَ طريقةَ المعالجةِ، ولكنَّ المفاجأةَ هيَ أنَّهُ خلالَ الاجتماعِ، دفعَتِ البابَ امرأةٌ وقورٌ، تبدو عليها علاماتِ الحكماءِ، ونبوءاتِ الفقراءِ، فسكتَتْ أصواتُ المساءِ، وبدأَ الأسى يفرضُ نفسَهُ على البيتِ الكبيرِ، لقد دخلَتْ والدتَهُ، وأشارَتْ للسائقِ بإحضارِ جميعِ حقائبِ السيدةِ الشابة، فأدركوا أنَّ هناكَ مصيبةً، وبعلاماتٍ تعجبيةٍ ساخرةٍ ورهيبةٍ، أومأَتِ السيدةُ الكبيرةُ (أمه) بيدِها نحوَ الزوجةِ الرابعةِ التي أحضرَتْها وقالَتْ: (الأصابعُ لا تستطيعُ صنعَ شيءٍ دونَ إبهامِها الوحيدِ وأنا ذلكَ الإبهامُ!) تحسرَتْ الزوجةُ الثالثةُ ونادَتْ ضرتيها بتهكمٍ: لن يكونَ لنا أيُّ فرصةٍ خائبةٍ للنصرِ!
أمل الياسري/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق