تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة السادسة وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
كانت الهجمات على محاور المخيم تتسع شيئا فشيئا، لتشمل مخيم جسر الباشا الذي كان هدفاً عسكريا للجبهة اللبنانيه، بدأ القصف يشمل المخيمين، بعد ان تم اسقاط مخيم صبيه واتخاذه قاعدة عسكريه لتركير القصف على مخيم تل الزعتر من التلال المحيطه بضبيه ودير عوكر، كذلك الامر في منطقة النبعة ذات الأكثرية الشيعية اللبنانيه الموالية لحركة امل، كان القصف على المخيم يكثف أكثر وأكثر وما ان يهدأ القصف حتى تبدأ عمليان للهجوم على عدة محاور، مع ازدياد عدد القناصين المرتزقه الذين استقدمتهم الجبهة اللبنانية مستخدمة اساليب الترغيب معهم، فكانت المخدرات والخمر والنساء والراتب المغري هو الدافع لموافقة هؤلاء القناصة المرتزقة على العمل معهم، لكن عمليات للهجوم هذه كان مصيرها الفشل واسقاط القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، منطقة الدكوانه سلاف كان مرتعا للقناصة، قتل العديد منهم خلال المعركة، صدرت تعليمات من قيادة المخيم تقتضي بضرب اي بناية يتم يصدر منها رصاص قنص، كانت المقاومات الارضيه لحركة فتح ترد بعنف على المناطق الشرقية وخاصة الأشرفية وسن الفيل وحرش ثابت، كما كان لها دور كبير في ضرب القوى المهاجمة وايقاع الخسائر الكبيرة في صفوف المهاجمين، كان المجال متوفرا في المخيم رغم الدمار للمناورة والتحرك بحذر عبر طرقاتة، كان النقاتلين يتنقلون بي أطراف المخيم من كل الاتجاهات لصد اي هجوم من اي محور كان، جُن جنون قادة الجبهة اللبنانيه والقادة العسكريين، انه بعد دمار المخيم تدميرا شبه كامل ما زال ابناءه يقاتلون، لم يكن بالمخيم أكثر من أربعمائة مقاتل متدربين جيدا ولديهم خبرة في القتال وخاصة في حرب الشوارع، وهذا العدد يشمل كل مقاتلي الفصائل الفلسطينية التي شاركت بالقتال، وهذا حسب إحصائيات منظمة التحرير الفلسطينية حسب الكشوفات التي قدمتها الفصائل في المخيم، أربعمائة مقاتل فلسطيني يواجهون هذه القوة التي كانت تكرر الهجوم مرارا وتكرارا على المخيم، مخيم محاصر كحبة زيتون وسط صحن كبير، لكن ظروف المعركة وهذه حقيقة باعتراف بشير جميل بعد سقوط المخيم، ان كل إنسان في المخيم رجل او امراة أصبح مقاتلا، وهذا سبب من اسباب استمرار المعركة طيلة هذه المده، كثيرات هنّ النسوة اللواتي كن يحملن السلاح مع اولادهن، هذه المشاهد تكررت في معركة تل الزعتر، كثيرون هن الاخوات اللواتي حملنَّ السلاح إلى جانب اخوانهم وفي مختلف المحاور، كثيرات من كن يقاتلن بشراسة متجولين على محاور المخيم، وهذا ما جعل القوى المعادية ان تنادي على بعضهن بمكبرات الصوت ومنهن من تم اغتيالها عام 83/84 في بيروت الغربية، لقد شَكّل سكان المخيم رجالا ونساء وأطفالا قوة مدافعة عن المخيم وكان القرار الدفاع حتى الرمق الاخير كان الليل يشهد هدوءاً حذرا، حيث كانت عمليات الهجوم تتراجع لكن المقاتلين المرابطين على الثغور في محاور المخيم رغم استشهاد عددا من أبناء المخيم في كل هجوم، لم تترك المحاور فكانت المعارك كر وفر لم يحدث مقاتلي الجبهة اللبنانيه اي خرق او اي تقدم في اي محور، من الناحية العسكريه دائما القوات المهاجمة تتكبد خسائر جسيمة، وهذا بالفعل ما كان يحصل، كانت الجبهة اللبنانيه تستقدم مقاتلين من مناطق الشمال والبقاع، رغم فتح جبهات قتالية هناك،
بين القوات المشتركة وبين لواء المردة، وفي البقاع فتحت معركة زحلة الكرك وكذلك معركة بعلبك في منطقة القدام المسيحيه، كان الهدف انهاء معركة تل الزعتز باقل وقت واقل خسارة ممكنة، كان تخطيط القيادة الفلسطينية اطالة امد المعركة لإيقاع خسائر في صفوف المقاتلين الانعزاليين اولا وامكانية فتح طريق من محاور الجبل إلى تل الزعتر، لكن كل محاولات القيادة لفتح طريق لم تنجح! كانت القوات التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات كبيرة ومزوده بإحدث الاسلحه والدبابات وراجمات آلصواريخ، كانت المنطقة الوحيدة التي يمكن اختراقها هي منطقة عاليه، لكن ارتال الدبابات التي كانت مصطفة كأسنان المشط تجعل من المستحيل على اي قوة عسكرية من الوصول إلى تل الزعتر وفك الحصار عنه ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة السادسة وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
كانت الهجمات على محاور المخيم تتسع شيئا فشيئا، لتشمل مخيم جسر الباشا الذي كان هدفاً عسكريا للجبهة اللبنانيه، بدأ القصف يشمل المخيمين، بعد ان تم اسقاط مخيم صبيه واتخاذه قاعدة عسكريه لتركير القصف على مخيم تل الزعتر من التلال المحيطه بضبيه ودير عوكر، كذلك الامر في منطقة النبعة ذات الأكثرية الشيعية اللبنانيه الموالية لحركة امل، كان القصف على المخيم يكثف أكثر وأكثر وما ان يهدأ القصف حتى تبدأ عمليان للهجوم على عدة محاور، مع ازدياد عدد القناصين المرتزقه الذين استقدمتهم الجبهة اللبنانية مستخدمة اساليب الترغيب معهم، فكانت المخدرات والخمر والنساء والراتب المغري هو الدافع لموافقة هؤلاء القناصة المرتزقة على العمل معهم، لكن عمليات للهجوم هذه كان مصيرها الفشل واسقاط القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، منطقة الدكوانه سلاف كان مرتعا للقناصة، قتل العديد منهم خلال المعركة، صدرت تعليمات من قيادة المخيم تقتضي بضرب اي بناية يتم يصدر منها رصاص قنص، كانت المقاومات الارضيه لحركة فتح ترد بعنف على المناطق الشرقية وخاصة الأشرفية وسن الفيل وحرش ثابت، كما كان لها دور كبير في ضرب القوى المهاجمة وايقاع الخسائر الكبيرة في صفوف المهاجمين، كان المجال متوفرا في المخيم رغم الدمار للمناورة والتحرك بحذر عبر طرقاتة، كان النقاتلين يتنقلون بي أطراف المخيم من كل الاتجاهات لصد اي هجوم من اي محور كان، جُن جنون قادة الجبهة اللبنانيه والقادة العسكريين، انه بعد دمار المخيم تدميرا شبه كامل ما زال ابناءه يقاتلون، لم يكن بالمخيم أكثر من أربعمائة مقاتل متدربين جيدا ولديهم خبرة في القتال وخاصة في حرب الشوارع، وهذا العدد يشمل كل مقاتلي الفصائل الفلسطينية التي شاركت بالقتال، وهذا حسب إحصائيات منظمة التحرير الفلسطينية حسب الكشوفات التي قدمتها الفصائل في المخيم، أربعمائة مقاتل فلسطيني يواجهون هذه القوة التي كانت تكرر الهجوم مرارا وتكرارا على المخيم، مخيم محاصر كحبة زيتون وسط صحن كبير، لكن ظروف المعركة وهذه حقيقة باعتراف بشير جميل بعد سقوط المخيم، ان كل إنسان في المخيم رجل او امراة أصبح مقاتلا، وهذا سبب من اسباب استمرار المعركة طيلة هذه المده، كثيرات هنّ النسوة اللواتي كن يحملن السلاح مع اولادهن، هذه المشاهد تكررت في معركة تل الزعتر، كثيرون هن الاخوات اللواتي حملنَّ السلاح إلى جانب اخوانهم وفي مختلف المحاور، كثيرات من كن يقاتلن بشراسة متجولين على محاور المخيم، وهذا ما جعل القوى المعادية ان تنادي على بعضهن بمكبرات الصوت ومنهن من تم اغتيالها عام 83/84 في بيروت الغربية، لقد شَكّل سكان المخيم رجالا ونساء وأطفالا قوة مدافعة عن المخيم وكان القرار الدفاع حتى الرمق الاخير كان الليل يشهد هدوءاً حذرا، حيث كانت عمليات الهجوم تتراجع لكن المقاتلين المرابطين على الثغور في محاور المخيم رغم استشهاد عددا من أبناء المخيم في كل هجوم، لم تترك المحاور فكانت المعارك كر وفر لم يحدث مقاتلي الجبهة اللبنانيه اي خرق او اي تقدم في اي محور، من الناحية العسكريه دائما القوات المهاجمة تتكبد خسائر جسيمة، وهذا بالفعل ما كان يحصل، كانت الجبهة اللبنانيه تستقدم مقاتلين من مناطق الشمال والبقاع، رغم فتح جبهات قتالية هناك،
بين القوات المشتركة وبين لواء المردة، وفي البقاع فتحت معركة زحلة الكرك وكذلك معركة بعلبك في منطقة القدام المسيحيه، كان الهدف انهاء معركة تل الزعتز باقل وقت واقل خسارة ممكنة، كان تخطيط القيادة الفلسطينية اطالة امد المعركة لإيقاع خسائر في صفوف المقاتلين الانعزاليين اولا وامكانية فتح طريق من محاور الجبل إلى تل الزعتر، لكن كل محاولات القيادة لفتح طريق لم تنجح! كانت القوات التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات كبيرة ومزوده بإحدث الاسلحه والدبابات وراجمات آلصواريخ، كانت المنطقة الوحيدة التي يمكن اختراقها هي منطقة عاليه، لكن ارتال الدبابات التي كانت مصطفة كأسنان المشط تجعل من المستحيل على اي قوة عسكرية من الوصول إلى تل الزعتر وفك الحصار عنه ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق