الخميس، 4 يوليو 2019

محطة القطار ... المشهد الثاني ... بقلم الاستاذ عباس شعبان

محطة القطار ...المشهد الثاني
إقتربت من سيدة تفترش الأرض
في ظل شجرة زيتون لأرى ماذا لديها
وبدون أن أسألها
قالت : لدي هندبة(علت) بالفلسطيني
عندي خبيزة ..عندي حنبلاس
كمان عندي شومر ..عندي عكوب
واسترسلت بالشرح عما لديها
بمهنية عالية وكأنها درست التسويق في أحسن الجامعات ...
قالت (ردا على سؤال لم أصرح به وكأنها تقرأ
الوجوه )
توفي زوجي أثناء هجرتنا ..واستقريت في هذا المخيم منذ عشرون عاما ومعي طفل صغير
والآن أصبح شابا يدرس في الجامعة
إنه ذلك الشاب الوسيم(أشارت إليه) فلتحرسه الملائكة ..إنه حياتي وأملي في هذه الحياة
الحمد لله ماشي حاله ..شاطر بالدراسة ولكن طلباته كثيرة ولم أعد باستطاعتي تغطيتها
إلا بشق الأنفس ..
إنه يفكر بالسفر ..بده يريحني من هذا الشغل !!
يا ويلي لو سافر ..بموت بأرضي
قضيت عمري أربيه وبعدين يسافر ويغيب عني !!
لن أسمح له بالسفر أبدا ..انا أشتغل مية سنة ولا يغيب عني ساعة!!
أفكر: يا ألله ما أعظم هذه الأم !.. نذرت نفسها لتربية ولدها ..لم تفكر بنفسها ولو للحظة
فقلت لها : غدا سأمر من هنا ..خلي إبنك يحضر أوراقه وشهاداته وأذهب معه إلى صندوق الطالب يؤمنوا له سكن قرب الجامعة و انشالله يدفعوا له أقساط الجامعة ..
وقبل أن أنهي كلامي انشرحت أساريرها وبدأت بالدعاء لي بالتوفيق والنجاح
وسألني عن القطار ؟!
قلت : سأستقله غدا إنشاء الله بعد إتمام المهمة
بقلمي
عباس شعبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق