نبع الحنان ...
قصة بالعامية
بقلم/ يحيي بزور
الحلقة العشرين ...
------------------------
المعركة شغالة صح خفت شوي بس لسا في شباب متقاوم والجيش بلش يهدم اي شي بلاكيه بطريكو بيوت مساجد مراكز صحية الدبابات تطلع عن جثث الشهداء بدون مراعاة اي حرمة للاموات بالرغم من انهم في خامس يوم المعركة طلبو هدنة ولاول مرة الجيش اللي لا يقهر بطلب هدنة من مجموعات المقاومين عشان يسحب جثث قتلاه وجرحاه وكان رد المقاومة انو مقابل هالشي بدنا نطلع الشهدا والجرحى وادخال مواد تموينية للناس جوا المخيم الا انهم رفضو وكانت هاي ضربة ثانية من الضربات اللي اتلقوها من المقاومة ...
منع التجول لسا شغال والمواد التموينية بلشت تخف كثير يعني اللي ظل يا دوب يكفي يومين ثلاث بالكثير وغير هيك في جثة شهيد بالبيت، كانت الجيبات الصهيونية بتتحرك والجنود لاول مرة من وكت بلش الاجتياح بنزلو من سياراتهم عالارض لانو المقاومة شبه انتهت واللي ظلو من الشباب يا دوب يغطو منطقة صغيرة، الجنود ما كانو يسمحو لحد يطلع راسو من الشباك لانو بكل بساطة بطخ عليك وبقتل بكل سهولة عنا بالبيت كلنا صرنا تعبانين قوتنا خفت والتعب كان واضح يعني بنحاول نظل صامدين لاخر نفس اليوم الرابع لمنع التجول نادى الجندي بالسماعه مسموح التجول من الساعه ٨ الصبح للساعه 6 المغرب هون احنا اتنفسنا الحمد الله فرجت لاول مرة من ٥ ايام بنشوف الدنيا كنا بسجن، سمحو للاسعاف يدخل لانو في بيوت كان فيها جرحى ومرضى وشهداء دخلو المسعفين عنا عالبيت حكينالهم في شهيد عنا وفي حالات مرضية بسبب قلة الاكل والشرب جبنا الشهيد وحطيناه بالاسعاف وامو كانت بحالة يرثى حكيتلها يختي وين بدك تروحي هلا في حد الك كريب هون، كالت اه بيت اختي بالجبريات (حي من احياء جينين) بروح عندهم كلتلها اذا ما لكيتي حد البيت بيتك واعتبري يوسف ما استشهد هاي انا وخواتي اولادك حكت الله يرضى عليكم ما كصرتو وان شاء الله بنردلكم اياها بالافراح اخذت رقم جوالها وكلتلها بنظل عاتصال احنا اهل وراحت مع ابنها عالمشفى
حكيت لامي وابوي انا طالع دبر حالنا بشوية اكل نسلك حالنا فيهن بما انو لسا في وقت لمنع التجول التالي حكيت لمريم انتي تعي معي وفاطمة خليكي عند امي وضحى ان شاء الله ما بنطول وبنرجع
طلعنا ومشينا نشوف شو صار بالبلد منظر بحزن بيوت مهدمة جثث عجناب الشوارع والاسعاف بشيل فيها بكل شبر في جندي او دبابة وهاد اللي بكهر بعمرهم الجنود ما كانو يسترجو ينزلو من دباباتهم والياتهم عالارض لما يفوتو جينين بس هلا كل واحد كان حامل سلاح يا استشهد يا وكع بالاسر وصار الهم قلب ينزلو من الياتهم لانهم جبناء ومو قد شباب جنين، وكدرنا نجيب شوية معلبات وشغلات اللي بنقدر نعيش فيها وتكفينا ليخلص منع التجول الثاني واهم شي كانت المي برضو دبرنا حالنا بالمي ولاول مرة من وقت الاجتياح بشرب مي مثل الطفل اللي بتجبلو شغلة وبفرح فيها، صرت فكر قصي واللي معو شو صار فيهم بعدو عايش ولا وكع بالاسر ولا جريح دعيت ربنا انو يكون مستشهد او انو انسحب لانو ان وقع بالاسر عند اليهود ما راح يرحموه وراح يشوف تعذيب رهيب والمصيبة اذا كان اسير ومصاب هون ما ممكن اي انسان بحكي عن حالو قوي انو يتحمل وان اعترف قصي تحت التعذيب اكيد مريم راح يتم اعتقالها زاد خوفي كثير وقلقت وحكيت يا رب سلم ... وصلنا البيت لكيت اهلي واكفين مع الجيران وبتطمنو عبعض حكيتلهم كيفكم يا جماعه ان شاء الله ما حد اتأذى او صرلو شي وعرفتو اخبار جديدة عن المخيم حكو ما عارف شي ولا شو بصير جوا المخيم، حكيت الله يستر ويفرجها فتنا جوا بلشنا ننظف بالببت ونرتب فيه وضحى حكت راح اعمل شاي نشرب والله اشتقنالو وضحكنا بس ضحكة من القلب ضحكة ممزوجة بالم وعذاب ونرجع لحياتنا الطبيعية كان كل تفكيري بام يوسف وينها هلا وشو صار فيها ووين دفنت ابنها، من كثر جثث الشهداء بالمشفى دفنوها بساحة المشفى وفي بيوت كمان دفنت الشهداء بالحوش لحتى يقدرو ويعرفو يدفنوها عالطريقة الاسلامية الصحيحة ....
يا الله تفضلو الشاي جهز بتعرفو لما الفلاح يكون يحصد بعز الصيف ويرتاح عشان يوكل او يشرب كاسة شاي ب في الزتونة ويرتاح احنا هيك كعدنا وصبيت الشاي حكى ابوي افتح هالراديو (لنشوف اخبار البلاد شو صار فيها) هاي الكلمة كانت شائعه على لسان اللاجئين لما طلعو من البلاد وكانو يحكو افتح هالراديو او اقرأ هالجريدة لنشوف البلاد شو صار فيها احنا كنا بنكبة جديدة بس نكبة من نوع اخر نكبة داخل بلادنا .... فتحت الراديو المذيع بحكي تم التوصل لاتفاق بين المحاصرين بكنيسة المهد والاحتلال والحصار لسا موجود عالختيار واغلب مدننا ومواقع الاشتباك مع العدو سقطت سقطت بعد معارك وحرب شوارع وما حد استسلم بالعكس الاغلب استشهد والباكي وكع بالاسر وبكمل المذيع ولحد الان الاخبار ما زالت غير متوفرة من داخل مخيم جينين وعالارجح عم بصير مذبحة
المكاومة خلصت طيب شو بعملو شو اللي بصير الله يستر ....
يتبع ....
نبع الحنان ...
قصة بالعامية
بقلم/ يحيي بزور
الحلقة الواحد وعشرين ...
--------------------------------
ممنوع التجول ..... ممنوع التجول الجندي بنادي بالسماعه صار موعد منع التجول الثاني الكل صار يركض ويروح عبيتو واللي ما لحك يوصل بيتو راح يظل بالشارع مكلفش لوقت ينتهي المنع صدمة استشهاد يوسف لسا مسيطرة عالكل بالبيت ومنظرو ومنظر امو ما بفاركو مخيلتنا ابدا ولاول مرة من 14 يوم بنعرف شو يعني نوم وانك تغمض عنيك الكل نام صحيح كان صوت القصف متقطع واطلاق النار خفيف بس الواحد بقدر ينام بس تفكيرنا كلو شو صار بالمخيم او اللي بصير وشو وضع قصي يا الله افكار كثيرة صارت تخطر ببالي ونمت بسرعه من كثر التعب والتفكير وفجاءة صحيت عصوت، ركضت صحيت اللي بالبيت اصحو في شي عم بصير ركضت عالراديو وشغلت مخيم جنين سقط طلعنا نركض لنشوف شو اللي صار وكانت الصدمة
دمار رهيب كانو الحرب اللي صارت بين جيشين مش بين جيش ومجموعه مقاتلين مسلحين سلاح خفيف يا الله جثث بالشارع كانت اغلبها ايديها مربطة يعني اعدام بعد ما دخلو المخيم حبو ينتقمو من الناس وصارت اعدامات بالجملة، بيوت مكصوفة عاللي فيها وصارت الناس تدور عاللي بتعرفهم اصحاب اخوة جيران، ما بتعرف انو هون كان بيوت واحياء وحياة صرت دور بلكن عرفت شي عن قصي واكشف عن جثث الشهداء بلكن كان منهم، ورجعت عالبيت وانا مصدوم وكعت عالارض بالبيت وصرت ابكي، امي ابوي خواتي ضحى الكل مالك شو صرلك في حد استشهد صرلو شي حكيت لأ بس اللي صاير ما ممكن يتصورو عقل، حسبي الله ونعم الوكيل بس صارت الناس ترجع لبيوتها والحياة بلشت ترجع شوي شوي ولسا ما عرفنا شي عن قصي المحلات اللي ظلت سليمة رجعت فتحت انسحب الجيش من المدينة وترك وراه دمار رهيب، حكى عمي احنا صار لازم نرجع عالبيت ونشوف حياتنا والف شكر الكم ماكصرتو كلتلو احنا صرنا اهل طيب عمي راح وصلكم يما بطولش وبرجع طلعنا وصلتهم للبيت، بحكي لضحى مش عارف شو انا لازم احزن ولا افرح حكت عززززا مالك ولك ليش كلتلها 5 ايام واحنا محاصرين وكل دقيقة بشوفك فيها ئي هسا بدي ارجع للتلفون كالتلي عشو مستعجل بكرة راح تزهكني، اسمعو هالحكي كال ازهك كال ... عمتي بتنادي علينا مالكم يا ولاد بدكمش تفوتو مزهكتوش من بعض وضحكت هينا جينا عمتي جينا امشي ولك امشي، وصلنا البيت واتطمنت عليهم وطلعت لحكتني ضحى توصلني كلتلها بدك اشي حكت سلامتك انتبه عحالك وانت بالطريك،طيب بحبك ولي كالت عزا موكحك، دخيل الله محلى هالكلمة وكالت وانا كمان كلتلها وانتي كمان شو كالت ئي خلص روح ولك بديش روح وهاي كعدة بدي اعرف وانتي كمان شو عزززايين انجن الزلمة، بدك تحكي ولا شو حكت خلص فضحتنا كدام الجيران وانا كمان بحبك يا الله كحط من هون باي
ردت باي .... كلت خليني لف بالبلد واعرف شو اللي صار الحياة كانت عم ترجع شوي شوي بس بعد شو الناس اتشردت والمخيم اتدمر واغلب الناس مفكودين الجيش خطف جثامين بعض الشهدا واخدها لجهة غير معلومة اصعب مشهد كان اللي هو جثة ابو جندل قائد المعركة كان مطخوخ براسو يعني اعدام وبلباسو العسكري وسلاحو انمسك بعد ما نفذت ذخيرتو وغيرو وغيرو كثير ...
وصلت البيت كانو عم بعزلو وبنظفو حكيت لامي ارتاحي يما انا والبنات بنكمل نطت مريم بدري عاساس بدك توصل المحروسة وترجع ولك اختصري ئي وبعدي خلصنا تنظيف وكعدنا نرتاح ونبع الحنان جابت ابريك هالشاي بالنعنع بكلها وين ابوي بتكلي فات ينام يرتاح بكفي اللي صار فيه صبت فطوم الشاي وصرنا نحكي وندردش الا تلفوني برن امو ليوسف بتتصل اهلين يختي ام يوسف كيف طمنيني عنك ... انتي بخير كالت الحمد الله بخير هيني عند اختي ودفنا يوسف بالمقبرة اللي جنبنا الله يرحمو ويجعل مثواه الجنة رديت عليها اعطيت التلفون لامي وحكو مع بعض وانا والبنات بلشنا ندردش فاطمة بتحكي ليه كنت انا حاسة انو كان ما بدك الحصار يخلص، نطت ضرتي طبعا مريم اه يختي ولا عشان حبيبة كلبو، ولك وبعدين اسكتي وضحكنا
وقطع صوت ضحكتنا صوت بنادي اي واحد الو قريب صديق مفقود يتوجه لمستشفى جنين الحكومي وكرر النداء اكثر من مرة اجت عيني بعين مريم وفاطمة انتبهت علينا حكت مالكم كلتلها فش شي بس خايف اروح ونلاكي حد بنعرفو شهيد لا سمح الله، كلت بعقلي يا رب يكون قصي بخير وما صرلو شي والاهم من كل شي انو ما يكون معتقل عند الجيش يااارب ورجعنا نكمل حديثنا وكلت خلص بكرة بروح عالمشفى لانو الدنيا صارت ليل وان شاء الله خير يا الله تصبحو عخير يا بنات حكو وانت بدكش تنام كلت لا بدي احكي تلفون وبنام مريم ههه احم احم ولك روحي نامي انتي وياها تصبحو عخير ....
يتبع ....
قصة بالعامية
بقلم/ يحيي بزور
الحلقة العشرين ...
------------------------
المعركة شغالة صح خفت شوي بس لسا في شباب متقاوم والجيش بلش يهدم اي شي بلاكيه بطريكو بيوت مساجد مراكز صحية الدبابات تطلع عن جثث الشهداء بدون مراعاة اي حرمة للاموات بالرغم من انهم في خامس يوم المعركة طلبو هدنة ولاول مرة الجيش اللي لا يقهر بطلب هدنة من مجموعات المقاومين عشان يسحب جثث قتلاه وجرحاه وكان رد المقاومة انو مقابل هالشي بدنا نطلع الشهدا والجرحى وادخال مواد تموينية للناس جوا المخيم الا انهم رفضو وكانت هاي ضربة ثانية من الضربات اللي اتلقوها من المقاومة ...
منع التجول لسا شغال والمواد التموينية بلشت تخف كثير يعني اللي ظل يا دوب يكفي يومين ثلاث بالكثير وغير هيك في جثة شهيد بالبيت، كانت الجيبات الصهيونية بتتحرك والجنود لاول مرة من وكت بلش الاجتياح بنزلو من سياراتهم عالارض لانو المقاومة شبه انتهت واللي ظلو من الشباب يا دوب يغطو منطقة صغيرة، الجنود ما كانو يسمحو لحد يطلع راسو من الشباك لانو بكل بساطة بطخ عليك وبقتل بكل سهولة عنا بالبيت كلنا صرنا تعبانين قوتنا خفت والتعب كان واضح يعني بنحاول نظل صامدين لاخر نفس اليوم الرابع لمنع التجول نادى الجندي بالسماعه مسموح التجول من الساعه ٨ الصبح للساعه 6 المغرب هون احنا اتنفسنا الحمد الله فرجت لاول مرة من ٥ ايام بنشوف الدنيا كنا بسجن، سمحو للاسعاف يدخل لانو في بيوت كان فيها جرحى ومرضى وشهداء دخلو المسعفين عنا عالبيت حكينالهم في شهيد عنا وفي حالات مرضية بسبب قلة الاكل والشرب جبنا الشهيد وحطيناه بالاسعاف وامو كانت بحالة يرثى حكيتلها يختي وين بدك تروحي هلا في حد الك كريب هون، كالت اه بيت اختي بالجبريات (حي من احياء جينين) بروح عندهم كلتلها اذا ما لكيتي حد البيت بيتك واعتبري يوسف ما استشهد هاي انا وخواتي اولادك حكت الله يرضى عليكم ما كصرتو وان شاء الله بنردلكم اياها بالافراح اخذت رقم جوالها وكلتلها بنظل عاتصال احنا اهل وراحت مع ابنها عالمشفى
حكيت لامي وابوي انا طالع دبر حالنا بشوية اكل نسلك حالنا فيهن بما انو لسا في وقت لمنع التجول التالي حكيت لمريم انتي تعي معي وفاطمة خليكي عند امي وضحى ان شاء الله ما بنطول وبنرجع
طلعنا ومشينا نشوف شو صار بالبلد منظر بحزن بيوت مهدمة جثث عجناب الشوارع والاسعاف بشيل فيها بكل شبر في جندي او دبابة وهاد اللي بكهر بعمرهم الجنود ما كانو يسترجو ينزلو من دباباتهم والياتهم عالارض لما يفوتو جينين بس هلا كل واحد كان حامل سلاح يا استشهد يا وكع بالاسر وصار الهم قلب ينزلو من الياتهم لانهم جبناء ومو قد شباب جنين، وكدرنا نجيب شوية معلبات وشغلات اللي بنقدر نعيش فيها وتكفينا ليخلص منع التجول الثاني واهم شي كانت المي برضو دبرنا حالنا بالمي ولاول مرة من وقت الاجتياح بشرب مي مثل الطفل اللي بتجبلو شغلة وبفرح فيها، صرت فكر قصي واللي معو شو صار فيهم بعدو عايش ولا وكع بالاسر ولا جريح دعيت ربنا انو يكون مستشهد او انو انسحب لانو ان وقع بالاسر عند اليهود ما راح يرحموه وراح يشوف تعذيب رهيب والمصيبة اذا كان اسير ومصاب هون ما ممكن اي انسان بحكي عن حالو قوي انو يتحمل وان اعترف قصي تحت التعذيب اكيد مريم راح يتم اعتقالها زاد خوفي كثير وقلقت وحكيت يا رب سلم ... وصلنا البيت لكيت اهلي واكفين مع الجيران وبتطمنو عبعض حكيتلهم كيفكم يا جماعه ان شاء الله ما حد اتأذى او صرلو شي وعرفتو اخبار جديدة عن المخيم حكو ما عارف شي ولا شو بصير جوا المخيم، حكيت الله يستر ويفرجها فتنا جوا بلشنا ننظف بالببت ونرتب فيه وضحى حكت راح اعمل شاي نشرب والله اشتقنالو وضحكنا بس ضحكة من القلب ضحكة ممزوجة بالم وعذاب ونرجع لحياتنا الطبيعية كان كل تفكيري بام يوسف وينها هلا وشو صار فيها ووين دفنت ابنها، من كثر جثث الشهداء بالمشفى دفنوها بساحة المشفى وفي بيوت كمان دفنت الشهداء بالحوش لحتى يقدرو ويعرفو يدفنوها عالطريقة الاسلامية الصحيحة ....
يا الله تفضلو الشاي جهز بتعرفو لما الفلاح يكون يحصد بعز الصيف ويرتاح عشان يوكل او يشرب كاسة شاي ب في الزتونة ويرتاح احنا هيك كعدنا وصبيت الشاي حكى ابوي افتح هالراديو (لنشوف اخبار البلاد شو صار فيها) هاي الكلمة كانت شائعه على لسان اللاجئين لما طلعو من البلاد وكانو يحكو افتح هالراديو او اقرأ هالجريدة لنشوف البلاد شو صار فيها احنا كنا بنكبة جديدة بس نكبة من نوع اخر نكبة داخل بلادنا .... فتحت الراديو المذيع بحكي تم التوصل لاتفاق بين المحاصرين بكنيسة المهد والاحتلال والحصار لسا موجود عالختيار واغلب مدننا ومواقع الاشتباك مع العدو سقطت سقطت بعد معارك وحرب شوارع وما حد استسلم بالعكس الاغلب استشهد والباكي وكع بالاسر وبكمل المذيع ولحد الان الاخبار ما زالت غير متوفرة من داخل مخيم جينين وعالارجح عم بصير مذبحة
المكاومة خلصت طيب شو بعملو شو اللي بصير الله يستر ....
يتبع ....
نبع الحنان ...
قصة بالعامية
بقلم/ يحيي بزور
الحلقة الواحد وعشرين ...
--------------------------------
ممنوع التجول ..... ممنوع التجول الجندي بنادي بالسماعه صار موعد منع التجول الثاني الكل صار يركض ويروح عبيتو واللي ما لحك يوصل بيتو راح يظل بالشارع مكلفش لوقت ينتهي المنع صدمة استشهاد يوسف لسا مسيطرة عالكل بالبيت ومنظرو ومنظر امو ما بفاركو مخيلتنا ابدا ولاول مرة من 14 يوم بنعرف شو يعني نوم وانك تغمض عنيك الكل نام صحيح كان صوت القصف متقطع واطلاق النار خفيف بس الواحد بقدر ينام بس تفكيرنا كلو شو صار بالمخيم او اللي بصير وشو وضع قصي يا الله افكار كثيرة صارت تخطر ببالي ونمت بسرعه من كثر التعب والتفكير وفجاءة صحيت عصوت، ركضت صحيت اللي بالبيت اصحو في شي عم بصير ركضت عالراديو وشغلت مخيم جنين سقط طلعنا نركض لنشوف شو اللي صار وكانت الصدمة
دمار رهيب كانو الحرب اللي صارت بين جيشين مش بين جيش ومجموعه مقاتلين مسلحين سلاح خفيف يا الله جثث بالشارع كانت اغلبها ايديها مربطة يعني اعدام بعد ما دخلو المخيم حبو ينتقمو من الناس وصارت اعدامات بالجملة، بيوت مكصوفة عاللي فيها وصارت الناس تدور عاللي بتعرفهم اصحاب اخوة جيران، ما بتعرف انو هون كان بيوت واحياء وحياة صرت دور بلكن عرفت شي عن قصي واكشف عن جثث الشهداء بلكن كان منهم، ورجعت عالبيت وانا مصدوم وكعت عالارض بالبيت وصرت ابكي، امي ابوي خواتي ضحى الكل مالك شو صرلك في حد استشهد صرلو شي حكيت لأ بس اللي صاير ما ممكن يتصورو عقل، حسبي الله ونعم الوكيل بس صارت الناس ترجع لبيوتها والحياة بلشت ترجع شوي شوي ولسا ما عرفنا شي عن قصي المحلات اللي ظلت سليمة رجعت فتحت انسحب الجيش من المدينة وترك وراه دمار رهيب، حكى عمي احنا صار لازم نرجع عالبيت ونشوف حياتنا والف شكر الكم ماكصرتو كلتلو احنا صرنا اهل طيب عمي راح وصلكم يما بطولش وبرجع طلعنا وصلتهم للبيت، بحكي لضحى مش عارف شو انا لازم احزن ولا افرح حكت عززززا مالك ولك ليش كلتلها 5 ايام واحنا محاصرين وكل دقيقة بشوفك فيها ئي هسا بدي ارجع للتلفون كالتلي عشو مستعجل بكرة راح تزهكني، اسمعو هالحكي كال ازهك كال ... عمتي بتنادي علينا مالكم يا ولاد بدكمش تفوتو مزهكتوش من بعض وضحكت هينا جينا عمتي جينا امشي ولك امشي، وصلنا البيت واتطمنت عليهم وطلعت لحكتني ضحى توصلني كلتلها بدك اشي حكت سلامتك انتبه عحالك وانت بالطريك،طيب بحبك ولي كالت عزا موكحك، دخيل الله محلى هالكلمة وكالت وانا كمان كلتلها وانتي كمان شو كالت ئي خلص روح ولك بديش روح وهاي كعدة بدي اعرف وانتي كمان شو عزززايين انجن الزلمة، بدك تحكي ولا شو حكت خلص فضحتنا كدام الجيران وانا كمان بحبك يا الله كحط من هون باي
ردت باي .... كلت خليني لف بالبلد واعرف شو اللي صار الحياة كانت عم ترجع شوي شوي بس بعد شو الناس اتشردت والمخيم اتدمر واغلب الناس مفكودين الجيش خطف جثامين بعض الشهدا واخدها لجهة غير معلومة اصعب مشهد كان اللي هو جثة ابو جندل قائد المعركة كان مطخوخ براسو يعني اعدام وبلباسو العسكري وسلاحو انمسك بعد ما نفذت ذخيرتو وغيرو وغيرو كثير ...
وصلت البيت كانو عم بعزلو وبنظفو حكيت لامي ارتاحي يما انا والبنات بنكمل نطت مريم بدري عاساس بدك توصل المحروسة وترجع ولك اختصري ئي وبعدي خلصنا تنظيف وكعدنا نرتاح ونبع الحنان جابت ابريك هالشاي بالنعنع بكلها وين ابوي بتكلي فات ينام يرتاح بكفي اللي صار فيه صبت فطوم الشاي وصرنا نحكي وندردش الا تلفوني برن امو ليوسف بتتصل اهلين يختي ام يوسف كيف طمنيني عنك ... انتي بخير كالت الحمد الله بخير هيني عند اختي ودفنا يوسف بالمقبرة اللي جنبنا الله يرحمو ويجعل مثواه الجنة رديت عليها اعطيت التلفون لامي وحكو مع بعض وانا والبنات بلشنا ندردش فاطمة بتحكي ليه كنت انا حاسة انو كان ما بدك الحصار يخلص، نطت ضرتي طبعا مريم اه يختي ولا عشان حبيبة كلبو، ولك وبعدين اسكتي وضحكنا
وقطع صوت ضحكتنا صوت بنادي اي واحد الو قريب صديق مفقود يتوجه لمستشفى جنين الحكومي وكرر النداء اكثر من مرة اجت عيني بعين مريم وفاطمة انتبهت علينا حكت مالكم كلتلها فش شي بس خايف اروح ونلاكي حد بنعرفو شهيد لا سمح الله، كلت بعقلي يا رب يكون قصي بخير وما صرلو شي والاهم من كل شي انو ما يكون معتقل عند الجيش يااارب ورجعنا نكمل حديثنا وكلت خلص بكرة بروح عالمشفى لانو الدنيا صارت ليل وان شاء الله خير يا الله تصبحو عخير يا بنات حكو وانت بدكش تنام كلت لا بدي احكي تلفون وبنام مريم ههه احم احم ولك روحي نامي انتي وياها تصبحو عخير ....
يتبع ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق