تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الثالثة وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~
لما لم تجد القوى اليمينية والجبهة اللبنانية اي فرصة لتدخل إسرائيل عسكريا لصالحها في لبنان، غيرت مسار المعركة حين استنجدت بسوريا، لم يكن هذا النداء لسوريا بالتدخل محبة بالنظام السوري، وقد ثبت ذلك بعد معركة تل الزعتر، حين انقلبت الجبهة ضد الوجود السوري في المنطقة الشرقية، ولا احد ينسى مجزرة منطقة الصفراء التي قادتها أحزاب الجبهة اللبنانية حيث أقدمت على قتل أكثر من سبعين جنديا من الجيش السوري، كذلك الامر بالنسبة للنظام السوري لم يكن تدخله فقط لحماية الكتائب وغيرهم، بل كانت سوريا تطمح إلى فرض سيطرتها على لبنان وقد اتضح ذلك بعد معركة تل الزعتر، عندما انسحبت كل الجيوش التي شاركت في قوات الردع العربية بقرار من الجامعة العربية، وبقي الجيش السوري في لبنان لمدة تزيد عن 35 عاما، كانت لسوريا اسبابها الخاصة في دخول لبنان، هذه المصالح المرتبطة بسياستها الخارجية ، سوريا لا تريد من أي طرف في لبنان ان يعارض سياستها ويرفض ميادرتها لحل الأزمة اللبنانية، لقد تمكنت من استصدار قرار من الجامعة العربية بدخول قوات الردع إلى لبنان، هذه الوسيلة الوحيدة التي كانت ممكنة والتي نجحت بها سوريا لإدخال قواتها التي يناهز عددها 40 الف جندي اضافة الى اكثر من مليون عامل، الحركة الوطنية وفي اجتماعها في عاليه، قررت رفض المبادرة السورية، كانت معظم الأراضي تحت سيطرتها، كان اليمين اللبناني يهيء نفسه لمغادرة البلد عبر مرفأ جونية وجبيل ...
أن الانتصارات السريعة التي حققتها الحركة الوطنية، الانشقاق الذي حصل في مؤسسة الجيش اللبناني التي اضعفت قدرة الجيش للوقوف في وجه الحركة الوطنية قد دفع قيادتها لتصليب موقفها أكثر ضد المبادرة السورية، وحصل اجتماع اخر بين قيادة الحركة الوطنية وبين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وطلب من القيادة الفلسطينية رفض المبادرة السورية، ولقد مورست ضغوط كثيرة على القائد الشهيد
ابو عمار رحمه الله، لرفض المبادرة السورية، هذه الضغوط كادت ان تصل الى حد الخلاف مع الحركة الوطنية، لكن ما الحل لو خسرت القيادة الفلسطينية الحركة الوطنية اللبنانية، كان من الممكن ان تؤدي إلى ما هو أسوأ من رفض المبادرة، هذا الموقف الحرج الصعب الذي فرض على القيادة الفلسطينية في أحلك ظروف مرت بها، اصبحت القيادة أمام خيارين كلاهما مر، كان ابو عمار يدرك اننا سندفع الثمن في كلتا الحالتين، اضطر ابو عمار بعد اجتماع مع القيادات الفلسطينية التي رفض بعض منها وخاصة الصاعقة والقيادة العامة الوقوف في وجه سوريا وطالبوا بتأييد المبادرة السورية علنا، لقد اتخذت القيادة قرارا برفض المبادرة السورية جملة وتفصيلا، لكن الجيش السوري بدا بالدخول إلى لبنان، كان الاشتباك الأول مع الجيش السوري في منطقة صنين، حين تصدت له القوات المشتركة في مناطق عيون السيمان /ترشيش، وانتقلت المعارك إلى جبل لبنان في صوفر وعاليه وسوق الغرب، أصبح الاشتباك العسكري مع الجيش السوري يتخذ طابع العداء، سوريا مصممة على دخول لبنان ولو بالقوة المفرطة تحت شعار انهاء الحرب الأهلية، ان عودة المقاتلين إلى مواقعهم السابقة كان الهدف الاول لها للفصل بين المقاتلين والغاء كافة المحاور والحواجز المقامة بين المنطقة الشرقية والغربية، سوريا التي تملك أسلحة متطورة ودبابات وناقلات جند' جيش مؤلف من مئات الآلاف، لا تستطيع الحركة الوطنية ولا المقاومة الوقوف في وجهها ومنعها من دخول لبنان، لم يكن يرضي الجبهة اللبنانية التي كان هدفها إزالة البؤر الثورية من المنطقة الشرقية وفي طليعتها مخيم الزعتر، وحصلت على ما أرادت، وكأن كل ما جري ويجري في لبنان في تلك الحرب كان الهدف منه معركة تل الزعتر ...
في ايار من العام 1976 بدأت الجبهة اللبنانية بالتخطيط لمعركة تل الزعتر، وضعت الخطة العسكرية وتم تحضير العدة والعتاد من آليات ومدافع ميدان وصواريخ حصلت عليها بعد الاستلاء على ثكنات الجيش ومقر وزارة الدفاع، وهو في الواقع ليس استلاء لان الجيش في ذلك الوقت كان محسوبا على طرف واحد في لبنان، تم وضع الخطة العسكرية لتطويق المخيم من الجهات الأربع، ان من تكتيك المعارك عادة ان يقدم الطرف المستعد للهجوم على أي منطقة، ان يفتح ثغرة عبارة عن ممر آمن للمدنيين لتجنبهم ويلات الحرب، ولكسب الوقت في إنهاء الهجوم كي تستسلم المنطقة المحاصرة او يتم إسقاطها بيد القوات المهاجمة، اما في معركة تل الزعتر، حصل العكس تماما اطبق الحصار على المخيم، ولم يترك اي منفذ للمدنيبن، كان الحقد والكراهية قد اعمت قلوب الجبهة اللبنانية، اصبح شعارهم القضاء على تل الزعتر ، وايقاع اكبر عدد من القتلى من أبناء المخيم،
كانت الاستعدادات قد بلغت ذروتها ونصبت راجمات الصواريخ في اكثر من20 موقعا محيطا بالمخيم بإنتظار المباركة الإسرائيلية وبانتظار ساعة الصفر ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الثالثة وخمسون
...
~~~~~~~~~~~~~~
لما لم تجد القوى اليمينية والجبهة اللبنانية اي فرصة لتدخل إسرائيل عسكريا لصالحها في لبنان، غيرت مسار المعركة حين استنجدت بسوريا، لم يكن هذا النداء لسوريا بالتدخل محبة بالنظام السوري، وقد ثبت ذلك بعد معركة تل الزعتر، حين انقلبت الجبهة ضد الوجود السوري في المنطقة الشرقية، ولا احد ينسى مجزرة منطقة الصفراء التي قادتها أحزاب الجبهة اللبنانية حيث أقدمت على قتل أكثر من سبعين جنديا من الجيش السوري، كذلك الامر بالنسبة للنظام السوري لم يكن تدخله فقط لحماية الكتائب وغيرهم، بل كانت سوريا تطمح إلى فرض سيطرتها على لبنان وقد اتضح ذلك بعد معركة تل الزعتر، عندما انسحبت كل الجيوش التي شاركت في قوات الردع العربية بقرار من الجامعة العربية، وبقي الجيش السوري في لبنان لمدة تزيد عن 35 عاما، كانت لسوريا اسبابها الخاصة في دخول لبنان، هذه المصالح المرتبطة بسياستها الخارجية ، سوريا لا تريد من أي طرف في لبنان ان يعارض سياستها ويرفض ميادرتها لحل الأزمة اللبنانية، لقد تمكنت من استصدار قرار من الجامعة العربية بدخول قوات الردع إلى لبنان، هذه الوسيلة الوحيدة التي كانت ممكنة والتي نجحت بها سوريا لإدخال قواتها التي يناهز عددها 40 الف جندي اضافة الى اكثر من مليون عامل، الحركة الوطنية وفي اجتماعها في عاليه، قررت رفض المبادرة السورية، كانت معظم الأراضي تحت سيطرتها، كان اليمين اللبناني يهيء نفسه لمغادرة البلد عبر مرفأ جونية وجبيل ...
أن الانتصارات السريعة التي حققتها الحركة الوطنية، الانشقاق الذي حصل في مؤسسة الجيش اللبناني التي اضعفت قدرة الجيش للوقوف في وجه الحركة الوطنية قد دفع قيادتها لتصليب موقفها أكثر ضد المبادرة السورية، وحصل اجتماع اخر بين قيادة الحركة الوطنية وبين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وطلب من القيادة الفلسطينية رفض المبادرة السورية، ولقد مورست ضغوط كثيرة على القائد الشهيد
ابو عمار رحمه الله، لرفض المبادرة السورية، هذه الضغوط كادت ان تصل الى حد الخلاف مع الحركة الوطنية، لكن ما الحل لو خسرت القيادة الفلسطينية الحركة الوطنية اللبنانية، كان من الممكن ان تؤدي إلى ما هو أسوأ من رفض المبادرة، هذا الموقف الحرج الصعب الذي فرض على القيادة الفلسطينية في أحلك ظروف مرت بها، اصبحت القيادة أمام خيارين كلاهما مر، كان ابو عمار يدرك اننا سندفع الثمن في كلتا الحالتين، اضطر ابو عمار بعد اجتماع مع القيادات الفلسطينية التي رفض بعض منها وخاصة الصاعقة والقيادة العامة الوقوف في وجه سوريا وطالبوا بتأييد المبادرة السورية علنا، لقد اتخذت القيادة قرارا برفض المبادرة السورية جملة وتفصيلا، لكن الجيش السوري بدا بالدخول إلى لبنان، كان الاشتباك الأول مع الجيش السوري في منطقة صنين، حين تصدت له القوات المشتركة في مناطق عيون السيمان /ترشيش، وانتقلت المعارك إلى جبل لبنان في صوفر وعاليه وسوق الغرب، أصبح الاشتباك العسكري مع الجيش السوري يتخذ طابع العداء، سوريا مصممة على دخول لبنان ولو بالقوة المفرطة تحت شعار انهاء الحرب الأهلية، ان عودة المقاتلين إلى مواقعهم السابقة كان الهدف الاول لها للفصل بين المقاتلين والغاء كافة المحاور والحواجز المقامة بين المنطقة الشرقية والغربية، سوريا التي تملك أسلحة متطورة ودبابات وناقلات جند' جيش مؤلف من مئات الآلاف، لا تستطيع الحركة الوطنية ولا المقاومة الوقوف في وجهها ومنعها من دخول لبنان، لم يكن يرضي الجبهة اللبنانية التي كان هدفها إزالة البؤر الثورية من المنطقة الشرقية وفي طليعتها مخيم الزعتر، وحصلت على ما أرادت، وكأن كل ما جري ويجري في لبنان في تلك الحرب كان الهدف منه معركة تل الزعتر ...
في ايار من العام 1976 بدأت الجبهة اللبنانية بالتخطيط لمعركة تل الزعتر، وضعت الخطة العسكرية وتم تحضير العدة والعتاد من آليات ومدافع ميدان وصواريخ حصلت عليها بعد الاستلاء على ثكنات الجيش ومقر وزارة الدفاع، وهو في الواقع ليس استلاء لان الجيش في ذلك الوقت كان محسوبا على طرف واحد في لبنان، تم وضع الخطة العسكرية لتطويق المخيم من الجهات الأربع، ان من تكتيك المعارك عادة ان يقدم الطرف المستعد للهجوم على أي منطقة، ان يفتح ثغرة عبارة عن ممر آمن للمدنيين لتجنبهم ويلات الحرب، ولكسب الوقت في إنهاء الهجوم كي تستسلم المنطقة المحاصرة او يتم إسقاطها بيد القوات المهاجمة، اما في معركة تل الزعتر، حصل العكس تماما اطبق الحصار على المخيم، ولم يترك اي منفذ للمدنيبن، كان الحقد والكراهية قد اعمت قلوب الجبهة اللبنانية، اصبح شعارهم القضاء على تل الزعتر ، وايقاع اكبر عدد من القتلى من أبناء المخيم،
كانت الاستعدادات قد بلغت ذروتها ونصبت راجمات الصواريخ في اكثر من20 موقعا محيطا بالمخيم بإنتظار المباركة الإسرائيلية وبانتظار ساعة الصفر ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق