تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الرابعة وخمسون ...
~~~~~~~~~~~~~~
اكملت الجبهة اللبنانية استعداداتها العسكرية واللوجستية وضمنت موقف سوريا لصالحها، خاصة بعد ان رفضت الحركة الوطنية المبادرة السورية واعلنت استعدادها للتصدي للجيش السوري في حال فكر دخول لبنان، خاصة المناطق التي تسيطر عليها الحركة الوطنية، كان لكل طرف من الاطراف حساباته الخاصة في ظل المستجدات السياسية والعسكرية، سوريا لها حساباتها الأمنية والعسكرية على الساحة اللبنانية، كان قرارها دخول لبنان حتى لو عارض ذلك كل الشعب اللبناني، فكيف في ظل ظروف طالبت بها الجبهة اللبنانيه بدعوة سوريا إلى ذلك ....
قيادة منظمة التحرير الفلسطينية كانت حائرة وحذرة في اتخاذ القرار فان أيدت المبادرة السورية سوف تخسر حلفائها الرئيسيين في لبنان، وان عارضت المبادرة السورية سوف تخسر الفصائل الموالية لسوريا وبالتالي سوف تصطدم مع القوات المسلحة السورية في لبنان، في الوقت الذي كنا كفلسطينيين في لبنان وفي الثورة الفلسطينية كنا نعرف وندرك ان سوريا هي الرئة الوحيدة التي نتنفس منها، ولا يمكن ان نستغني عن الساحة السورية، فاي الحالتين بها خسارة، لم تغامر القيادة الفلسطينية بخسارة الحركة الوطنية اللبنانية، لبنان كان الساحة الوحيدة التي لنا تواجد عسكري قوي بها، والساحة الوحيدة التي تمكننا من مقاتلة العدو الصهيوني، وخسارتها يعني ضياع البندقية الفلسطينية والقضية بشكل عام ...
لم تكن القيادة تريد عودة القضية الفلسطينية إلى المحاور السياسية العربية ولا تريد ان يتاجر بها احد باسم الوطنية، انحازت القيادة إلى جانب الحركة الوطنية وهذا هو الموقف الصحيح في تلك المرحلة، مما دفع سوربا إلى معاداة القيادة الفلسطينية، واصبح ضرب المقاومة وتحجيمها من ضمن الاهداف السورية في لبنان، وهذا الموقف يخدم اهداف الجبهة اللبنانية، وكان القرار ببدء المعركة، ...
تل الزعتر كان العنوان الابرز لهذه المعركة، وقبل معركة تل الزعتر ب48 ساعة ساد المنطقة الشرقية هدوءاً حذراً، الطرقات كلها مقطوعة، تموضعت القوات العسكرية للجبهة اللبنانية في أكثر المواقع المطلة على مخيم تل الزعتر في بيت مري وضبيه وجبل لبنان حتى مشارف عاليه من جهة المنطقة الشرقية، ووضعت نقاط مراقبة، ومرابض المدفعية الميدانية الثقيلة على التلال المطلة بشكل مؤثر على المخيم وكذلك وضعت راجمات الصواريخ في مواقع لا تطالها أسلحة المخيم، بانتظار ساعة الصفر وكان أهالي المخيم يتساءلون عن هذا الهدوء الغير معهود، والتخوف من ان وراء الاكمة ما ورائها، وان هذا الهدوء هو هدوء ما يسبق العاصفة، وبالفعل صدقت توقعات أهالي المخيم، ففي الثاني والعشرين من شهر حزيران 1976 بدأت المعركة التي لم يشهد لبنان مثيلا لها ...
بدأت المعركة بقصف مركز ومكثف على المخيم، لم يكن هذا القصف من تخطيط الجبهة اللبنانية والأحزاب المنضوية تحت لوائها، تخطيط يحتاج إلى ضباط خريجي أكاديمية عسكرية خبراء بالطوبوغرافيا والهندسة الميدانية، وخبراء بسلاح المدفعية حسب الأحداثيات العسكرية ...
في 22/6/1976 كان بداية المعركة، كان اليوم الاول تدمير المخيم تدميرا كاملا، والجبهة اللبنانية تعرف ان معظم مساحة المخيم من بركسات التنك، وهذا يدحض ادعاءاتها بان تل الزعتر مخيم تحت الارض وان به أنفاق توصل إلى النبعة وبرج حمود، لقد أطلق على المخيم اول يوم في المعركة ما يقارب 60 الف قذيفة وصاروخ، مما أدى إلى تدمير القسم الأكبر من المخيم، لم تعد البيوت صالحة للسكن، ولم يبقى الا الأبنية المحيطة بالمخيم من الجهة الشرقية بدأ من معمل بوتاجي وصولا إلى رأس الدكوانة، وهكذا بدات معركة تل الزعتر، فادرك سكان المخيم أن هذه المعركة هي بالنسبة لهم معركة حياة او موت ....
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الرابعة وخمسون ...
~~~~~~~~~~~~~~
اكملت الجبهة اللبنانية استعداداتها العسكرية واللوجستية وضمنت موقف سوريا لصالحها، خاصة بعد ان رفضت الحركة الوطنية المبادرة السورية واعلنت استعدادها للتصدي للجيش السوري في حال فكر دخول لبنان، خاصة المناطق التي تسيطر عليها الحركة الوطنية، كان لكل طرف من الاطراف حساباته الخاصة في ظل المستجدات السياسية والعسكرية، سوريا لها حساباتها الأمنية والعسكرية على الساحة اللبنانية، كان قرارها دخول لبنان حتى لو عارض ذلك كل الشعب اللبناني، فكيف في ظل ظروف طالبت بها الجبهة اللبنانيه بدعوة سوريا إلى ذلك ....
قيادة منظمة التحرير الفلسطينية كانت حائرة وحذرة في اتخاذ القرار فان أيدت المبادرة السورية سوف تخسر حلفائها الرئيسيين في لبنان، وان عارضت المبادرة السورية سوف تخسر الفصائل الموالية لسوريا وبالتالي سوف تصطدم مع القوات المسلحة السورية في لبنان، في الوقت الذي كنا كفلسطينيين في لبنان وفي الثورة الفلسطينية كنا نعرف وندرك ان سوريا هي الرئة الوحيدة التي نتنفس منها، ولا يمكن ان نستغني عن الساحة السورية، فاي الحالتين بها خسارة، لم تغامر القيادة الفلسطينية بخسارة الحركة الوطنية اللبنانية، لبنان كان الساحة الوحيدة التي لنا تواجد عسكري قوي بها، والساحة الوحيدة التي تمكننا من مقاتلة العدو الصهيوني، وخسارتها يعني ضياع البندقية الفلسطينية والقضية بشكل عام ...
لم تكن القيادة تريد عودة القضية الفلسطينية إلى المحاور السياسية العربية ولا تريد ان يتاجر بها احد باسم الوطنية، انحازت القيادة إلى جانب الحركة الوطنية وهذا هو الموقف الصحيح في تلك المرحلة، مما دفع سوربا إلى معاداة القيادة الفلسطينية، واصبح ضرب المقاومة وتحجيمها من ضمن الاهداف السورية في لبنان، وهذا الموقف يخدم اهداف الجبهة اللبنانية، وكان القرار ببدء المعركة، ...
تل الزعتر كان العنوان الابرز لهذه المعركة، وقبل معركة تل الزعتر ب48 ساعة ساد المنطقة الشرقية هدوءاً حذراً، الطرقات كلها مقطوعة، تموضعت القوات العسكرية للجبهة اللبنانية في أكثر المواقع المطلة على مخيم تل الزعتر في بيت مري وضبيه وجبل لبنان حتى مشارف عاليه من جهة المنطقة الشرقية، ووضعت نقاط مراقبة، ومرابض المدفعية الميدانية الثقيلة على التلال المطلة بشكل مؤثر على المخيم وكذلك وضعت راجمات الصواريخ في مواقع لا تطالها أسلحة المخيم، بانتظار ساعة الصفر وكان أهالي المخيم يتساءلون عن هذا الهدوء الغير معهود، والتخوف من ان وراء الاكمة ما ورائها، وان هذا الهدوء هو هدوء ما يسبق العاصفة، وبالفعل صدقت توقعات أهالي المخيم، ففي الثاني والعشرين من شهر حزيران 1976 بدأت المعركة التي لم يشهد لبنان مثيلا لها ...
بدأت المعركة بقصف مركز ومكثف على المخيم، لم يكن هذا القصف من تخطيط الجبهة اللبنانية والأحزاب المنضوية تحت لوائها، تخطيط يحتاج إلى ضباط خريجي أكاديمية عسكرية خبراء بالطوبوغرافيا والهندسة الميدانية، وخبراء بسلاح المدفعية حسب الأحداثيات العسكرية ...
في 22/6/1976 كان بداية المعركة، كان اليوم الاول تدمير المخيم تدميرا كاملا، والجبهة اللبنانية تعرف ان معظم مساحة المخيم من بركسات التنك، وهذا يدحض ادعاءاتها بان تل الزعتر مخيم تحت الارض وان به أنفاق توصل إلى النبعة وبرج حمود، لقد أطلق على المخيم اول يوم في المعركة ما يقارب 60 الف قذيفة وصاروخ، مما أدى إلى تدمير القسم الأكبر من المخيم، لم تعد البيوت صالحة للسكن، ولم يبقى الا الأبنية المحيطة بالمخيم من الجهة الشرقية بدأ من معمل بوتاجي وصولا إلى رأس الدكوانة، وهكذا بدات معركة تل الزعتر، فادرك سكان المخيم أن هذه المعركة هي بالنسبة لهم معركة حياة او موت ....
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق