الجمعة، 15 مارس 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة الخامسة وأربعون

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة الخامسة وأربعون
  ...
~~~~~~~~~~~~~~~
في العام 1974 بدات الرجعية العربية تروج ضمن وسائل اعلامها، اخبار عن أن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية قد بدأت تتخلى عن الكفاح المسلح  الفلسطيني طالما حملت غصن الزيتون فهي جنحت للسلم  والحلول التي رفضتها جامعة الدول العربية وفي مقدمتها القرار 242، وقد كانت عملية الترويج لمشروع النقاط العشر تأكيدا لكلام الاعلام العربي الذي كان يلتقط اي خطأ في حسابات  منظمة التحرير الفلسطينية لتتخذ منه حجة لضرب الثورة الفلسطينية، لقد بدأ اليمين اللبناني الترويج لضرورة نزع السلاح الفلسطيني بشكل نهائي من لبنان وخاصة من المخيمات الفلسطينية وتحديدا في مخيم تل الزعتر والبؤر الثورية في المنطقة الشرقية، لقد اعتبرت القوى اليمينية أن هذا السلاح اصبح يستخدم للزعرنة ويجب نزعه، لم تكن القيادة الفلسطينية في وارد فتح سجالات اعلامية مع هذا اليمين، كانت قوى مسيحية وطنية تعارض بل وترفض توجهات القيادات اليمينية، رغم ذلك استمر مخيم تل الزغتر في نهضته الاقتصادية التي ازدادت في الآونة الأخيرة حيث انتشرت في المخيم محلات تجارية  جديدة وبعض المصانع او الورش المحلية كما استمرت عمليه البناء في المخيم لكن القيادة الفلسطينية درست أبعاد هذا الكلام ورأت انها مقبلة على اوضاع مختلفة عن السابق وان أحداثاً قد تطال المخيمات، فبدأت بايجاد ملاجئ لحماية المدنيين في حال حدوث أي معارك تطال المخيمات، اما الإعلام  اليميني بدأ اعلامه يروج أخبارا ملفقة حول هذه الملاجئ التي وصفها بأن ما يتم بناءه في تل الزعتر هو عملية خنادق تصل إلى منطقة النبعة وان المخيم اصبح مخيم تحت الأرض  وأنه عبارة عن مخازن للأسلحة والصواريخ  التي تهدد امن المنطقة الشرقية، لقد لاقى هذا الإعلام تاييدا من بعض الدول العربية وسط الصمت المصري والتغاضي السوري والتجاهل السعودي لحقيقة ما يجري، لقد تزامنت عملية بدء اعمار الملاجئ في المخيم مع حالة من الجمود السياسي بين المنظمة وهذه الدول، خاصة وان السعودية  في عهد المرحوم الملك فيصل حين استقبل الرئيس الأميركي نيكسون في السعودية ابلغه ان لا حل ولا سلام في الشرق الأوسط  دون حل القضية الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين والقدس الشريف  عاصمة لهم، لقد حاولت القيادة الفلسطينية وسط كل هذه الأجواء  حماية المخيمات الفلسطينية ورفض اي قتال مع أي طرف لبناني، لكن التناقضات كانت تتفاقم على الساحة اللبنانية  بشكل دراماتيكي،  لم يكن باص عين الرمانة كما يصور البعض هي سبب الحرب الأهلية في لبنان، لقد كان اغتيال الزعيم الوطني  معروف سعد رحمه الله  في شباط1975 بداية الحرب اللبنانية، لكن اليمين اللبناني استطاع تصدير ازمة الشارع اللبناني  إلى صراع مع الثورة الفلسطينية من خلال افتعال حادثة الباص في عين الرمانة بعد حوالي الشهرين من عملية اغتيال الزعيم  الشهيد معروف سعد، لقد اصبحت مجزرة عين الرمانة نقطة تحول في الأزمة اللبنانية  لتاخذ طابع  الصراع مع الفلسطينيين، وهذا التحول كان لمصلحة العدو الصهيوني وبعض الأطراف العربية، لقد فتحت الأردن الباب على مصراعيه  لهذا اليمين في الوقت الذي فتحت أيضا إسرائيل الباب له، وهكذا بدات الحرب الأهلية التي استمرت  عامين  وكأنها حرب مع الثورة الفلسطينية التي دفع مخيم تل الزعتر  الثمن الباهظ لهذه الحرب ...

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق