الأحد، 18 نوفمبر 2018

من ذاكرة مناضل ... بقلمي تغريد الحاج

من ( ذاكرة مناضل )
المناضل الزعتري الأصيل
ابوسهيل كروم  ...
بقلمي/ تغريد الحاج
الحلقة ثلاثة وستين  ...
-----------------------------
        ابو عمار غادر بيروت بحرا .... وعاد إلى لبنان بحرا

لم تكن مغادرة منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، تعني خروجها من لبنان، قوات منظمة التحرير ما زالت متواجده في منطقتي الشمال والبقاع لكنها  في حالة ضياع حقيقي، لقد كان غياب قادة حركة فتح عن الساحة اللبنانية سببا رئيسيا في حالة الضياع والارباك لأن مجرد حضورهم يعني إعادة إحياء الأمل في نفوس الفتحاويين وخاصة غياب الاخوه القاده الشهيد ابو عمار وابو جهاد وابو اياد، في الوقت الذي كانت مجزرة صبرا وشاتيلا ماثلة في أذهان الجميع، كانت اصداء المجزرة تتردد في كل صحف العالم وكانت الإدانات تتوالى تباعا لجيش الاحتلال الصهيوني والقوات اللبنانيه، في تلك الفترة عاد الشهيد أبو جهاد إلى لبنان، واستقر في إحدى بنايات ابو نعيم في مخيم البداوي، كان في هذا الوقت الشهيد ابو جهاد يعيد الاتصالات بكوادر الحركة في الشمال والبقاع لإعادة الروح الفتحاوية وإعادة الأمل في نفوسهم ...

بدأت التساؤلات تطرح نفسها هل نحن عائدون إلى العمل الفدائي، وهل من الممكن أن تعيد فتح انتشار قواتها في جنوب لبنان  بعد انسحاب الصهاينة، وهل يمكن تجاوز اتفاقية فيليب حبيب ؟؟؟
وهل من الممكن أن تعود الفاكهاني مقراً للشهيد ابو عمار ؟؟؟
وهل تقبل سوريا بإنتشار قوات منظمة التحرير الفلسطينية في البقاع والشمال بشكل فاعل ؟؟؟
هذه التساؤلات بدأت مع عودة الشهيد أبو جهاد الوزير ومع بدء اليسار الفتحاوي بكيل الاتهامات  لقيادات فتح بأنها خانت الامانه وانسحبت من الجنوب وبيروت ولا بد من إعادة تصحيح مسار الحركة من جديد، هذا اليسار الغوغائي الذي لم يكن يوما من الايام  صاحب قرار أو رؤية واضحة ... لقد كان الشهيد أبو عمار يدرك خطورة ذهاب هؤلاء إلى سوريا، لقد رفضوا الذهاب مع القيادة الفتحاوية إلى تونس.

هذه القيادة بدأت في منطقة البقاع بالتكتل الواضح وبإستدعاء ضباط حركة فتح المتواجدين في البقاع للالتحاق بهم سرا، لم يطول الوقت حتى عاد الشهيد أبو عمار إلى طرابلس ليشكل فريق عمل مع ابو جهاد والجنرال سعد صايل، في هذا الوقت كان المناضل أبو سهيل يزاول عمله في مكتب الأمن العسكري في مجدل عنجر مع العقيد محمد مصلح ابو اسلام، فكان المكتب لا يضم سوا أربعة ضباط من جهاز الأمن العسكري وعنصران، كان دور هؤلاء الضباط رصد تحركات هذه الجماعات اليسارية قبل إعلان البيان الأول لهم ومن خلال اتصالهم بضباط الحركة  سراً ...
أن مجرد أقدامهم على هذه الخطوة كان يثير الريبة خاصة أنهم جميعا مقيمين في دمشق ويرسلون كوادر تابعه لهم لإجراء هذه الاتصالات تحت ذريعة التصحيح داخل الحركة ومحاسبة الضباط القاده الذين تركوا مواقعهم في جنوب لبنان ...

رغم ما يعانيه شعبنا من إفرازات مجزرة صبرا وشاتيلا فوجئ الجميع بوصول الشهيد أبو عمار إلى منطقة البقاع (دير زينون) لم يكن يعرف احد انه كان في سوريا في مقره في مكتب ( ال 23)  رغم الفتور القائم بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبين الحكومة السورية،
استدعي الجميع لاجتماع في مكتب القائد المرحوم ياسين سعاده
ابو خالد في دير زنون، وحضر الشهيد أبو عمار وصالح الجميع بإبتسامته المعهوده، خلال الاجتماع شرح أبعاد مجزرة صبرا وشاتيلا ومما قاله ما أشبه اليوم بالأمس مجزرة تل الزعتر تتكرر من جديد في بيروت وتساءل :
أين الضمانات الدوليه لشعبنا الفلسطيني في بيروت، ثم تحدث عن الواقع العربي الرديء وعن توتر العلاقات مع سوريا، وأخرج قلماً من جيبه وقال ردا على احد الاخوه حين سأله ماذا يريد العرب منك بعد كل الذي حصل فأخرج القلم من جيبه وقال يريدون هذا، أتدري ما معنى يريدون هذا ؟ انهم يريدون أن يصادروا قرارنا الفلسطيني المستقل ولن اعطيهم القرار ولو على جثتي ...

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                          من ( ذاكرة مناضل )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق