الأحد، 31 مارس 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة اثنان وستين ....

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة اثنان وستين
...
~~~~~~~~~~~~
ان الارباك الذي حصل داخل المخيم، راهنت عليه أطراف الجبهة اللبنانية ومن معهم، حاولت بعض هذه الأطراف ومن خلال ما اعطاهم الضابط السيء الذكر من معلومات ان تروج إلى موضوع خلافات قائمة داخل المخيم، خلافات بين قادة الفصائل، بين من يريد الاستسلام، وبين من يرفض استسلام المخيم، هذه معلومات كاذبة كان الهدف منها ايقاع فتنة بين الفصائل المؤيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبين الفصائل المحسوبة على سوريا وتحديدا الصاعقة، لقد تم تصفية وجود  تنظيم الصاعقة في كل مخيمات لبنان، وحصل انشقاق داخل هذا الفصيل بقيادة حنا بطحيش، وتم اعتقال معظم كوادر الصاعقة في مخيمات بيروت ، الا في تل الزعتر بقى التنظيم كما هو، ولم يحصل أي موقف معادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، او يسبب شرخاً داخل المخيم، في الوقت الذي اقدم احد المسؤولين وبتصرف فردي على إطلاق النار على مسؤول تسليح الصاعقة في المخيم مما تسبب بمقتله على الفور، الا أن أهل الشاب الذي قتل وأبناء بلدته حتى الصاعقة رفضوا القيام بأي ردة فعل تجاه استشهاد ابنهم، ليس خوفا من احد او من اي فصيل، ولكن كان من المحتمل أن أي ردة فعل تجاه هذا الحدث كانت قد تؤدي إلى اشتباكات داخل المخيم في الوقت الذي كان.المخيم يخوض حربه المفروضة عليه، رفض الجميع الانجرار إلى أي ردة فعل لإسقاط اي ذريعة تعطي للانعزاليين وغيرهم، ورغم ذلك أصدر مسؤول الصاعقة بيانا سياسيا أدان به المبادرة السورية وموقف سوريا مع الجبهة اللبنانية في معركتها ضد المخيم، اعتبر هذا البيان تمرد على القيادة السورية والتصرف بأسلحة سوريا الموجودة لدى الصاعقة، وبالمناسبة كانت مجموعة من الجيش السوري موجودة في المخيم قبل الأحداث وقبل الحصار، مجموعة قوامها حوالي عشرة افراد مع ملازم من سلاح الصواريخ السورية، كانت تتموضع  قرب كسارة تعود ملكيتها لابو نقولا ايليا جاموس من سكان المنصورية والواقعة فوق مدرسة  اليونان فوق موقع المقاومات الأرضية لحركة فتح، ومن الغريب أن لا احد كان يعرف دور هذه المجموعة قبل الحصار وأثناء معركة تل الزعتر، فعند بدء المعركة  لم يذكر احد عن هذه المجموعة شيء او ماذا كان دورها ومصيرها، وهي دخلت إلى المخيم بإسم قوات الصاعقة ...
وعودة لأحداث المخيم، أن الارباك الحاصل حينها داخل المخيم، لم يكن فقط بسبب نقص الذخيرة  او الأدوية، لقد اعتاد شعبنا لاكثر من أربعين يوماً على هذا الواقع، إصابات كثيرة بين المدنيين، تنقل الأطباء والممرضين إلى أكثر من موقع، العلاج الوحيد الماء والملح، وعمليات إنقاذ الجرحي اصبحت معجزة، أطباء يصلون الليل والنهار، ممرضين وممرضات يبحثون عن قطعة قماش نظيفة بدل الشاش المعقم، فالقطن فقد نهائيا وحتى ابر التخدير نفذت، ورغم ذلك ظل المخيم متماسكاً، لكن المؤسف انه بعد كل هذا الصمود التاريخي، وبعد فشل كل سبل الوصول إلى المخيم من قبل كافة الفصائل والحركة الوطنية  التي تركت ايضا عناصرها فريسة للجبهة اللبنانية، وكذلك جيش لبنان العربي، كل هذا ولم تتمكن القيادة المشتركة من فتح اي ثغرة تصل إلى مخيم تل الزعتر، كان الاصرار على إسقاط المخيم  من الأطراف الأخرى قرارا لا عودة عنه، كان المخطط  الرئيسي تركيع كل مخيمات لبنان والدخول إليها عنوة، جامعة الدول العربية وللأسف دفنت رأسها بالرمال وهي تبتسم لما يجري، كان أنور السادات قادرا في ذاك الوقت  على وقف الحرب ضد الثورة الفلسطينية، كانت قنوات الاتصال السرية مع الكيان الصهيوني خلف الكواليس، لكنه أيضا كان يريد منظمة التحرير الفلسطينية بلا جناحان لتوافق على خطواته السياسية، وكانت سوريا تريد ياسر عرفات تحت جناحها كأي ضابط في سوريا، لذا كان لا بد من اسقاط المخيم ونقل المعركة إلى مخيم آخر وكان مخيم برج البراحنة هو المرشح أن يكون بعد تل الزعتر، لذلك تم  تصفية قوات الصاعقة في هذا المخيم التي كان يقودها مازن عبداللطيف، لكن منظمة التحرير الفلسطينية رفضت تصفية اي عنصر من الصاعقة جسديا، وهذا باعتراف قيادة الصاعقة التي كانت بقيادة زهير محسن وكان رئيس الدائرة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بينما كان طلال ناجي عن القيادة العامة رئيس الدائرة الثقافية، فشلت كل محاولات إثارة الفتنة الداخلية في المخيم بفضل وعي أبناء المخيم، كان كافة مسؤولي الفصائل بشكل عام أبناء المخيم او انسباء أهالي المخيم، وهذا أيضا لعب دورا كبيرا في صمود المخيم ...

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق