تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الثامنة وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
لقد طال أمد المعارك بالنسبة لمقاتلي الجبهة اللبنانيه التي كان يقودها بشير الجميل، بدأ المقاتلون يفِرون من أرض المعركة لكثرة الإصابات التي وقعت بهم، لقد كان استدراج مقاتليهم إلى كمائن محكمة، كانت عمليات الاستدراج إلى اقرب نقطة من المخيم ثم القضاء عليهم، وقد تكرر ذاك أكثر من مرة في منطقة البرج العالي ومحور المصانع المقابلة للمخيم ، مقابل مستودعات اخشاب كنيدر، بدأ مقاتلي الجبهة يلوذون بالفرار خوفا من المواجهة، لكن الإغراءات التي قدمت لهم من نساء وخمور ومخدرات، جعلتهم يعودون إلى المحاور وهم تحت تأثير المخدرات التي توفرت لهم بكثره !!!!!
ثلاثة أسابيع مرت علي بداية المعركة ولم تستطع الجبهة اللبنانية تحقيق اي تقدم، كانت العمليات تتم بين كر وفر مئات القتلى في صفوف المهاجمين ولكن دون جدوى، بعض الشباب المسلحين بدأوا بشن عمليات استشهادية ضد مواقع الانعزالين، خاصة عند محور جورج متى، لم تكن تلك حالة ياس لدى الشباب بل كان اندفاعا وحماسا منقطع النظير، واذكر حادثة على سبيل المثال لا الحصر، المقاتل هاني بديعة، شقيق ابو مروان، هاجم موقع الكتائب على مفرف دير الراعي الصالح حيث كانت مجموعة تحاول التقدم باتجاه المخيم في طريق فرعية، تمكن من الوصول للمجموعة والقضاء عليها ثم استشهد في ارض المعركة، وكذلك فعل عادل دعيبس في منطقة البرج العالي في بداية المعارك، كما كانت المرأة الفلسطينية تشارك بهذه العمليات التي اتسمت بالبطولات الفردية، أصبح الإنسان الفلسطيني في مخيم تل الزعتر يبتكر أساليب المقاومة والدفاع والصمود في المخيم رغم عدم وجود الطعام والغذاء وبداية قطع مواسير مياه الشرب من قبل الكتائب خاصة في منطقة الدكوانة ....
ان هروب المقاتلين الانعزالين دفع بشير الجميل إلى إرسال أعضاء مهمين من قيادة الكتائب إلى المعركة لرفع معنويات المقاتلين، وليم حاوي كان عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب ورئيس المجلس الأعلى لامن الحزب والذي كان يتلقى كل المعلومات اللوجستية قبل المعركة وخلالها، حاول أن يتقدم من احد محاور منطقة الدكوانه/ سلاف، إلى داخل أرض المخيم، لكن المقاتلين الفلسطينيين كانوا له ولمجموعته التي قادها في هذه العملية كانوا له بالمرصاد، ما حاول أن يتقدم باتجاه مدرسة ناصر حتى بادره احد الأشبال برصاصة قاتلة، سقط قتيلا في لحظته، تم سحب جثته من قبل من كانوا معه،
وليم حاوي لم يكن عسكريا ولم يتلقى تدريب عسكري، كان صاحب قلم وفكر أمني بامتياز، لكن إرساله إلى تل الزعتر كان من قبيل رفع معنويات مقاتلي حزب الكتائب الذي كان يسيطر على مناطق الشرقية، بينما كان حزب الوطنيين الأحرار يسيطر على مناطق المنصورية بيت مري وضواحيهما، لقد اثار مقتل وليم حاوي الحقد أكثر وأكثر، لم يكن حزب الكتائب يتوقع هذه الخسارة بعد كل تلك الفترة من الحصار والهجمات على المخيم، عاد القصف من جديد ليطال هذه المره الأبنية والملاجئ التي كان يحتمي بها النساء والأطفال والكهول، لم يعد أمام مقاتلي تل الزعتر مجالا للتنقل على طرقات المخيم، اولا بسبب الدمار الشامل، وثانيا بسبب القصف الذي أصبح اسلوب يوميا، ناهيك عن رصاص القنص الذي كان يستهدف اي جسم متحرك سواء بالليل او بالنهار، مما دفع المقاتلين إلى فتح ثغرات داخل الأبنية في منطقة رأس الدكوانة وفي منطقة مقابلة لمستودعات غر للعدس، هذه المستودعات أصبحت المصدر الوحيد للغذاء لأهالي المخيم، العدس القوت اليومي للجميع، خبزا وطبخا وغليا للأطفال الرضع ...
ان قطع شبكة مواسير المياه عن المخيم، أوقعت حالات كثيرة من الشهداء والشهيدات، أصبحت موارد الماء قريبة جدا من مواقع الانعزاليين الذين كانوا يتربصون بأي انسان يقترب من بئر الماء، كانت القناصة له بالمرصاد، وهذا كلف المخيم عددا من الشهيدات، وكان كل كوب ماء يكلفنا شهيدة او شهيد، كما ان استهداف الملاجئ والابنية الذي ذهب ضحيته مئات الشهداء، كان الهدف ارغام اهل المخيم على الاستسلام باي شكل، لكن كل هذا كان يزيد إصرار أهل المخيم على القتال حتى الرمق الأخير ....
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الثامنة وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~~
لقد طال أمد المعارك بالنسبة لمقاتلي الجبهة اللبنانيه التي كان يقودها بشير الجميل، بدأ المقاتلون يفِرون من أرض المعركة لكثرة الإصابات التي وقعت بهم، لقد كان استدراج مقاتليهم إلى كمائن محكمة، كانت عمليات الاستدراج إلى اقرب نقطة من المخيم ثم القضاء عليهم، وقد تكرر ذاك أكثر من مرة في منطقة البرج العالي ومحور المصانع المقابلة للمخيم ، مقابل مستودعات اخشاب كنيدر، بدأ مقاتلي الجبهة يلوذون بالفرار خوفا من المواجهة، لكن الإغراءات التي قدمت لهم من نساء وخمور ومخدرات، جعلتهم يعودون إلى المحاور وهم تحت تأثير المخدرات التي توفرت لهم بكثره !!!!!
ثلاثة أسابيع مرت علي بداية المعركة ولم تستطع الجبهة اللبنانية تحقيق اي تقدم، كانت العمليات تتم بين كر وفر مئات القتلى في صفوف المهاجمين ولكن دون جدوى، بعض الشباب المسلحين بدأوا بشن عمليات استشهادية ضد مواقع الانعزالين، خاصة عند محور جورج متى، لم تكن تلك حالة ياس لدى الشباب بل كان اندفاعا وحماسا منقطع النظير، واذكر حادثة على سبيل المثال لا الحصر، المقاتل هاني بديعة، شقيق ابو مروان، هاجم موقع الكتائب على مفرف دير الراعي الصالح حيث كانت مجموعة تحاول التقدم باتجاه المخيم في طريق فرعية، تمكن من الوصول للمجموعة والقضاء عليها ثم استشهد في ارض المعركة، وكذلك فعل عادل دعيبس في منطقة البرج العالي في بداية المعارك، كما كانت المرأة الفلسطينية تشارك بهذه العمليات التي اتسمت بالبطولات الفردية، أصبح الإنسان الفلسطيني في مخيم تل الزعتر يبتكر أساليب المقاومة والدفاع والصمود في المخيم رغم عدم وجود الطعام والغذاء وبداية قطع مواسير مياه الشرب من قبل الكتائب خاصة في منطقة الدكوانة ....
ان هروب المقاتلين الانعزالين دفع بشير الجميل إلى إرسال أعضاء مهمين من قيادة الكتائب إلى المعركة لرفع معنويات المقاتلين، وليم حاوي كان عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب ورئيس المجلس الأعلى لامن الحزب والذي كان يتلقى كل المعلومات اللوجستية قبل المعركة وخلالها، حاول أن يتقدم من احد محاور منطقة الدكوانه/ سلاف، إلى داخل أرض المخيم، لكن المقاتلين الفلسطينيين كانوا له ولمجموعته التي قادها في هذه العملية كانوا له بالمرصاد، ما حاول أن يتقدم باتجاه مدرسة ناصر حتى بادره احد الأشبال برصاصة قاتلة، سقط قتيلا في لحظته، تم سحب جثته من قبل من كانوا معه،
وليم حاوي لم يكن عسكريا ولم يتلقى تدريب عسكري، كان صاحب قلم وفكر أمني بامتياز، لكن إرساله إلى تل الزعتر كان من قبيل رفع معنويات مقاتلي حزب الكتائب الذي كان يسيطر على مناطق الشرقية، بينما كان حزب الوطنيين الأحرار يسيطر على مناطق المنصورية بيت مري وضواحيهما، لقد اثار مقتل وليم حاوي الحقد أكثر وأكثر، لم يكن حزب الكتائب يتوقع هذه الخسارة بعد كل تلك الفترة من الحصار والهجمات على المخيم، عاد القصف من جديد ليطال هذه المره الأبنية والملاجئ التي كان يحتمي بها النساء والأطفال والكهول، لم يعد أمام مقاتلي تل الزعتر مجالا للتنقل على طرقات المخيم، اولا بسبب الدمار الشامل، وثانيا بسبب القصف الذي أصبح اسلوب يوميا، ناهيك عن رصاص القنص الذي كان يستهدف اي جسم متحرك سواء بالليل او بالنهار، مما دفع المقاتلين إلى فتح ثغرات داخل الأبنية في منطقة رأس الدكوانة وفي منطقة مقابلة لمستودعات غر للعدس، هذه المستودعات أصبحت المصدر الوحيد للغذاء لأهالي المخيم، العدس القوت اليومي للجميع، خبزا وطبخا وغليا للأطفال الرضع ...
ان قطع شبكة مواسير المياه عن المخيم، أوقعت حالات كثيرة من الشهداء والشهيدات، أصبحت موارد الماء قريبة جدا من مواقع الانعزاليين الذين كانوا يتربصون بأي انسان يقترب من بئر الماء، كانت القناصة له بالمرصاد، وهذا كلف المخيم عددا من الشهيدات، وكان كل كوب ماء يكلفنا شهيدة او شهيد، كما ان استهداف الملاجئ والابنية الذي ذهب ضحيته مئات الشهداء، كان الهدف ارغام اهل المخيم على الاستسلام باي شكل، لكن كل هذا كان يزيد إصرار أهل المخيم على القتال حتى الرمق الأخير ....
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق