الأربعاء، 29 أبريل 2020

حديث اليوم ... بقلم الأديب المتألق محمد جمال الغلاييني

حديث اليوم :

" وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون * " .
توقفت مليا عند هذه الآية الكريمة وتأملت قول الله تعالى :
 " واهلها مصلحون * " وليس " واهلها صالحون " !

فصلاح النفس للمرء وحده وبينه وبين ربه في اغلب الاحيان ، فلا يهمه نشر فضيلة او نهي عن منكر ، لا يهتم الا بنفسه فيصلحها ، وهذا لا بأس به بالحد الادنى المطلوب من اي مسلم .
اما المصلح فهو اولا صالح ولم يكتف بصلاح نفسه بل رام الخير للآخرين وساهم في نشر تعاليم الاسلام السمحاء واخلاقه الفاضلة وبين للناس سلوك دروب الخير والمحبة ، ودلهم على دروب الشر والرذيلة ونهاهم عن سلوكها ..
امرهم بالمعروف الذي الزم نفسه به قبلهم ، ونهاهم عن المنكر الذي تجنبه قبل ان ينهاهم ..
عمّ خيره نفسه واسرته ومجتمعه ووطنه وامته ..
من هنا ذكر الله تعالى " المصلحون " ، وليس " " الصالحون " .

انت صالح عندما تحسن الى زوجك ، ومصلح عندما تأمر الناس بحسن معاملتها وتبيان ما لكل منهما وما عليهما ..
انت صالح اذا احسنت تربية اولادك افضل تربية ، ومصلح اذا وجهت الناس الى كيفية اتباع انجع الوسائل لتربية نشء فاضل كريم الاخلاق ..

انت صالح اذا كنت امينا في عملك وصادقا ، ومصلح اذا نبهت الاخرين الى ضرورة التزام الصدق والامانة في عملهم والابتعاد عن السرقة والرشاوى واضاعة الوقت ..

انت صالح اذا اكرمت اليتيم وعطفت على الارملة والمسكين ، ومصلح اذا دعوت الناس الى تلك الاعمال النبيلة ..

انت صالح اذا لم تظلم احدا ، ومصلح اذا حذرت من الظلم ونهيت عنه ..

جميل ان تكون صالحا ، ولكن الاجمل ان تكون مصلحا !

محمد جمال الغلاييني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق