الثلاثاء، 19 مارس 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة الخمسون

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة الخمسون
...
~~~~~~~~~~~
تم تشكيل الجبهة اللبنانية تحت رعاية الرابطة المارونية من القوى والأحزاب اليمينية بشكل عام، وللتاريخ والحقيقة كان ضمن هذه الجبهة زعامات رفضت التعامل مع العدو الصهيوني تحت أي ظرف كان! خاصة الرئيس سليمان فرنجية الذي كان له موقف ثابت من العدو الصهيوني بأنه عدو الأمة العربية كلها ويستحيل التعامل معه، كذلك العميد ريمون اده رئيس الكتلة الوطنية، كانوا مع مقاتلة الفلسطينيين  ونزع سلاحهم ولكن رفضوا ان يكونوا ماجورين عند إسرائيل، الرئيس سليمان فرنجية كانت علاقاته مع السوريين علاقة ثابتة تمتد لسنوات طويلة،،وقد حافظ على هذه العلاقة طيلة حياته وما زال آل فرنجية محافظين على هذا الارث العربي، والعميد ريمون اده كان من اليمينيين المعتدلين رغم أنه لم تكن هناك علاقات بينه وبين القيادة الفلسطينية، كان  سعادة الوزير السابق كريم بقرادوني على تواصل دائم مع الشهيد  ابو عمار رحمه الله وكان مكلفا بذلك من حزب الكتائب، حاولت قيادة فتح بكل الوسائل عدم الانجرار إلى مستنقع الحرب الأهلية اللبنانية، كان ضباط الارتباط يتابعون الاتصال لتهدئة  إطلاق النار وعمليات الخطف والخطف المضاد، لقد عمدت بعض الفصائل اسلوب الخطف  مقابل الخطف ، لكن تعليمات القيادة كانت صارمة وهي إعادة اي مخطوف إلى ذويه عن طريق العقيد ذيب كمال رحمه الله، وبالفعل تم إطلاق سراح كثير من الشباب الذين كانت الفصائل تخطفهم بحواحز طيارة، بل كادت الأمور تصل احيانا بين هذه الفصائل  وبين قيادة فتح إلى درجة الصدام معها في حال ثبت ان هذا الفصيل او ذاك خطف شباب مسيحيين، لكن الشباب الفلسطيني او غيرهم الذين كانت تخطفهم احزاب اليمين كان ينكل بهم فورا وان مضى 24 ساعة دون المطالبة بهم يتم تصفيتهم جسديا بعد التنكيل بهم، وقد دفع الاكراد من سكان تل الزعتر ثمنا باهظا نتيجة الخطف والخطف المضاد، لا احد كان يدرك لماذا تريد الجبهة اللبنانية  تاجيج الصراع أكثر وأكثر وعلى ماذا كانت تراهن الا على العدو الصهيوني، مجازر ارتكبتها هذه الجبهة  بحق الشباب الفلسطيني والمسلم ولم تكتفي بذلك، بل ارتكبت مجزرة السبت الأسود  حينما اقتحمت سوق الخضاز القريب من مكتب الكتائب في منطقة الصيفي/ بيروت وقتلت أكثر من ثمانين عاملا معظمهم من العمال الأكراد والسوريين، كانت مجزرة تقشعر لها الأبدان، ان تزل مجموعات مسلحة مساءاً إلى سوق الخضار  المكتظ بالعمال والتجار العزل وتفتح النار عليهم، كانت مجزرة مخطط لها مسبقا، هذه العملية  زادت من تسليح المحاور بين المنطقتين الغربيه والشرقية، 'كانت أول مرة ترسل جثث العمال إلى سوريا، وعدد منهم دفن في بيروت، وعدد اخر لم يعرف أين دفن ...

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق