من ( ذاكرة مناضل )
المناضل الزعتري الأصيل
ابوسهيل كروم ...
بقلمي/ تغريد الحاج
الحلقة اربعة وستين ...
-----------------------------
بعد انتهاء هذا اللقاء حاول الشهيد أبو عمار الاجتماع بعدد
مَن كانوا يعتبرون أنفسهم اليسار الوطني داخل اطار حركة فتح لكنهم في حقيقة الأمر كانوا يساريين مغامرين ...
اتجه الشهيد أبو عمار ثانية إلى دمشق رغم فتور العلاقة بينه وبين سوريا، لم يكن موقف ابو عمار موقفا شخصيا، بل كان نابعاً من قناعاته بالموقف السوري، ولم يكن موقف سوريا نابعاً من موقف شخصي من الشهيد أبو عمار، كان لكلٍ منهم وجهة نظر سياسيه تختلف عن الآخر حول طبيعة المعركة مع العدو الصهيوني، خاصة بعد توقيع مصر اتفاق كامب ديفيد المذل، بقيت سوريا لوحدها وغير قادرة على مواجه العدو الصهيوني منفردة، كان الموقف المصري موقف المتفرج، لم تكن تملك مصر كامب ديفيد سوى الشجب والاستنكار الخجولين وربما يعود السبب في ذلك إلى موقف منظمة التحرير الفلسطينية، حين ذهب السادات إلى تل ابيب عرض على الشهيد أبو عمار إعلان موقف المنظمة بقبولها بخطوة السادات، والذي يضمن في حال موافقة منظمة التحرير على خطوته هذه أن يحقق حل الدولتين حسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن خاصة القرار 242 لكن فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية رفضت رفضا قاطعا هذا الاتفاق واعتبرت زيارة السادات خيانة للقضية الفلسطينية، فكان موقف مصر موقفا اسوأ من خطوة السادات باتجاه التطبيع، وهذا ما أضعف موقف منظمة التحرير والموقف السوري أيضا باتجاه مقاتلة العدو الصهيوني ...
أما جامعة الدول العربية كما هو الحال، لا حول لها ولا قوة، إلا بيانات التنديد التي لا تسمن ولا تغني ....
توجه الشهيد أبو عمار مرة أخرى إلى دمشق.
كأنت حركته مقيدة وموقفه ضعيف وكان الخلاف قد استفحل بين الطرفين فلم يسمح للشهيد ابو عمار بالبقاء في دمشق،
أُرسِلَ له أحد الضباط وأبلغه بأنه غير مرغوب فيه في دمشق وعليه مغادرة الأراضي السورية،
أدرك حينها أبو عمار ان بقاءه في دمشق قد يؤدي إلى اعتقاله أو اغتياله، فغادر سوريا على الفور واتجه مرة أخرى إلى طرابلس، لم يكن الطريق من البقاع إلى طرابلس بالسهله، كانت تقطع المسافة عن طريق القبيات/الهرمل، وتستغرق ثلاثة ساعات وأكثر وفي فصل الشتاء كانت تستغرق أكثر من أربعة ساعات للوصول، كانت طريق بيروت الشمال( طرابلس ) مقطوعه عند حاجز نهر الكلب قرب جونيه، وعند حاجز البربارة قبل محافظة الشمال بإتجاه طرابلس وكان الاعتقال والقتل على الهويه الطائفيه ...
حين غادر الشهيد أبو عمار دمشق والبقاع ، بدأت القوى اليسارية تحركاتها في البقاع وكان البيان الأول لهم، الذي يطالب بالإصلاح داخل الحركة وطالبوا الشهيد أبو عمار بذلك علناً، لم يهاجموا فتح ولا ابو عمار في البيان الأول لكنهم بدأوا تحركهم علنأ باتجاه ضباط الحركة وشراء الذمم.
أدرك الشهيد أبو عمار خطورة الموقف ما سوف تؤول له الأحداث الا انه حاول جاهدا أن لا يحصل اي صدام أو أي انشقاق داخل الحركة
فأرسل المناضل فاروق القدومي ابو اللطف رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمقرب من سوريا، إلى البقاع،
وفي قاعة مدرسة ثعلبابا دعى الأخ أبو اللطف إلى اجتماع مفتوح لكوادر الحركة،
وقد حضر هذا الاجتماع أكثر من 200 كادر وضابط وضابط صف.
تحدث المناضل أبو اللطف بلباقته التي نعرف عنه حول تداعيات الاجتياح وضرورة بقاء المسؤولين والكوادر من أبناء المخيمات في المخيمات وان لا يغادروا إلى المنافي لان بقائهم ضرورة لإعادة هيكلة تنظيم الحركة من جديد لان فتح لن تترك مخيمات لبنان ...
في هذة الأثناء وافق الشهيد ابو عمار تشكيل لجنة برئاسة الجنرال
سعد صايل لمعرفة ما يريده هؤلاء من وراء بيانهم هذا، فكان أول طلب لهم هو التحقيق مع الضباط الذين تركوا مواقعهم في بداية الاجتياح، فكان رد الشهيد أبو عمار قرار بالتحقيق مع من يشمله التحقيق، كان هدف ابو عمار امتصاص النقمه وتفويت الفرصه على الأطراف التي تحاول الاصطياد بالماء العكر ...
أدرك قادة اليسار وفي مقدمتهم عضو اللجنه المركزيه ابو صالح وابو خالد العمله أن بدء عملية التحقيق قد تطال رؤوسهم فغادروا منطقة البقاع متوجهين إلى سوريا ليديروا معركة مكشوفة ضد الشهيد
أبو عمار وتصفية حركة فتح بالبقاع أو أرغام كل الضباط والعسكر الانضمام إليهم بالترغيب أو بالترهيب وكأنت هذه القيادات اليسارية غير محبوبه داخل الحركة فإستغلوا موقف ابو موسى رحمه الله وخلافه مع الحركة على إثر محاولة اغتياله، وقاموا بالواسطة بينه وبين سوريا للمصالحة، لان ابو موسى كان العدو رقم واحد لسوريا بعد أن قاتلهم في صيدا، فاعلن ابو موسى انضمامه لحركة التصحيح هذه التي قادت الانشقاق داخل حركة فتح وغيروا اسمهم من الحركة التصحيحه إلى حركة فتح الانتفاضة للدلالة على أنهم انتفضوا في وجه الشهيد أبو عمار؟ وكانت بداية جديدة لمقاتلة فتح وإخراج
الشهيد ابو عمار من لبنان ....
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( ذاكرة مناضل )
المناضل الزعتري الأصيل
ابوسهيل كروم ...
بقلمي/ تغريد الحاج
الحلقة اربعة وستين ...
-----------------------------
بعد انتهاء هذا اللقاء حاول الشهيد أبو عمار الاجتماع بعدد
مَن كانوا يعتبرون أنفسهم اليسار الوطني داخل اطار حركة فتح لكنهم في حقيقة الأمر كانوا يساريين مغامرين ...
اتجه الشهيد أبو عمار ثانية إلى دمشق رغم فتور العلاقة بينه وبين سوريا، لم يكن موقف ابو عمار موقفا شخصيا، بل كان نابعاً من قناعاته بالموقف السوري، ولم يكن موقف سوريا نابعاً من موقف شخصي من الشهيد أبو عمار، كان لكلٍ منهم وجهة نظر سياسيه تختلف عن الآخر حول طبيعة المعركة مع العدو الصهيوني، خاصة بعد توقيع مصر اتفاق كامب ديفيد المذل، بقيت سوريا لوحدها وغير قادرة على مواجه العدو الصهيوني منفردة، كان الموقف المصري موقف المتفرج، لم تكن تملك مصر كامب ديفيد سوى الشجب والاستنكار الخجولين وربما يعود السبب في ذلك إلى موقف منظمة التحرير الفلسطينية، حين ذهب السادات إلى تل ابيب عرض على الشهيد أبو عمار إعلان موقف المنظمة بقبولها بخطوة السادات، والذي يضمن في حال موافقة منظمة التحرير على خطوته هذه أن يحقق حل الدولتين حسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن خاصة القرار 242 لكن فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية رفضت رفضا قاطعا هذا الاتفاق واعتبرت زيارة السادات خيانة للقضية الفلسطينية، فكان موقف مصر موقفا اسوأ من خطوة السادات باتجاه التطبيع، وهذا ما أضعف موقف منظمة التحرير والموقف السوري أيضا باتجاه مقاتلة العدو الصهيوني ...
أما جامعة الدول العربية كما هو الحال، لا حول لها ولا قوة، إلا بيانات التنديد التي لا تسمن ولا تغني ....
توجه الشهيد أبو عمار مرة أخرى إلى دمشق.
كأنت حركته مقيدة وموقفه ضعيف وكان الخلاف قد استفحل بين الطرفين فلم يسمح للشهيد ابو عمار بالبقاء في دمشق،
أُرسِلَ له أحد الضباط وأبلغه بأنه غير مرغوب فيه في دمشق وعليه مغادرة الأراضي السورية،
أدرك حينها أبو عمار ان بقاءه في دمشق قد يؤدي إلى اعتقاله أو اغتياله، فغادر سوريا على الفور واتجه مرة أخرى إلى طرابلس، لم يكن الطريق من البقاع إلى طرابلس بالسهله، كانت تقطع المسافة عن طريق القبيات/الهرمل، وتستغرق ثلاثة ساعات وأكثر وفي فصل الشتاء كانت تستغرق أكثر من أربعة ساعات للوصول، كانت طريق بيروت الشمال( طرابلس ) مقطوعه عند حاجز نهر الكلب قرب جونيه، وعند حاجز البربارة قبل محافظة الشمال بإتجاه طرابلس وكان الاعتقال والقتل على الهويه الطائفيه ...
حين غادر الشهيد أبو عمار دمشق والبقاع ، بدأت القوى اليسارية تحركاتها في البقاع وكان البيان الأول لهم، الذي يطالب بالإصلاح داخل الحركة وطالبوا الشهيد أبو عمار بذلك علناً، لم يهاجموا فتح ولا ابو عمار في البيان الأول لكنهم بدأوا تحركهم علنأ باتجاه ضباط الحركة وشراء الذمم.
أدرك الشهيد أبو عمار خطورة الموقف ما سوف تؤول له الأحداث الا انه حاول جاهدا أن لا يحصل اي صدام أو أي انشقاق داخل الحركة
فأرسل المناضل فاروق القدومي ابو اللطف رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمقرب من سوريا، إلى البقاع،
وفي قاعة مدرسة ثعلبابا دعى الأخ أبو اللطف إلى اجتماع مفتوح لكوادر الحركة،
وقد حضر هذا الاجتماع أكثر من 200 كادر وضابط وضابط صف.
تحدث المناضل أبو اللطف بلباقته التي نعرف عنه حول تداعيات الاجتياح وضرورة بقاء المسؤولين والكوادر من أبناء المخيمات في المخيمات وان لا يغادروا إلى المنافي لان بقائهم ضرورة لإعادة هيكلة تنظيم الحركة من جديد لان فتح لن تترك مخيمات لبنان ...
في هذة الأثناء وافق الشهيد ابو عمار تشكيل لجنة برئاسة الجنرال
سعد صايل لمعرفة ما يريده هؤلاء من وراء بيانهم هذا، فكان أول طلب لهم هو التحقيق مع الضباط الذين تركوا مواقعهم في بداية الاجتياح، فكان رد الشهيد أبو عمار قرار بالتحقيق مع من يشمله التحقيق، كان هدف ابو عمار امتصاص النقمه وتفويت الفرصه على الأطراف التي تحاول الاصطياد بالماء العكر ...
أدرك قادة اليسار وفي مقدمتهم عضو اللجنه المركزيه ابو صالح وابو خالد العمله أن بدء عملية التحقيق قد تطال رؤوسهم فغادروا منطقة البقاع متوجهين إلى سوريا ليديروا معركة مكشوفة ضد الشهيد
أبو عمار وتصفية حركة فتح بالبقاع أو أرغام كل الضباط والعسكر الانضمام إليهم بالترغيب أو بالترهيب وكأنت هذه القيادات اليسارية غير محبوبه داخل الحركة فإستغلوا موقف ابو موسى رحمه الله وخلافه مع الحركة على إثر محاولة اغتياله، وقاموا بالواسطة بينه وبين سوريا للمصالحة، لان ابو موسى كان العدو رقم واحد لسوريا بعد أن قاتلهم في صيدا، فاعلن ابو موسى انضمامه لحركة التصحيح هذه التي قادت الانشقاق داخل حركة فتح وغيروا اسمهم من الحركة التصحيحه إلى حركة فتح الانتفاضة للدلالة على أنهم انتفضوا في وجه الشهيد أبو عمار؟ وكانت بداية جديدة لمقاتلة فتح وإخراج
الشهيد ابو عمار من لبنان ....
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( ذاكرة مناضل )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق