الجمعة، 29 مارس 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة الستون

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة الستون
...
~~~~~~~~~
رغم الاختراق الذي حصل  وتقدم القوات المسلحة الانعزالية إلى محور جورج متى، الا أن المقاتلين في القوات المشتركة في تل الزعتر، قامت بهجوم معاكس تمكنت خلاله من ضرب القوات المهاجمة وأوقعت بينهم عدد من القتلى شوهدوا بالعين المجردة عرف فيما بعد انهم من جماعة ايتيان صقر ابو الارز الذي غادر لبنان بثروته التي جمعها، بعد سقوط مخيم تل الزعتر وما زال يعيش في اوستراليا كما علمنا، تم استعادة محور جورج متى، لم يتمكن الانعزاليين من احتلال الموقع، لأنهم باتوا تحت مرمى سلاح المقاومة، في جنح الليل تم سحب جثث القتلى من الموقع، لم يكن هدف المقاومة اطلاقا الاحتفاظ بأسير او بجثة، لانها كانت تدرك انه لا مجال للتفاوض مع الجبهة اللبنانية الذي كان قراراها سقوط المخيم،  كل هذا وما زالت قيادة المخيم  تطالب الأهالي  بالصمود، وتحث الجميع على الصبر، ومن ناحية ثانية كانت تخاطب القيادة بفتح طريق للمخيم وادخال الامدادات العسكرية لضمان صموده، كان الرد من قبل القيادة، نعمل ما في وسعنا للوصول إليكم، قواتنا في جبل لبنان على اتم الجهوزية للتقدم نحو المخيم، وبالفعل حاولت القيادة بكل ما لديها من قوة لاختراق مواقع  القوات الانعزالية ومن معهم للوصول إلى المخيم، حتى ان القيادة اخذت قرار باقتحام مناطق الانعزاليين، فقد تم التجهيز لنزول القوات المشتركة من عاليه باتجاه الكحالة لاسقاطها للوصول إلى المخيم، لكن لم تفلح المحاولة  وسقط أكثر  من أربعين شهيدا في هذه المحاولة، كان رد القيادة في بيروت دائما الصبر والصمود، رغم معرفتها ان المخيم من الناحية العسكرية أصبح بحكم  الساقط، وانه لا مجال أمام حجم المؤامرة والهجرة الشرسة ان يستمر المخيم بالقتال، لكن قيادة الفصائل في تل الزعتر وقعت تحت إرباك شديد، نفذت معظم الذخيرة، نفذ معظم الطعام، مواسير المياه أصبحت مكشوفة أكثر  للقناصة والمواقع المدفعية، ورغم فتح ثغرات بين الأبنية للتحرك من مكان لآخر ، الا ان الجبهة اللبنانية أدركت ان تحرك المقاتلين في المخيم تتم عبر الأبنية، بدأ القصف يستهدف تدمير هذه الأبنية التي كانت تكتظ بالمدنيين لكنهم لم يكونوا يفرقوا بين مدني او عسكري، ولا بين كبير او صغير
او بين رجل وامرأة، كان الجميع مستهدف في هذه المعركة، كل من هو في تل الزعتر كان مستهدفا، ارادوا ان يكون تل الزعتر عبرة لباقي المخيمات، فإذ به يلقنهم درسا في الصمود والتصدي لمشروعهم الصهيوني، واستغل بعض ضعفاء النفوس حالة الارباك هذه، وتسللوا وسط الظلام الدامس من طرف المخيم في رأس الدكوانة وسلموا أنفسهم للكتائب، وأدلوا بما لديهم من معلومات عن المخيم، لكن الأخطر من ذلك عندما نزل احد قادة الصاعقة وهو برتبة ملازم أول،  وسلم نفسه للجيش السوري في مقر الكتائب في الدكوانة واخد يرشد عن مواقع المقاومة على الخريطة وعن الأسلحة واماكنها، كما أدلى بمعلومات عن نفاذ الذخيرة لدى الفصائل، وكيف اتصل الشهيد القائد  ابو الفدا الذي سلمهم مستودعات الأسلحة، وكيف ارسل ابو الفدا برقية تاييد لمنظمة التحرير الفلسطينية ضد  المبادرة السورية !!!!!
لم يصدق أبناء المخيم في بداية الامر هذا الخبر، لكنها للأسف حقيقة لايستطيع اي احد نكرانها،  هذا المسؤول  العسكري  يبرر تصرفه هذا بأن المخيم ساقط عسكريا وأنه حاول انقاذ ما يمكن انقاذه من المخيم، لكن هذه ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة، هو سلم نفسه طواعية  للكتائب، رغم انه كان هناك مبادرة من الفصائل بعد كل هذه المعارك، ان يشكل وفدا من المدنيين من المخيم  لمفاوضة الكتائب  على الخروج الآمن للمدنيين ونقلهم إلى بيروت الغربية او سهل البقاع، لكن قيادة الكتائب في الدكوانة  بعد موافقتها المبدأيه على ذلك، الا انها وبعد مشاورات مع الأطراف الأخرى التي اعتبرت نفسها منتصرة في هذه المعركة، اعتبرت أن هذا الطلب هو بمثابة الافلات من دفع الثمن، عادت ورفضت الوساطة ورفضت خروج اي انسان من المخيم، هذا الضابط الفلسطيني الذي كان يعتبر نفسه ضابطا سوريا بحكم موقعه في الصاعقة، لم يتجرأ على دخول أي مخيم بعد سقوط تل الزعتر وخاصة إلى الدامور، كانت القيادة الزعترية قد أبلغت قيادة المقاومة بهذه التطورات الدراماتيكية، العناصر التي سلمت نفسها باستثناء هذا الضابط، لم تكن من الكوادر المهمة ولم يكن لديها الكثير من المعلومات، لكن الخوف واليأس من الوضع هو الدافع وراء تصرفهم، وكان رد القياده مغايراً هذه المرة عن سابقاته، كان الرد وللأسف بما معناه، تصرفوا بما ترونه مناسباً، وهذا بالفهموم العسكري ترك الخيار للقيادة الميدانية للتصرف، حيث لم يعد أمام هذه القيادة اي خيار آخر، لكن قيادة المخيم حاولت ابقاء الامر سراً، ولم تكن تريد قتل المعنويات لدى المقاتلين وأبناء المخيم، سرعان ما انتشر هذا الخبر ودبت الفوضى  في صفوف المقاتلين، هذا الوضع انعكس أيضا على المدنيين الذين بدأوا يبحثون عن حلّ لكن بدون جدوى، اتصل البعض منهم بالشيخ محمد مهدي شمس الدين، المقيم في المخيم وبصفته احد الأعضاء النافذين في المجلس الشيعي الأعلى، طلبوا منه  التوسط لدى الرابطة المارونية لفك حالة الحصار عن المخيم، حاول أكثر من مرة لكن الجواب كان يأتي بالرفض، فما حصل  بعد ذلك في تل الزعتر ؟؟؟

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق