تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة السابعة وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
في كل هجوم كانت للقوات المهاجمة تتكبد خسائر كثيرة، كانت جثث القتلى تترك لفترة في ارض المعركة خاصة في صفوف حزب الوطنيين الأحرار والكتائب اما حراس الأرز وجماعة مارون الباش فقد وضعت تحت امرة الكتائب ولم يكن تعدادها كبير، أصبحت الهجمات على المخيم تتسارع وتيرتها أكثر فاكثر، بدأ الإعلام الحربي الكتائبي يروج معلومات مفادها ان هناك مرتزقة افارقة من ليبيا وغيرها تقاتل مع الفلسطينيين، وهذا سبب صمود المخيم، والحقيقة كان هذا الإعلام الكاذب يدفع بعض الشباب اللبناني المسيحي وغيرالمسبحي لحمل السلاح والقتال إلى جانب القوى الانعزالية، لم تستطيع قوات الجبهة اللبنانية اختراق اي محور، لم تتمكن رغم الهجمات الكثيرة من اختراق اي جبهة مواجهة في محاور المخيم، كان مقاتلي الفصائل الفلسطينية وعناصر الحركة الوطنية المقيمة في المخيم يتدافعون نحو اي محور تشتد عليه المعارك، عناصر الحزب الشيوعي وتنظيم الناصريين جماعة عمر حرب، وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي من أبناء المسلخ المقيمين في المخيم إضافة إلى مجموعة من جيش لبنان العربي من أبناء بيروت وعكار، هذه المجموعة من جيش لبنان العربي التي لم يتجاوز تعدادها 13عنصر، لم يعد هناك محاور لهذا الفصيل او ذاك، لقد لعبت غرفة العمليات العسكرية المشتركة دورا مهما ساهم في صمود المخيم، كانت تعطي التعليمات عن اماكن تموضع راجمات الصواريخ ومدفعية الهاون، وكذلك اماكن تموضع القوات المهاجمة، إلى كتيبة المدفعية في جبل لبنان في احراش منطقة عاليه، وكانت هذه الكتيبة تتعامل مع هذه المواقع وكثيرا ما كانت تسكتها، كان الرماة الفلسطينيين المدربين جيدا على الأسلحة الثقيلة الميدانية وضباط من جيش التحرير الفلسطيني كانوا قد التحقوا بحركة فتح عقب حرب أكتوبر 73، وكذلك مدفعية جيش لبنان العربي التي كان مسؤولا عنها المقدم حسين عواد، إضافة إلى بعض مواقع راجمات الصواريخ الصغيرة التي كانت بحوزة المقاومة، هذا الاسناد المدفعي، إضافة إلى المقاومات الأرضية الموجودة في المخيم، كانت من اهم الأسلحة الدفاعية عن المخيم ( المقاومات الأرضية هو سلاح مضاد للطائرات عيار 23ملم ) هذا السلاح الذي كان يطال معظم المناطق المحيطة بالمخيم، لقد تكبد الانعزاليين خسائر فادحة وأصيبت الأبنية في المناطق الشرقية باضرار كبيرة، هذه الخسائر التي كانت في ساحة المعركة بلا فائدة عسكرية تذكر، لقد حاول قادة المحاور المستحيل لاختراق اي موقع للدخول إلى المخيم، كان الأهالي لهم بالمرصاد، رغم انهم فتحوا جبهات جديدة من منطقة سلاف ومن دير مار روكز،
إضافة للجبهات السابقة من منطقة االمكلس، دير الراعي الصالح، حي بيت الاشهب، من الدكوانة باتجاه رأس الدكوانة ومن منطقة الجيرفي والمنطقة الصناعية، أكثر من عشر نقاط كان ينطلق منها مقاتلي الجبهة اللبنانية في هجماتهم على المخيم، لكن بدون جدوى، كلما كان إصرارهم على دخول المخيم، كان يقابله اصرار أهالي المخيم بالصمود اكثر، كان الالتحام المباشر يصل إلى درجة استعمال السلاح الأبيض من قبل ابناء المخيم، كانت الأوامر للمقاتلين عدم إطلاق النار بالهواء او عشوائيا، ان لم تكن إصابات مباشرة في صفوف المهاجمين، السبب هو الحفاظ على الذخيرة في ظل هذه المعركة المفتوحة على كل الاحتمالات لإطالة امدها، وايقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات القاتلة لهم، المخيم محاصر، منذ ستة اشهر، لا غذاء ولاأدوية، ومعارك اتسعت دائرتها، فكان من الضروري الحفاظ على الذخيرة كالحفاظ على الروح، بعكس القوى الانعزالية فكل المناطق مفتوحة أمامهم، كل ذلك يجري في المخيم والإعلام العربي لا يذكر شيئا عما يجري، وقوات الردع العربية مثل جيش الإنقاذ عام 48 كانت شاهد زور كما هي جامعة الدول العربية، المخيم أصبح معزولاً تماما عن العالم، والمعارك تدور رحاها على المخيم، وتستمر المعارك على هذا المنوال وخسائر الانعزاليين تكبر وتكبر، لقد اتشحت المنطقة الشرقية بالسواد حدادا على قتلاهم ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة السابعة وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
في كل هجوم كانت للقوات المهاجمة تتكبد خسائر كثيرة، كانت جثث القتلى تترك لفترة في ارض المعركة خاصة في صفوف حزب الوطنيين الأحرار والكتائب اما حراس الأرز وجماعة مارون الباش فقد وضعت تحت امرة الكتائب ولم يكن تعدادها كبير، أصبحت الهجمات على المخيم تتسارع وتيرتها أكثر فاكثر، بدأ الإعلام الحربي الكتائبي يروج معلومات مفادها ان هناك مرتزقة افارقة من ليبيا وغيرها تقاتل مع الفلسطينيين، وهذا سبب صمود المخيم، والحقيقة كان هذا الإعلام الكاذب يدفع بعض الشباب اللبناني المسيحي وغيرالمسبحي لحمل السلاح والقتال إلى جانب القوى الانعزالية، لم تستطيع قوات الجبهة اللبنانية اختراق اي محور، لم تتمكن رغم الهجمات الكثيرة من اختراق اي جبهة مواجهة في محاور المخيم، كان مقاتلي الفصائل الفلسطينية وعناصر الحركة الوطنية المقيمة في المخيم يتدافعون نحو اي محور تشتد عليه المعارك، عناصر الحزب الشيوعي وتنظيم الناصريين جماعة عمر حرب، وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي من أبناء المسلخ المقيمين في المخيم إضافة إلى مجموعة من جيش لبنان العربي من أبناء بيروت وعكار، هذه المجموعة من جيش لبنان العربي التي لم يتجاوز تعدادها 13عنصر، لم يعد هناك محاور لهذا الفصيل او ذاك، لقد لعبت غرفة العمليات العسكرية المشتركة دورا مهما ساهم في صمود المخيم، كانت تعطي التعليمات عن اماكن تموضع راجمات الصواريخ ومدفعية الهاون، وكذلك اماكن تموضع القوات المهاجمة، إلى كتيبة المدفعية في جبل لبنان في احراش منطقة عاليه، وكانت هذه الكتيبة تتعامل مع هذه المواقع وكثيرا ما كانت تسكتها، كان الرماة الفلسطينيين المدربين جيدا على الأسلحة الثقيلة الميدانية وضباط من جيش التحرير الفلسطيني كانوا قد التحقوا بحركة فتح عقب حرب أكتوبر 73، وكذلك مدفعية جيش لبنان العربي التي كان مسؤولا عنها المقدم حسين عواد، إضافة إلى بعض مواقع راجمات الصواريخ الصغيرة التي كانت بحوزة المقاومة، هذا الاسناد المدفعي، إضافة إلى المقاومات الأرضية الموجودة في المخيم، كانت من اهم الأسلحة الدفاعية عن المخيم ( المقاومات الأرضية هو سلاح مضاد للطائرات عيار 23ملم ) هذا السلاح الذي كان يطال معظم المناطق المحيطة بالمخيم، لقد تكبد الانعزاليين خسائر فادحة وأصيبت الأبنية في المناطق الشرقية باضرار كبيرة، هذه الخسائر التي كانت في ساحة المعركة بلا فائدة عسكرية تذكر، لقد حاول قادة المحاور المستحيل لاختراق اي موقع للدخول إلى المخيم، كان الأهالي لهم بالمرصاد، رغم انهم فتحوا جبهات جديدة من منطقة سلاف ومن دير مار روكز،
إضافة للجبهات السابقة من منطقة االمكلس، دير الراعي الصالح، حي بيت الاشهب، من الدكوانة باتجاه رأس الدكوانة ومن منطقة الجيرفي والمنطقة الصناعية، أكثر من عشر نقاط كان ينطلق منها مقاتلي الجبهة اللبنانية في هجماتهم على المخيم، لكن بدون جدوى، كلما كان إصرارهم على دخول المخيم، كان يقابله اصرار أهالي المخيم بالصمود اكثر، كان الالتحام المباشر يصل إلى درجة استعمال السلاح الأبيض من قبل ابناء المخيم، كانت الأوامر للمقاتلين عدم إطلاق النار بالهواء او عشوائيا، ان لم تكن إصابات مباشرة في صفوف المهاجمين، السبب هو الحفاظ على الذخيرة في ظل هذه المعركة المفتوحة على كل الاحتمالات لإطالة امدها، وايقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات القاتلة لهم، المخيم محاصر، منذ ستة اشهر، لا غذاء ولاأدوية، ومعارك اتسعت دائرتها، فكان من الضروري الحفاظ على الذخيرة كالحفاظ على الروح، بعكس القوى الانعزالية فكل المناطق مفتوحة أمامهم، كل ذلك يجري في المخيم والإعلام العربي لا يذكر شيئا عما يجري، وقوات الردع العربية مثل جيش الإنقاذ عام 48 كانت شاهد زور كما هي جامعة الدول العربية، المخيم أصبح معزولاً تماما عن العالم، والمعارك تدور رحاها على المخيم، وتستمر المعارك على هذا المنوال وخسائر الانعزاليين تكبر وتكبر، لقد اتشحت المنطقة الشرقية بالسواد حدادا على قتلاهم ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق