السبت، 3 نوفمبر 2018

من ( ذاكرة مناضل ) بقلمي تغريد الحاج

من ( ذاكرة مناضل )
المناضل الزعتري الأصيل
ابوسهيل كروم  ...
بقلمي/ تغريد الحاج
الحلقة التاسعة والاربعين ...
----------------------------------
                            معركة الدامور 82

لقد كانت الحرب الصهيونية على لبنان عام1982 حرباً شامله بكل معنى الكلمة بدأًت من رأس الناقوره وكل الشريط الحدودي مع الأرض المحتلة وصولا إلى مدينة بيروت ساحلياً حيث مركز القرار  الفلسطيني ومقر قيادة الثورة بعد أحداث أيلول وخروج المقاومه من الاردن ...
كذلك صعوداً إلى ضهر البيدر لم يكن في قرى الساحل اللبناني الممتد من صيدا إلى مدينة بيروت بلدات يتواجد بها الفدائيين بشكل  مكثف
بإستثناء  بلدة الجيه وكان التواجد بمكتب عسكري لقوات ال17 بقيادة الملازم أول ابو إسكندر فراج، وبعض عناصر العناصر المقيمه هناك من الفصائل الأخرى وخاصة الجبهة العربية والقيادة العامة والجبهة الديمقراطية...

وبإستثتاء مدينة الدامور التي كانت مقر قيادة الساحل وقرب إقليم الخروب وصولا إلى بلدة شحيم حيث كانت الدامور حينها مأهولة بأبناء مخيم تل الزعتر الذين تمرسوا بالقتال واصبح لديهم الخبرة الكافية في قتال حرب الشوارع الذي لم يعتاد عليها الصهاينة ...
استخدموا الصهاينة  تكتيكاً جديدا في تقدمهم بإتجاه الساحل في الوقت الذي كانت المعارك على أشدها في مدينة صيدا ومخيم عين الحلوه ...
استخدم العدو الصهيوني تكتيك فصل القرى بعضها عن بعض وعندما وصل جيش الاحتلال إلى منطقة وادي الزينه متقدما من الجنوب بالاضافة الى القوات البحرية التي تم انزالها على الشاطئ حيث تقدمت بإتجاه بلدات سبلين ... كترمايا ... مزبرد ... شحيم ... وفصلت
وادي الزينه عن بلدة الرميلة وعن بلدة الجيه ولم يكن الاوتوستراد العربي قد انجز بعد حيث كان الطريق القديم هو الطريق الوحيدة بين صيدا - بيروت وبين تلك القرى ...
كما قامت بفصل بلدة الجيه - السعديات عن الدامور بعد أن احتلت بلدة الجيه وقد جرت معركة في بلدة الجية حي البني يونس ومفرق برجا ولقد تمكن العدو بترسانة أسلحته وتحت غطاء من القصف المركز  الوصول إلى مدينة الدامور ...

كان في سُلم أولويات العدو احتلال الدامور للوصول إلى منطقة خلده اولاً ثم الانتقام من أبناء مخيم تل الزعتر بسبب عمليات المقاومة التي انطلقت من الدامور عملية الشهيدة دلال مغربي وعملية الشهيد سمير القنطار وقد استقدم معه مجموعات من القوات اللبنانية من أهالي الدامور  للانتقام ايضاً من المقاتلين نتيجة معركة الدامور الأولى  وسقوطها بأيدي الفدائيين ...

كان معظم أهالي مخيم تل الزعتر قد غادروا الدامور لادراكهم بأن العدو الصهيوني وعملائه سوف ينتقمون بأبشع الأساليب منهم ولم يبقى في الدامور  الا القوات المسلحة المشتركة التي تصدت لمحاولات الاقتحام 
جرت عدة محاولات للعدو للتقدم الا انها باءت بالفشل أمام إصرار المقاتلين على الصمود وتأخير تقدم العدو ولقد اوقع مقاتلي الفصائل الفلسطينية خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات حيث شوهد عدة آليات عسكرية محترقة على جانبي الطريق ...
كان العقيد الشهيد القائد عبدالله صيام الذي لقن العدو درسا لا ينسى في البطولة والتضحية لقد صدرت له أوامر بالانسحاب من الدامور بعد
أن انسحب معظم  المقاتلين بسبب نفاذ ذخيرتهم وانسحابهم إلى بيروت قبل بدء معركة خلده لكنه ابرق للقيادة برفضه مغادرة الدامور  وأنه ومن معه قرروا اما وقف تقدم  العدو او الاستشهاد في أرض
المعركة ...
وبعد أربعة أيام من المعارك في الدامور وهو ومعه مجموعة لا تتعدى أصابع اليد تمكن جيش الاحتلال الصهيوني وعملائه من السيطرة على مدينة الدامور توجه بعدها العقيد المرحوم عبد الله صيام الى خلدة وارتقى شهيداً بعد أن خاض معركة خلده وأوقع أيضا في صفوف العدو  خسائر لم يشهد مثلها من قبل.

لقد أصبحت طريق الساحل خالية تماما من أي مقاومة من صيدا  إلى الدامور ... حارة الناعمه ... الناعمه وصولا إلى منطقة (الميرادور ) بداية منطقة خلدة ولم تكن المعارك  منفصله زمنيا وأصبح هدف الصهاينة المباشر الوصول إلى مدينة بيروت بأقصى فترة زمنيه ...

كان العدو يدرك  أن إطالة امد الحرب ليس لصالحه خاصة بعد ما لاقاه من مقاومة عنيفة في كل مرحلة من مراحل تقدمه فكان عامل الوقت مهمٌ لديه ولا سيما أن جيش الاحتلال الصهيوني تمكن الوصول إلى منطقة ضهر البيدر نزولا إلى جبل لبنان كذلك الأمر للانتشار في المنطقة الشرقية لمحاصرة بيروت والأطباق عليها من كل الاتجاهات ...
كما استقبل أهالي المنطقة الشرقية القوات السورية عام76 بالارز والورود كذلك استقبلوا جيش الاحتلال ربما أكثر ...
فقد فتحوا له البيوت والشواطئ معتبرين أن إسرائيل حليفهم الأقرب
رغم اعتراض الزعامات المسيحيه على هذه الحفاوة ...

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                          من ( ذاكرة مناضل )
تنويه هام ..
---------------
 أن كل ما يذكر في هذه الحلقات هي معلومات استقيها من العم المناضل أبو سهيل كروم وانا بدوري اقوم بسرد وصياغة الاحداث دون أي تدخل مني بالمعلومات وقد نوهت في بداية النشر  وهذا لا يعني عدم قناعتي بما انشره ولكن اي استفسار أو أي سؤال عن المعلومات توجه للعم الفاضل ابو سهيل كروم وهو على استعداد للإجابة عن أي سؤال بعيدا عن العصبوية التنظيمية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق