الجمعة، 15 مارس 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة السادسة وأربعون

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة السادسة وأربعون
  ...
~~~~~~~~~~~~~~~
اغتيل الشهيد معروف سعد رحمه الله في وضح النهار، فكان هذا الحادث الشرارة التي بدأ منها التحضير لمعركة تستهدف الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية، كان للمرحوم رشيد الصلح رئيس الوزراء اللبناني، الذي أعطى تعليمات واضحة بعدم التظاهر ردا على هذه العملية ومنع التجمعات في الطرقات العامة، كان يريد طرح هذه العملية ضمن جلسة طارئه لمجلس النواب الوزاري ، لمنع الفتنه بين اللبنانيين، ومنع الجميع من استخدام لغة القوة والسلاح، حيث انه كان يدرك ان العدو الصهيوني وعملاءه لن يفوتوا هذه الفرصة الا ويستغلونها لتاجيج الصراع في لبنان ...
القيادة الفلسطينية اصدرت تعليمات بالحيادية رغم علاقاتها الطيبة مع المرحوم الشهيد معروف سعد، لكنها أيضا لا تربد ان تكون الثورة الفلسطينية في موقع الصراع مع اليمين اللبناني الذي كانت هناك قنوات اتصال بين الطرفين، كانت مقولة ياسر عرفات وقتها لو كان بيني وبين الناس شعره لما قطعتها، فلم يكن يريد فعلا قطع العلاقة معهم، لان في ذلك خسارة لنا، تم إغلاق بعض الطرقات في بيروت وصيدا والشمال من قبل قوى الأمن الداخلي لمنع تدهور الوضع اكثر، لان البلد كانت كالنار تحت الرماد لا يعلم أحد متي ينقلب الرماد ليترك للنار ان تتسع رقعتها، حتى انه صدر تعميم لكافة المخيمات بتوخي الحذر وعدم الانجرار وراء اي حدث، لم يترك اليمين اللبناني هذا الحدث الا واعلن ان معروف قتل بسلاح روسي وهذه إشارة واصخة لاتهام الفلسطينيين والحركة اللبنانية بهذه العملية، لكن سرعان ما انكشفت هذه اللعبة ولم تنطلي على احد حين اعلن ان احد الصف ضابط هو الذي أطلق النار بصورة عشوائية لتفرقة المتظاهرين في صيدا ضد شركة بيروتين، هذا  الحادث الذي استمرت تداعياته أكثر  من أسبوع  توقف خلالها العمل في بناء الملاجى في مخيم تل الزعتر، لم يكتمل ابنائها ولم تكن صالحه  للاستخدام في حالات المعركة او قصف الطيران، توقف العمل كليا، الا ان اليمين حاول  بكل الوسائل  تصوير هذه الملاجئ على أنها  بداية لبناء  مدينة تحت مخيم تل الزعتر، منذ ذلك الوقت أصبحت الطرقات بين تل المخيم ومحيطه وبيروت تشوبه الحيطة والحذر وخاصة أثناء الليل، رغم ان الحركة الاعتيادية للمخيم لم تكن تهدأ ليل نهار من وإلى بيروت ...
كانت التدريبات للقوى اليمينيه تتسارع وتيرتها وتنبأ بان شيء ما يعد له في الخفاء، تل الزعتر هذا المخيم الواقع في قلب المنطقة الشرقية  اي في قلب القوى اليمينية وضع  تحت المجهر وتركزت كل وسائل الإعلام اليمينيه عليه، جريدة العمل الناطقة باسم حزب الكتائب اللبنانية لم تترك فرصة الا وبها مقالا عن تل الزعتر، خاصة في افتتاحيتها الصباحية، كانت تصور تل الزعتر على انه هانوي او مقاطعة من فلسطين يجتمع بها كل الخارجين عن القانون حسب تعبير مدير التحرير، وبالفعل لم يمضِ وقت حتى كانت حادثة باص عين الرمانة، في هذا الرقت كانت هناك خلافات داخل اجنحة حزب الكتائب، كانت محاولة اغتيال بيار الجميل حسب أوساط الكتائب، وكانت أصابع الاتهام  دائما توجه اما للفلسطينيين او للحركة الوطنية ...
حاول الحزب إخفاء المشاكل في داخله وتصديرها للطرف الاخر، لم يكن هناك أي مصلحة  للفلسطينيين او للحركة الوطنية  للقيام بمثل هذا العمل، والدليل انه عندما اعتقل بشير جميل في تل الزعتر وهو الذي يشكل خطرا أكثر من والده، تم تركه حراًطليقا ولم يحاول احدا قتله او اغتياله، هذا الإعلام الذي كان ممنهجا لتاجيج الصراع  الذي حاول حزب الكتائب وحزب الوطنيين الأحرار  استمالة كل اللبنانيين لمقاتلة الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان على غرار ما جرى في الاردن، وكان تل الزعتر نقطة ضعف المقاومة الفلسطينية بسبب جغرافيته، وكان ايضا مصدر قوتها ان استطاع الصمود في وجه ما يحاك لها من الصهاينه والقوى اليمينية ...

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق