تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الخامسه وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
في اول يوم كان القصف المدفعي والصاروخي يطاول70% من بيوت المخيم، لجأ معظم السكان إلى الملاجئ القريبة من بيوتهم لتقليل نسبة الإصابات، وعند المساء خفت حدة القصف، حاول البعض العودة إلى بيوتهم لتفقدها، لكن سرعان ما عاد القصف بوتيرة اكثر، ليوقع عددا من الاصابات في صفوف المدنيين، كان البعض يعتقد ان هذا القصف سوف يتوقف، خلال يوم او يومين، لم يحصل أي هجوم على محاور المخيم، ففي اليوم الاول تم التركيز على تدمير بيوت المخيم،
الفصائل الفلسطينية كانت تعمل في بداية الحدث بشكل منفرد، كل تنظيم حسب موقعه الطوبوغرافي، اصبح مسؤولا عن المحور القريب منه، لكن حركة فتح دعت الفصائل لاجتماع طارئ، كان جدول أعماله، انشاء غرفة عمليات مشتركة، والتنسيق الأمني والعسكري في المخيم، كان المقصود أن تخوض الفصائل الفلسطينية معركة تل الزعتر متوحدين، غرفة العمليات التي أنشئت كانت مقراً لكل قيادات الصف الاول للفصائل، لتكون صلة الوصل بين المخيم والقيادة، وكي لا تتفرد الفصائل بنقل الأحداث بشكل منفرد مما يربك القيادة في تقدير الموقف في المخيم، وكذلك كان يحضر الأطباء في مستشفى المخيم الاجتماعات عندما يكون ذلك ضروريا ، كان عامل الإشارة على الأجهزة اللاسلكية والسلكية الأخ عدنان عوض ابو رياح، كانت لدية الخبرة والتقنية في التعاطي مع هذه الأجهزة، حيث اصبح هو وأخوة آخرين القناة الوحيدة للاتصال بالقيادات في بيروت وبغرفة العمليات المركزية في جبل لبنان، كانت البرقيات تصل منهم تباعا اول بأول، في صبيحة اليوم الثاني من القصف، حاولت قوات الجبهة اللبنانية التقدم من منطقة المنصورية باتجاه البرج العالي، ومن محور دير الراعي الصالح، لكن تصدى الفدائيين افشل هذه القوة التي كانت من كتيبة نمور الأحرار، هذا التصدي البطولي شارك به كل سكان منطقة البرج العالي، وارسلت قوات من الفصائل بشكل عام شارك في صد هذه الاقتحام الذي اوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، على محور دير الراعي الصالح كذلك الامر تصدت القوات المشتركة لهذا الهجوم، كان جيش التحرير الفلسطيني بقيادة النقيب بدر الاقرب تموضعا من دير الراعي الصالح فإشبكت مع القوى المهاجمة بدون العودة إلى قيادتها، كذلك فعل النقيب محمود البحيصي قائد الكفاح المسلح الفلسطيني وهو احد ضباط جيش التحرير الفلسطيني، لم يعد في المخيم هذا مدني وهذا عسكري ، اصبح الكل في قلب العاصفة، والكل مستهدف، قيادة فتح والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كانوا في طليعة المجموعات المقاتلة، ثم التحقت الجبهة العربية بغرفة العمليات العسكرية للمخيم، القوات المهاجمة يعد فشلها في الهجوم سواءا من منطقة المكلس/ المنصورية او من منطقة دير الراعي الصالح، لقد لملمت جثث قتلاها الذين كان يسمع صوت صراخهم عند إصابتهم في الاشتباكات، لكنهاوبعد حوالي الساعتين عاودت الكرة مجددا مع فتح محور جديد للقناصة الدكوانة، وللتاريخ نقول، ان معظم المدنيين في البرج العالي حتى النساء والأولاد شاركوا في صد الهجوم الثاني، كانت تشاهد النسوه وهي تحمل العصي والسكاكين وتحث الشباب على الثبات في المعركة، للمرة الثانية في ذلك اليوم فشلت القوات المهاجمة من فتح ولو ثغرة في اي من المحاور، كان الهجمات تتم تحت غطاء من القصف المكثف على المخيم لتقطيع اوصاله وعدم تمكين المجموعات المسلحة من التقدم لتلك المحاور، ولا نبالغ ان قلنا انه في اليوم الثاني كان حجم القذائف التي أطلقت على قلب المخيم وطرقاته الداخلية اكثر مما يتحمله المخيم بهذه البقعة الجغرافية الضيقة، كان الهدف الثاني من القصف العشوائي ايقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف المدنيين، وذلك للضغط على القيادة الفلسطينية في بيروت وفي المخيم ، كي يعلن المخيم استسلامه، لكن ما كانت تخطط له الجبهة اللبنانية كان يفشل في أرض المعركة، فكلما اشتد القصف على المخيم زاد إصرار المقاتلين والأهالي على الصمود، لم يترك المخططين العسكريبن بحصار المخيم، لم يتركوا اي طريق آمنة لخروج المدنيين، وكان شعار الأهالي نموت واقفين ولن نستسلم، لا نريد العار والمذلة...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الخامسه وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
في اول يوم كان القصف المدفعي والصاروخي يطاول70% من بيوت المخيم، لجأ معظم السكان إلى الملاجئ القريبة من بيوتهم لتقليل نسبة الإصابات، وعند المساء خفت حدة القصف، حاول البعض العودة إلى بيوتهم لتفقدها، لكن سرعان ما عاد القصف بوتيرة اكثر، ليوقع عددا من الاصابات في صفوف المدنيين، كان البعض يعتقد ان هذا القصف سوف يتوقف، خلال يوم او يومين، لم يحصل أي هجوم على محاور المخيم، ففي اليوم الاول تم التركيز على تدمير بيوت المخيم،
الفصائل الفلسطينية كانت تعمل في بداية الحدث بشكل منفرد، كل تنظيم حسب موقعه الطوبوغرافي، اصبح مسؤولا عن المحور القريب منه، لكن حركة فتح دعت الفصائل لاجتماع طارئ، كان جدول أعماله، انشاء غرفة عمليات مشتركة، والتنسيق الأمني والعسكري في المخيم، كان المقصود أن تخوض الفصائل الفلسطينية معركة تل الزعتر متوحدين، غرفة العمليات التي أنشئت كانت مقراً لكل قيادات الصف الاول للفصائل، لتكون صلة الوصل بين المخيم والقيادة، وكي لا تتفرد الفصائل بنقل الأحداث بشكل منفرد مما يربك القيادة في تقدير الموقف في المخيم، وكذلك كان يحضر الأطباء في مستشفى المخيم الاجتماعات عندما يكون ذلك ضروريا ، كان عامل الإشارة على الأجهزة اللاسلكية والسلكية الأخ عدنان عوض ابو رياح، كانت لدية الخبرة والتقنية في التعاطي مع هذه الأجهزة، حيث اصبح هو وأخوة آخرين القناة الوحيدة للاتصال بالقيادات في بيروت وبغرفة العمليات المركزية في جبل لبنان، كانت البرقيات تصل منهم تباعا اول بأول، في صبيحة اليوم الثاني من القصف، حاولت قوات الجبهة اللبنانية التقدم من منطقة المنصورية باتجاه البرج العالي، ومن محور دير الراعي الصالح، لكن تصدى الفدائيين افشل هذه القوة التي كانت من كتيبة نمور الأحرار، هذا التصدي البطولي شارك به كل سكان منطقة البرج العالي، وارسلت قوات من الفصائل بشكل عام شارك في صد هذه الاقتحام الذي اوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، على محور دير الراعي الصالح كذلك الامر تصدت القوات المشتركة لهذا الهجوم، كان جيش التحرير الفلسطيني بقيادة النقيب بدر الاقرب تموضعا من دير الراعي الصالح فإشبكت مع القوى المهاجمة بدون العودة إلى قيادتها، كذلك فعل النقيب محمود البحيصي قائد الكفاح المسلح الفلسطيني وهو احد ضباط جيش التحرير الفلسطيني، لم يعد في المخيم هذا مدني وهذا عسكري ، اصبح الكل في قلب العاصفة، والكل مستهدف، قيادة فتح والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كانوا في طليعة المجموعات المقاتلة، ثم التحقت الجبهة العربية بغرفة العمليات العسكرية للمخيم، القوات المهاجمة يعد فشلها في الهجوم سواءا من منطقة المكلس/ المنصورية او من منطقة دير الراعي الصالح، لقد لملمت جثث قتلاها الذين كان يسمع صوت صراخهم عند إصابتهم في الاشتباكات، لكنهاوبعد حوالي الساعتين عاودت الكرة مجددا مع فتح محور جديد للقناصة الدكوانة، وللتاريخ نقول، ان معظم المدنيين في البرج العالي حتى النساء والأولاد شاركوا في صد الهجوم الثاني، كانت تشاهد النسوه وهي تحمل العصي والسكاكين وتحث الشباب على الثبات في المعركة، للمرة الثانية في ذلك اليوم فشلت القوات المهاجمة من فتح ولو ثغرة في اي من المحاور، كان الهجمات تتم تحت غطاء من القصف المكثف على المخيم لتقطيع اوصاله وعدم تمكين المجموعات المسلحة من التقدم لتلك المحاور، ولا نبالغ ان قلنا انه في اليوم الثاني كان حجم القذائف التي أطلقت على قلب المخيم وطرقاته الداخلية اكثر مما يتحمله المخيم بهذه البقعة الجغرافية الضيقة، كان الهدف الثاني من القصف العشوائي ايقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف المدنيين، وذلك للضغط على القيادة الفلسطينية في بيروت وفي المخيم ، كي يعلن المخيم استسلامه، لكن ما كانت تخطط له الجبهة اللبنانية كان يفشل في أرض المعركة، فكلما اشتد القصف على المخيم زاد إصرار المقاتلين والأهالي على الصمود، لم يترك المخططين العسكريبن بحصار المخيم، لم يتركوا اي طريق آمنة لخروج المدنيين، وكان شعار الأهالي نموت واقفين ولن نستسلم، لا نريد العار والمذلة...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق