تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة السابعة وأربعون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
في الثالث عشر من نيسان 1975، كان موعداً للفصائل الفلسطينية كلها في بيروت الغربية، كان مهرجان تابين لشهداء العمليات العسكرية الاستشهادية الفلسطينية، وفي نفس الوقت كان اجتماع لقادة حزب الكتائب في شارع المراية في عين الرمانة، انطلقت القافلة من
مخيم تل الزعتر إلى مثوى الشهداء في بيروت، كان الوضع الأمني هادئا لا تشوبه شائبة مثل باقي الايام، الا انه من الجانب اليميني الآخر كان هناك توتر بين أعضاء المكتب السياسي للحزب، بدات وسائل الإعلام الكتائبية تصدر اشاعات مفادها ان سيارة فيات حمراء اللون اطلقت النار على قيادة الحزب، في ذاك الشارع، وتارة تدعي ان سيارة مجهولة الهوية والاسم هي التي اطلق من بداخلها النار في محاولة لاغتيال الشيخ بيار الجميل، كانت تحاول ان تلصق التهمة بالفلسطينيين تارة والحركة الوطنية تارة أخرى بالقول ان السيارة بعد اطلاق النار اتجهت نحو الشياح، تلك المنطقة التي كانت تحت سيطرة الحركة الوطنية، وكل هذه الادعاءات ليس لها أساس من الصحة سوى التمهيد لضرب القافلة التي تقل أبناء مخيم تل الزعتر والتي سلكت طريق عين الرمانة في الذهاب والاياب، ومن المستحيل ان يقدم الفدائيين الفلسطينيين او الحركة الوطنية على ارسال سيارة لإطلاق النار باتجاه الكتائب، عناصر الكتائب كانت بحالة استنفار في ذلك اليوم، ولو ان سيارة اطلقت النار كما يدعون لكان عناصرهم امطروها بوابل من الرصاص وقتلوا من فيها او اضعف الإيمان تمكنوا من توقيفها ومعرفة من هم ولأي جهة ينتمون، وصلت الأخبار إلى قيادة المقاومة الفلسطينية من خلال اشاعات الكتائب حول السيارة، قرر المشرفون على القافلة إنهاء المهرجان بسرعة للعودة إلى المخيم، لم يكن احدا يتوقع ان يكون هناك كمين محكم للكتائب الهدف منه ضرب القافلة، لم يكن هناك شيء يدعوا لذلك، حتى السيارة التي تحدثوا عنها لم يتمكنوا ان يثبتوا انها للفلسطينيين، هذا في حال صدقنا ادعاءاتهم، ولو كان ذلك صحيحاً كان سائق الباص غيَّرَ وجهة سيره وسلك طريق المتحف كما فعل بعض سائقي السيارات، العناصر التي كانت في الباص لم تكن مسلحة كانوا مدنيين، أكثر منهم مسلحين، وهذا سبب في ايقاع الخسائر الفادحة بمستقلي الباص التي ما ان وصلت من شارع المراية، فرن الشباك حتي انهمر عليها الرصاص من كل الاتجاهات وكان الهدف ان لا يخرج احدا من الباص حياً، كان الوقت ما بين الساعة الثالثة والرابعة عصراً، وكانت هذه الحادثة بداية تصدير الأزمة اللبنانية
بعد اغتيال القائد الوطني معروف سعد، كي لا تبقى الاحداث لبنانية لبنانية لم ينجح اليمين اللبناني في تصوير الاحداث بين اللبنانيين والفلسطينيين، لانها أصبحت حرباً بين اليمين المرتبط بمخطط صهيوني رجعي وبين القوى الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية، لم تقدم الثورة الفلسطينية بالرد على هذه الحادثة الفاجعة، لقد كان قرار المقاومة العض على الجراح، كانت القيادة تدرك ما هو المخطط ومن هم الأطراف العربية التي تدعم بالخفاء مشروع ضرب الثورة الفلسطينية لاضعافها والزامها بالقبول بأي حل يطرح عليها، لكن أهالي الشهداء كان لهم رأي مغاير وكذلك بعض الفصائل التي ارادت ان يكون الرد قاسيا،باص عين الرمانة الذي يحمل عناصر معظمها من جبهة التحرير العربية، كان القشة التي قصمت ظهر البعير والتي أوصلت الأحداث إلى مرحلة اللاعودة أمام مشروع القوى اليمينية،
ورغم عمق الجرح والمجزرة التي ارتكبت بحق الشهداء في هذا الباص، كان الحق والمنطق والتأني هو نهج القيادات الفلسطينية لتفويت الفرصة على المشروع الانعزالي وإسرائيل،
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة السابعة وأربعون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
في الثالث عشر من نيسان 1975، كان موعداً للفصائل الفلسطينية كلها في بيروت الغربية، كان مهرجان تابين لشهداء العمليات العسكرية الاستشهادية الفلسطينية، وفي نفس الوقت كان اجتماع لقادة حزب الكتائب في شارع المراية في عين الرمانة، انطلقت القافلة من
مخيم تل الزعتر إلى مثوى الشهداء في بيروت، كان الوضع الأمني هادئا لا تشوبه شائبة مثل باقي الايام، الا انه من الجانب اليميني الآخر كان هناك توتر بين أعضاء المكتب السياسي للحزب، بدات وسائل الإعلام الكتائبية تصدر اشاعات مفادها ان سيارة فيات حمراء اللون اطلقت النار على قيادة الحزب، في ذاك الشارع، وتارة تدعي ان سيارة مجهولة الهوية والاسم هي التي اطلق من بداخلها النار في محاولة لاغتيال الشيخ بيار الجميل، كانت تحاول ان تلصق التهمة بالفلسطينيين تارة والحركة الوطنية تارة أخرى بالقول ان السيارة بعد اطلاق النار اتجهت نحو الشياح، تلك المنطقة التي كانت تحت سيطرة الحركة الوطنية، وكل هذه الادعاءات ليس لها أساس من الصحة سوى التمهيد لضرب القافلة التي تقل أبناء مخيم تل الزعتر والتي سلكت طريق عين الرمانة في الذهاب والاياب، ومن المستحيل ان يقدم الفدائيين الفلسطينيين او الحركة الوطنية على ارسال سيارة لإطلاق النار باتجاه الكتائب، عناصر الكتائب كانت بحالة استنفار في ذلك اليوم، ولو ان سيارة اطلقت النار كما يدعون لكان عناصرهم امطروها بوابل من الرصاص وقتلوا من فيها او اضعف الإيمان تمكنوا من توقيفها ومعرفة من هم ولأي جهة ينتمون، وصلت الأخبار إلى قيادة المقاومة الفلسطينية من خلال اشاعات الكتائب حول السيارة، قرر المشرفون على القافلة إنهاء المهرجان بسرعة للعودة إلى المخيم، لم يكن احدا يتوقع ان يكون هناك كمين محكم للكتائب الهدف منه ضرب القافلة، لم يكن هناك شيء يدعوا لذلك، حتى السيارة التي تحدثوا عنها لم يتمكنوا ان يثبتوا انها للفلسطينيين، هذا في حال صدقنا ادعاءاتهم، ولو كان ذلك صحيحاً كان سائق الباص غيَّرَ وجهة سيره وسلك طريق المتحف كما فعل بعض سائقي السيارات، العناصر التي كانت في الباص لم تكن مسلحة كانوا مدنيين، أكثر منهم مسلحين، وهذا سبب في ايقاع الخسائر الفادحة بمستقلي الباص التي ما ان وصلت من شارع المراية، فرن الشباك حتي انهمر عليها الرصاص من كل الاتجاهات وكان الهدف ان لا يخرج احدا من الباص حياً، كان الوقت ما بين الساعة الثالثة والرابعة عصراً، وكانت هذه الحادثة بداية تصدير الأزمة اللبنانية
بعد اغتيال القائد الوطني معروف سعد، كي لا تبقى الاحداث لبنانية لبنانية لم ينجح اليمين اللبناني في تصوير الاحداث بين اللبنانيين والفلسطينيين، لانها أصبحت حرباً بين اليمين المرتبط بمخطط صهيوني رجعي وبين القوى الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية، لم تقدم الثورة الفلسطينية بالرد على هذه الحادثة الفاجعة، لقد كان قرار المقاومة العض على الجراح، كانت القيادة تدرك ما هو المخطط ومن هم الأطراف العربية التي تدعم بالخفاء مشروع ضرب الثورة الفلسطينية لاضعافها والزامها بالقبول بأي حل يطرح عليها، لكن أهالي الشهداء كان لهم رأي مغاير وكذلك بعض الفصائل التي ارادت ان يكون الرد قاسيا،باص عين الرمانة الذي يحمل عناصر معظمها من جبهة التحرير العربية، كان القشة التي قصمت ظهر البعير والتي أوصلت الأحداث إلى مرحلة اللاعودة أمام مشروع القوى اليمينية،
ورغم عمق الجرح والمجزرة التي ارتكبت بحق الشهداء في هذا الباص، كان الحق والمنطق والتأني هو نهج القيادات الفلسطينية لتفويت الفرصة على المشروع الانعزالي وإسرائيل،
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق