/ العقل و اللاعقلانية/
-
إلى فلسطين الحبيبة -
مقولة العقل التي احتفى بها العالم بصخب في القرن الثامن عشر..مقولات عصرالتنوير والتي توجت بدايات القرن العشرين..هذا العقل الأوربي بامتياز..
والوعد بدفن أزمنة الظلمات إلى الأبد..
حرر ( فرويد ) الإنسان من الأسرار..
ووضع ( لينين )مبادئ السياسة الحديثة
..وطوى ( اينشتاين ) صفحة ( نيوتن )
والفيزياء الكلاسيكية والحتميات..وعم شعر(مالارميه) وانتشرت موسيقى
( شونبرغ )..وروايات( كونراد )..
وفلسفة (هوسرل)..ورسم (بيكاسو)..
والسينما و (شارلي شابلن)..
وفي كل ذلك كان المعبود الأول هو
الإنسان الجديد..المتعدد الأطياف..
والمحمول على مقولة العقل هذه..
العقل يهزم غير العقل..وهزيمة اللاعقلي نهائية لا رجعة فيها..حتى أن
(كوندورسيه) ساوى بين " الإنتصار السريع للعقل والحرية"..واعتبر(رينان)
أن البربري هو الذي يتصرف بمعزل عن ما اختطه العقل وقواعده..ورأى
( ديكارت ) أن العقل هو الذي ينصب الإنسان سيداً على الطبيعةومالكا لها..
بعد أن كان(هيجل)قد قرر أن التاريخ
الكوني ليس إلا تجليات لهذا العقل الوحيد..وأن كل ما هو عقلاني هو واقعي..بقدر أن كل ما هو واقعي
هو عقلاني..وسرعان ما التبس العقل واختلط باستبداد البداهة..فالإنسان يفعل ما يريد وبهذا العقل وحده..شطح وخرج العقل عن قواعده وتطرف ذاهبا إلى مكان آخر رغما عن(باسكال)..ليبرهن أن
اللاعقل و نفي العقل..له أيضا فضاءه ومجاله الخاص به..وله تاريخه ومبدعيه ومنظريه..ليشعل الحرب العالميةالأولى
(1914 -1918 ) والتي أودت بحياة الملايين من البشر..ويبرر دين العقل وأنصاره بمقولة أن هذا ما هو إلاانحراف قابل للضبط..قابل للاحتواء والتصحيح..
لكنه يعود ليبرهن ثانية عن حضوره الأشد الأقوى بعد عشرين عاماً فقط..
بانفجارالحرب الثانية(1939-1945)
.. مزهقة هذه المرة أرواح أكثر من خمسين مليون إنسان فالتبرير والحرب الباردة..
والمعسكرات..الإشتراكية ..الرأسمالية
..البربرية..والجذور في
( الأنا الأعلى ) تلك التي تفترض إنسانا أقل مرتبة..قيمة..إنسانية..
تنويعات..تصنيفات ل (روح الأمم )..
ل (روح التاريخ)...ف
الفوهرر..الدوتشي..الرئيس..الزعيم..
الأمين..وخروج العرق مجازياً..
والغطرسة التي تقرر الحق والدستور والمعارضة..والعدل والإرهاب..ليستطيع
القوي وعبر قوته أن يعرف العقل كما يشاء..فيقيم دولة الكيان الصهيوني..ثم يحتل العراق بعد أن يوهم بأسلحة الدمار الشامل..وفي الحالين هو لا يمارس العقل ولا نقيضه..إنه يمارس عقلانية القوة...هكذا التاريخ البشري اليوم..كما كان عند(كسرى)..هو عند( سيد البيت الأبيض )..وسواء كان صراعاً طبقياً..أم صراعاً بين من يملك التقنية والتكنولوجيا
والطبقة التي لا تملكها - وهذا الأصح -..فالتاريخ قام دائما على ثنائية..القوي الذي يعيش كما يريد..والضعيف الذي يموت كما يريد له القوي أن يموت..
ويذرف بعض دمعه عليه بعد زمن..ليس نفي العقل..ولا..اللاعقل انزياحاً أو خروجاً مريضاً..سقيماً عن مبادئ العقل ..بل هو بالتأكيد مثال وموقف ومنهج وفي اتجاه طبيعي..فالقرن الماضي حمل والقرن الحالي وقبلهما..عبثا..ولاعقلانية
..نفيا للعقل تمثل في المؤتمر
الصهيوني الأول 1898..الذي قرر أن يكون لليهود..الصهاينة دولة..هي الكيان
..بعد خمسين عاماً..وما نجاحه الذي رآه الكثيرين بأنه انتقاما ل
( اوشفيتيس )..
ويحمل في شكله كل المقولات المعادية للعقل والتقدم والإنسانية..إلا قفزة العقلانية الصهيونية فوق العقل التنويري ..ذاهبة إلى فلسطين مزودة بالوعود الإلهية..لتستبدل أرض الميعاد بمقولة الإنسان الجديد وبدعم وتمويل قارة الحضارة والحضارات لمقولة (شعب الله المختار) والذي يحشر العرب ويسجنهم مع القرود في اقفاص واحدة..إن العقل يقوم بالقوة لا في تعاليم حقوق الإنسان..لذا تهود القدس..ويفصل الفلسطيني ويبعد عن أرضه ويهجر..
ويطرد فوجوده لا يستدعي لا الأرض..
ولا التاريخ..ولا الزمن.."نعم لقد وجد العقل دائما..دون أن يكون عقلانيا على الدوام.".. وفي هذه صدق ماركس!.
يوسف المحيثاوي/سورية.
-
إلى فلسطين الحبيبة -
مقولة العقل التي احتفى بها العالم بصخب في القرن الثامن عشر..مقولات عصرالتنوير والتي توجت بدايات القرن العشرين..هذا العقل الأوربي بامتياز..
والوعد بدفن أزمنة الظلمات إلى الأبد..
حرر ( فرويد ) الإنسان من الأسرار..
ووضع ( لينين )مبادئ السياسة الحديثة
..وطوى ( اينشتاين ) صفحة ( نيوتن )
والفيزياء الكلاسيكية والحتميات..وعم شعر(مالارميه) وانتشرت موسيقى
( شونبرغ )..وروايات( كونراد )..
وفلسفة (هوسرل)..ورسم (بيكاسو)..
والسينما و (شارلي شابلن)..
وفي كل ذلك كان المعبود الأول هو
الإنسان الجديد..المتعدد الأطياف..
والمحمول على مقولة العقل هذه..
العقل يهزم غير العقل..وهزيمة اللاعقلي نهائية لا رجعة فيها..حتى أن
(كوندورسيه) ساوى بين " الإنتصار السريع للعقل والحرية"..واعتبر(رينان)
أن البربري هو الذي يتصرف بمعزل عن ما اختطه العقل وقواعده..ورأى
( ديكارت ) أن العقل هو الذي ينصب الإنسان سيداً على الطبيعةومالكا لها..
بعد أن كان(هيجل)قد قرر أن التاريخ
الكوني ليس إلا تجليات لهذا العقل الوحيد..وأن كل ما هو عقلاني هو واقعي..بقدر أن كل ما هو واقعي
هو عقلاني..وسرعان ما التبس العقل واختلط باستبداد البداهة..فالإنسان يفعل ما يريد وبهذا العقل وحده..شطح وخرج العقل عن قواعده وتطرف ذاهبا إلى مكان آخر رغما عن(باسكال)..ليبرهن أن
اللاعقل و نفي العقل..له أيضا فضاءه ومجاله الخاص به..وله تاريخه ومبدعيه ومنظريه..ليشعل الحرب العالميةالأولى
(1914 -1918 ) والتي أودت بحياة الملايين من البشر..ويبرر دين العقل وأنصاره بمقولة أن هذا ما هو إلاانحراف قابل للضبط..قابل للاحتواء والتصحيح..
لكنه يعود ليبرهن ثانية عن حضوره الأشد الأقوى بعد عشرين عاماً فقط..
بانفجارالحرب الثانية(1939-1945)
.. مزهقة هذه المرة أرواح أكثر من خمسين مليون إنسان فالتبرير والحرب الباردة..
والمعسكرات..الإشتراكية ..الرأسمالية
..البربرية..والجذور في
( الأنا الأعلى ) تلك التي تفترض إنسانا أقل مرتبة..قيمة..إنسانية..
تنويعات..تصنيفات ل (روح الأمم )..
ل (روح التاريخ)...ف
الفوهرر..الدوتشي..الرئيس..الزعيم..
الأمين..وخروج العرق مجازياً..
والغطرسة التي تقرر الحق والدستور والمعارضة..والعدل والإرهاب..ليستطيع
القوي وعبر قوته أن يعرف العقل كما يشاء..فيقيم دولة الكيان الصهيوني..ثم يحتل العراق بعد أن يوهم بأسلحة الدمار الشامل..وفي الحالين هو لا يمارس العقل ولا نقيضه..إنه يمارس عقلانية القوة...هكذا التاريخ البشري اليوم..كما كان عند(كسرى)..هو عند( سيد البيت الأبيض )..وسواء كان صراعاً طبقياً..أم صراعاً بين من يملك التقنية والتكنولوجيا
والطبقة التي لا تملكها - وهذا الأصح -..فالتاريخ قام دائما على ثنائية..القوي الذي يعيش كما يريد..والضعيف الذي يموت كما يريد له القوي أن يموت..
ويذرف بعض دمعه عليه بعد زمن..ليس نفي العقل..ولا..اللاعقل انزياحاً أو خروجاً مريضاً..سقيماً عن مبادئ العقل ..بل هو بالتأكيد مثال وموقف ومنهج وفي اتجاه طبيعي..فالقرن الماضي حمل والقرن الحالي وقبلهما..عبثا..ولاعقلانية
..نفيا للعقل تمثل في المؤتمر
الصهيوني الأول 1898..الذي قرر أن يكون لليهود..الصهاينة دولة..هي الكيان
..بعد خمسين عاماً..وما نجاحه الذي رآه الكثيرين بأنه انتقاما ل
( اوشفيتيس )..
ويحمل في شكله كل المقولات المعادية للعقل والتقدم والإنسانية..إلا قفزة العقلانية الصهيونية فوق العقل التنويري ..ذاهبة إلى فلسطين مزودة بالوعود الإلهية..لتستبدل أرض الميعاد بمقولة الإنسان الجديد وبدعم وتمويل قارة الحضارة والحضارات لمقولة (شعب الله المختار) والذي يحشر العرب ويسجنهم مع القرود في اقفاص واحدة..إن العقل يقوم بالقوة لا في تعاليم حقوق الإنسان..لذا تهود القدس..ويفصل الفلسطيني ويبعد عن أرضه ويهجر..
ويطرد فوجوده لا يستدعي لا الأرض..
ولا التاريخ..ولا الزمن.."نعم لقد وجد العقل دائما..دون أن يكون عقلانيا على الدوام.".. وفي هذه صدق ماركس!.
يوسف المحيثاوي/سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق