اراد رجل ان يقصد صديقا له ليقرضه مبلغا من المال بسبب ضائقة مالية خانقة ، ولكن عزة نفسه أبت عليه ذلك .
تذكر شغف ذلك الصديق بالحلي سيما المرجان ، وكان يمتلك القليل منها ، فحملها ويمم وجهه شطر منزله . طرق الباب ففتح له الخادم و قال له :
من انت وما حاجتك ؟
اخبره بانه صديق قديم لسيده وقد ضاقت به سبل الحياة ، ويريد ان يبيعه المرجان فهو يحبه كثيرا .
طلب منه الخادم التريث برهة كي يخبر سيده ، ثم عاد مسرعا اليه وقال له :
لا يريد سيدي مقابلتك ولا شراء مرجانك !
صعق عند سماعه ذلك الكلام القاسي غير المتوقع من صديق عزيز ، وخرج حزينا مسرعا وهو ينشد تلك الابيات :
صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين أفلست عدوني من الجهل
خارت قواه ولم يستطع اكمال سيره فجلس تحت ظل شجرة ووضع المرجان على الارض .
مر رجل فرأى المرجان معروضا على الارض فاعجبه وطلب شراءه بمبلغ زهيد . ولما هم بالموافقه مر رجل آخر واعجب بالمرجان وزاد في السعر ! دهش مما يجري وحمد الله تعالى ولما هم بالموافقة ، مرت امراة واعجبت بالمرجان ودفعت له أضعاف ما دفعاه !
باعها الحلي وخر ساجدا لله حامدا له ، متمتما بكلمات تنم عن اسفه من ذلك الصديق الذي كسر خاطره . وما ان رفع راسه حتى وجد خادم ذلك الصديق امامه !
سلمه وريقة وعاد ادراجه مسرعا . تمعن فيها بشغف فوجد مكتوبا :
اما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن بسبب الا من الحيل
اما من ابتاعت المرجان والدتي
وانت انت اخي بل منتهى أملي
وما طردناك من بخل ومن قلل
ولكن عليك خشينا وقفة الخجل
نعم ، قمة الوفاء والمحبة للصديق ان تجنبه مواقف الذل والهوان ، وان تدرك حاجته دون ان يسألك بمجرد تفرس ملامح وجهه والنظر الى عينيه ..
قمة الوفاء والمحبة للصديق ان تجبر خاطره اذا كان مكسورا ، وان تمسك بيده بحنو وعطف بعد ان تخلى عنه اقرب الناس اليه ..
قمة الوفاء والمحبة للصديق ان تتشارك واياه ليس فقط لحظات السعادة بل ساعات الحزن والاسى ..
قمة الوفاء والمحبة للصديق ان تتقاسم واياه رغيف الخبز وشربة الماء ، وان تحارب بسيفه ذودا عن سمعته وكرامته ..
ليس الصديق من لعب معك بالفريق ، انما الصديق من تجده امامك وقت العسر والضيق ..
محمد جمال الغلاييني
تذكر شغف ذلك الصديق بالحلي سيما المرجان ، وكان يمتلك القليل منها ، فحملها ويمم وجهه شطر منزله . طرق الباب ففتح له الخادم و قال له :
من انت وما حاجتك ؟
اخبره بانه صديق قديم لسيده وقد ضاقت به سبل الحياة ، ويريد ان يبيعه المرجان فهو يحبه كثيرا .
طلب منه الخادم التريث برهة كي يخبر سيده ، ثم عاد مسرعا اليه وقال له :
لا يريد سيدي مقابلتك ولا شراء مرجانك !
صعق عند سماعه ذلك الكلام القاسي غير المتوقع من صديق عزيز ، وخرج حزينا مسرعا وهو ينشد تلك الابيات :
صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين أفلست عدوني من الجهل
خارت قواه ولم يستطع اكمال سيره فجلس تحت ظل شجرة ووضع المرجان على الارض .
مر رجل فرأى المرجان معروضا على الارض فاعجبه وطلب شراءه بمبلغ زهيد . ولما هم بالموافقه مر رجل آخر واعجب بالمرجان وزاد في السعر ! دهش مما يجري وحمد الله تعالى ولما هم بالموافقة ، مرت امراة واعجبت بالمرجان ودفعت له أضعاف ما دفعاه !
باعها الحلي وخر ساجدا لله حامدا له ، متمتما بكلمات تنم عن اسفه من ذلك الصديق الذي كسر خاطره . وما ان رفع راسه حتى وجد خادم ذلك الصديق امامه !
سلمه وريقة وعاد ادراجه مسرعا . تمعن فيها بشغف فوجد مكتوبا :
اما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن بسبب الا من الحيل
اما من ابتاعت المرجان والدتي
وانت انت اخي بل منتهى أملي
وما طردناك من بخل ومن قلل
ولكن عليك خشينا وقفة الخجل
نعم ، قمة الوفاء والمحبة للصديق ان تجنبه مواقف الذل والهوان ، وان تدرك حاجته دون ان يسألك بمجرد تفرس ملامح وجهه والنظر الى عينيه ..
قمة الوفاء والمحبة للصديق ان تجبر خاطره اذا كان مكسورا ، وان تمسك بيده بحنو وعطف بعد ان تخلى عنه اقرب الناس اليه ..
قمة الوفاء والمحبة للصديق ان تتشارك واياه ليس فقط لحظات السعادة بل ساعات الحزن والاسى ..
قمة الوفاء والمحبة للصديق ان تتقاسم واياه رغيف الخبز وشربة الماء ، وان تحارب بسيفه ذودا عن سمعته وكرامته ..
ليس الصديق من لعب معك بالفريق ، انما الصديق من تجده امامك وقت العسر والضيق ..
محمد جمال الغلاييني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق