الاثنين، 19 نوفمبر 2018

ما سر تلك اﻻبتسامة وتلك الدمعة ؟ بقلم الشاعر المتألق محمد جمال الغلاييني

 ما سر تلك اﻻبتسامة وتلك الدمعة  ؟

كنت رجﻻ فقيرا عجزت عن تأمين الطعام لزوجي وطفلي ، فخرجت هائما على وجهي ولذت تحت ظل شجرة فأخذتني سِنة من نوم .
سمعت هاتفا يقول لي : اذهب الى ضفة النهر ستجد صيادا يعطيك صنارة تصطاد بها سمكة كبيرة !
قمت من نومي مسرعا واتجهت صوب النهر ﻷجد صيادا ينتظرني فعﻻ واصطدت سمكة كبيرة !
شكرته وحمدت الله واسرعت بها الى السوق وبعتها بثمن ﻻ بأس به . تذكرت ذلك الصياد فعدت اليه واعطيته نصف ثمنها ردا لجميله . وخﻻل عودتي وجدت امرأة بيدها طفل رضيع تبكي وتتوسل كي اعطيها ماﻻ لتشتري به طعاما يدر الحليب لذلك الرضيع الذي اوشك على الهﻻك .
لم استجب لها ﻻنني كنت افكر بزوجي وطفلي ، فرجتني وراحت تبكي ويردد بكاءها ذلك الرضيع فأعطيتها المال كله ، وعدت من حيث اتيت خائبا !
 خﻻل الطريق استوقفني رجل يسأل عن شخص يحمل اسمي ! قلت له : انا .
قال : طلب مني والدي ان اعيد لك امانة والدك المتوفي والذي كان اودعها عنده ونكرها حينها ابي ! ولكنه اﻵن على فراش الموت فاراد ان يبريء ذمته .
اخذت المبلغ وكان كبيرا جدا ، فحمدت الله تعالى وهرعت الى بيتي مسرعا واحضرت الطعام لعائلتي واصبحت من يومها غنيا كوني الوريث الوحيد لوالدي . .
قررت ان اتصدق كل يوم بدينار على الفقراء .
اصابني نوع من العجب !
 خﻻل نومي رايت ان قيامتي قد قامت ووزنت اعمالي ورجحت كفة سيئاتي على حسناتي وامر بي الى النار !
صرخت : واين صدقة الدينار يوميا ؟ اجابني ملك من الملائكة : لقد ذهب اجرها بالعجب الذي اصابك !
خﻻل اقتيادي الى درب الجحيم نادى ملك آخر : -
 تريثوا قليﻻ فقد بقي له حسنتان لم نزنهما له .
وضعوا الحسنة اﻻولى فتعادلت كفتا الميزان !
 لقد كانت تلك الحسنة دمعة فرحة الأم وسرورها برؤية رضيعها مرتويا مبتسما يغط في سبات عميق .
ثم وضعوا الحسنة الثانيه فرجحت كفة الحسنات واُمر بي الى الجنة !
 لقد كانت تلك الحسنة شكر ذلك الرضيع لله الذي منٌ عليه بالشبع والارتواء .

ومن اكرم من الله ؟!!

محمد جمال الغلاييني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق