الجمعة، 15 مارس 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة التاسعة وأربعون

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة التاسعة وأربعون
  ...
~~~~~~~~~~~~~~~
لقد كانت حادثة الباص بداية لقطع الطرقات خلال النهار، وفي المساء كان الحذر سيد الموقف، لقد تم تقسيم مدينة بيروت إلى قسمين
متباعدين، بيروت الغربية وخط التماس بها طريق المتحف،  والسوديكو تجاه الأشرفية، والفنادق في رأس بيروت مقابل منطقة الكرنتينا، والمرفأ، حواجز طيارة بين الحين والاخر، على مفارق تلك الطرق، حواجز على طريق الجبل، حواجز على طريق الشفروليه، وحي السريان، وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها  اليمين اللبناني، حواجز خطف وقتل تبعث الخوف لأي إنسان يحاول المرور في تلك الطرقات، كانت مؤسسات الدولة تعمل بشكل اعتيادي، محطة الإذاعة اللبنانية الرسمية المسموعة (الراديو) كلفت الاعلامي الشهير
شريف الأخوي البث عن حالة الطرقات، فكان كما يرسل له الاعلاميين عن حالة الطرق  السالكة والمقطوعة بسبب الحواجز يذيع تلك الاخبار بقوله ( طريق كذا سالكة وامنة)  (وطريق كذا مقطوعة)، كان المواطن العادي يستغل هذا النداء ويسلك الطريق السالكة والأمنة، لكن القوى اليمينية كانت تستغل هذا النداء لتقيم حاجز طيار وبسرعة على الطريق التي يقال عنها سالكة لتبدأ عمليات الخطف والقتل، من الفاعل؟ كان الكل في المنطقة الشرقية يتهرب من هذا الموضوع  والصاق التهمة بالطابور الخامس، كانت القيادة الفلسطينية تتساءل من اين اتوا عناصر الطابور الخامس، لقد اتضح أن قوى مسيحية أخرى مسلحة في بعض مناطق الشرقية  هي التي تقوم  بهذا العمل  تحت إشراف قيادة الكتائب، مثل حراس الارز، جماعة الباش مارون، وعناصر تابعة للرابطة المارونية، اصبحت المنطقة الشرقية تعج بالفصائل المسلحة،  كما حال المخيمات الفلسطينية، هناك أطراف تريد تصعيد الموقف خدمة لاجندات خارجية، لكن النتيجة  كان شعبنا في كل المخيمات يدفع الثمن، ان قطع الطرقات بين المنطقتين  امتد لإقامة حواجز قرب مخيم ضبية وحول منطقة المسلخ والنبعة وبرج حمود، وكذلك على طريق طرابلس، في منطقة البربارة، 'كثيرين من الفلسطينيين خطفوا على تلك الحواجز، كانت دول عربية  لها مصالح في لبنان توعز لفصيلها لتصعيد المواقف كما كانت إسرائيل تدفع باتجاه ضرب الثورة الفلسطينية وإخراجها من لبنان، فلا ندري كيف التقت مصالح هذه الدول مع النظرة الإسرائيليه بالقضاء على التواجد الفلسطيني المسلح في لبنان، لقد رافق مرحلة الحرب الأهلية في تلك الفترة مع حصار خانق للثورة الفلسطينية من هذه الدول، كثيرا ما كان خلاف هذه الدول سياسيا يدفع ثمنها المخيمات الفلسطينية، جرت عدة حوارات بين الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وبين اليمين المتطرف اسفرت عن اتفاق مع الدولة اللبنانيه  لتشكيل لجنة ارتباط من كل الأطراف برعاية الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، كان المقر الرئيسي للجنة الارتباط ثكنة الحلو في تلة الخياط، عينت الحكومة اللبنانية  العميد ذيب كمال رئيس لجنة الارتباط عن الجانب اللبناني
والعقيد ابو الزعيم  رئيس غرفة العمليات المركزية عن الجانب الفلسطيني  وتم تكليف الكفاح المسلح بفرز ضباط أكفاء منه 'من تنظيم حركة فتح وكن اي فصيل من فصائل المنظمة يرغب بالمشاركة ، انشئ مركز ارتباط في مخفر جسر الباشا لضبط الاوضاع ومعالجة اي حدث في المنطقة الشرقية، انشئ مركز في حي الكرنتينا المسلخ، كما انشئ مركز بين الشياح وعين الزمان ومحيطها محور مستشفى الحياة، ضباط من المقاومة واليمين وقوى الأمن الداخلي، ورغم كل ذلك لم تتوقف الحواحز الطيارة بل استمرت واخذت تنتشر أكثر وأكثر  واستمر الأستاذ شريف الأخوي  بنداءاته بعدم سلوك الطريق الغير آمنة في الوقت الذي أصبحت به كل الطرقات بين شطري بيروت غير آمنة، بدأ التجهيز للقوات اليمينية عسكريا يزداد يوما بعد يوم، بلغ الحد إلى سيطرتها على كل ثكنات الجيش اللبناني في المناطق الشرقية، أصبح الجيش ضعيفا غير قادر على التحرك واستولت على الأسلحة الثقيلة  وناقلات الجند الموجودة في تلك الثكنات، آليات الجند هذه كانت تقدمة من الجمهورية الليبية إلى الجيش اللبناني، كما ان المدفعية الميدانية (الهاون)  كانت تقدمة من المملكة العربية السعودية الجيش اللبناني، استولت القوى اليمينية على كل تلك الأسلحة، بدأت الزعامات الانعزالية التفكير بتوحيد قواتها العسكرية ضمن إطار واحد، أسوة بالحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية التي انشات غرفة عمليات للقوات المشتركة، فشكلت الجبهة اللبنانيه  التي وضعت كل امكانياتها العسكرية بتصرف قيادة واحدة يترأسها بشير الجميل، الذي كان همه الأول الانتقام من مخيم تل الزعتر بسبب اعتقاله بالمخيم على اثر حادثة  الكحالة ...

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق