الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

ولد الحبيب ... بقلم الأديب محمد جمال الغلاييني

في ليلة من ليالي الربيع منذ  1493 عاما  هجريا - 1447  عاما ميلاديا -  وفي 12 ربيع الاول الموافق 20 نيسان 571 ميلاديا ، ظهر نجم في السماء لا يظهر الا لولادة نبي .
فقد ولد محمد بن عبد الله في شعاب مكة يتيم الأب .
 مات ابوه وهو في بطن امه وكان عمره ستة اشهر  ، وما هي الا ستة اعوام حتى أمسى يتيم الام ايضا !
كفله جده عبد المطلب سنتين ثم مات ، فكفله عمه ابو طالب حتى شب عوده ورأى الناس من امانته وصدقه واخلاصه ما جعلهم يسمونه قبل نزول الوحي عليه ب " الصادق الأمين " .
ما ان بلغ الاربعين عاما حتى نزل عليه وحي السماء وامره الله تعالى بتبليغ الناس دعوة الاسلام وعبادة الله الخالق وحده وترك عبادة الأصنام .
كان مثال الاخلاق الفاضلة والهمة القوية والثبات على الحق مهما عصفت به الانواء ورزح تحت وطأة النوائب والمحن . فكان الرحيم الحنون الودود العادل الوفي الرفيق مغيث الملهوف ناصر المظلوم الرؤوف بالارامل واليتامى والمساكين .
كان اجود الناس صدرا واصدقهم حديثا واكرمهم عشرة .
من رآه هابه ، ومن خالطه أحبه .
كان وجهه يتلألأ تلألؤ القمر ليلة البدر ، نظره الى الارض اطول من نظره الى السماء ، يبادر من لقيه بالسلام .
ما كان فاحشا ولا صخابا في الاسواق ولا يجزي السيئة بالسيئة بل يعفو ويصفح .
كان اشد حياء من العذراء في خدرها ، بين كتفيه خاتم النبوة .
كان احسن الناس واجودهم واشجعهم ، يخفف الصلاة اذا ما أمّهم رحمة بهم ، ويطيلها اذا ما صلى لوحده .

ولد الحبيب فوجهه متورد 
                                    والنور من خديه فيه توقد
جبريل نادى في محاسن وصفه
                                     هذا مليح القد هذا الأحمد
هذا كحيل العين هذا المصطفى
                                  هذا جميل الوجه هذا السيد
ولد الحبيب ومثله لا يولد
                                   صلوا عليه وآله كي تسعدوا

عاش 63 عاما فقط ، أمضى منها 23 عاما في الدعوة ونشر تعاليم الاسلام . جاهد وعانى وتحمل في سبيل ذلك ما يعجز احد عن تحمله . ولما عاد الى مكة فاتحا سامح اهلها وقال لهم كلمته الشهيرة التي خلدها التاريخ بأحرف من ذهب :
اذهبوا فأنتم الطلقاء !
وهم الذين كذبوه وعذبوه مع اصحابه وطردوه منها ولاحقوه الى المدينة وحاصروه وحاربوه وشقوا وجهه وكسروا رباعيته وقتلوا اتباعه وصادروا اموالهم وممتلكاتهم ونكلوا بهم وبأسرهم !
 اي رحمة تلك ؟!!
صدقت يا سيدي يا رسول الله عندما قلت : -
 انما انا رحمة مهداة ..
 انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .

وفي ضحى يوم الاثنين 12 ربيع الاول عام 11 للهجرة ، الموافق 8 حزيران 633 ميلادية ، مات النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، تاركا خلفه رسالة الاسلام التي ختم الله بها الرسالات السماوية .
" ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين * " .

صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الكرام المخلصين .

وكل عام وانتم بخير .

محمد جمال الغلاييني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق