الاثنين، 19 أغسطس 2019

الشَّيخُ المُجاهِدُ أحمد عبد القادر زعرورة /الحلقةُ الخامِسةُ بقلم الشاعر الكاتب محمد عبد القادر زعرورة ...

.......................... الشَّيخُ المُجاهِدُ أحمد عبد القادر زعرورة  ..........................
        ........سلسلةُ حَلقاتٍ عن حياتِه وجِهادهِ ونضالهِ ورجالُ الكتيبة ٦٨ ...........
     ......الحلقةُ الخامِسةُ ......

.... الشاعر الكاتب ......
........  محمد عبد القادر زعرورة ....

     في نهاية (عام ١٩٤٩ ) وبداية ( عام ١٩٥٠ ) عاد الشيخً المجاهد أحمد عبد القادر   زعرورة
         من سورية ( حماة) إلى لبنان ليكون أقرب إلى فلسطين التي يعشقها حتى الموت ..
      نزلَ في حرشِ بيروت جنوب بيروت مع اقاربه وإخوته ومكثوا في الحرش صيفاً
       بين السماء والطارق يسترون اسرهم عن الانظار ببضع بطانيات رُبطت بجذوع
       الصنوبر ولا شيئ سواه ....
       كان الشيخ المجاهد متحدثا لبقا ورِعاً وصاحبُ قيَمٍ ، كل من يجلس معه يحبه ويحترمه
       فكَّرَ الشيخ المجاهد ومعه بعض الاخوة والأقارب أن يتخلَّصوا من هذا الحال تحت
       الشجر في الحرشِ فأخذوا يبحثون عن مكان يقيمون فيه ... توجَّهَ نحو الجنوب
       الغربي من الحرش فرأى تلالا من الرمل وقطعة ارض واسعة لا سكن فيها ..سال
       لمن هذه الارض ؟ فقيل له أنها لعائلة بيروتية من دار ( شاتيلا )
       توصَّل الشيخ لصاحب الارض وكان رجلا شهما كريما وطنيا ..طلب منه الشيخ المجاهد
       أن ينزلوا بارضه لينصبوا خِيَماً فيها وهم فلسطينيون هُجِّروا من بلادهم قَسراً ...
       وافق صاحبُ الأرض فوراً وقال له الأرض لكم يا شيخ وكل آل شاتيلا بخدمتكم متى
      شئتم ... شكرهُ الشيخ على موقفه ونبله ووطنيته ...نزل الشيخ وأهله واقاربه بهذه
      الارض ( ارض آل شاتيلا ) وراجعوا وكالة غوث اللَّاجئين الفلسطينيين وحصلوا على
      خِيَمٍ نصبوها في هذه الارض وبعد فترة من الزمن بدأ عدد من الفلسطينيين يتوجَّهون
      إليهم ليقيموا حولهم وتكاثر الناسُ حولهم ....وهكذا نشأ مخيم شاتيلا .....
      بدأ الفلسطينيون بعد أن استقرَّوا على هذه الأرض ..ارض شاتيلا ..يحسِّنون وضعهم
     ويبنوا مساكن لهم سقوفُها من الزينكو والخيام وجدرانٌ لا يتعدَّى ارتفاعها متراً من
     الحجر الإسمنتي ...البلوك .... وبقيه الجدران فوقها من اخشاب مغطاة بالزينكو والخيام
    ( الشوادر )  ...كبر مخيم شاتيلا نسبيَّا فطلبت الوكالة ( وكالة الغوث ) من الشيخ
    المجاهد أحمد عبد القادر زعرورة أن تُعَيِّنهُ مديرا للمخيَّمَ لكنه رفض ذلك لأنه كان يفكِّرُ
     بمتابعة قتال الصهاينة المحتلين لوطنه فلسطين ولهذا الهدف عاد من سورية إلى لبنان..
     رشَّحَ الشيخ المجاهد أحمد عبد القادر زعرورة أحد معارفه الذين يثق بهم وبوطنيتهم
      لإدارة المخيم ( وهو ابو الكامل من مجد الكروم ) وهذا ما حدث ووافقت الوكالة ...
      بعد ان استقرَّ الامر لابي الكامل مديرا للمخيم اعلم الشيخ المجاهد ابا الكامل بنيَّتهِ
     وما يفكرُ به من تشكيل تنظيم فلسطيني من رجال مخلصين للقيام بعمليَّاتٍ عسكرية
    فدائية ضدَّ الصَّهاينة المحتلين لفلسطين .....
....... انشأَ الشيخ المجاهد أحمد عبد القادر زعرورة تنظيما عسكريا فدائيا من رجال وشباب
      متحمسون لقتال الصهاينة وضربهم ما استطاعوا باسم (  ابناء شهداء فلسطين )
      أنشئ هذا التنظيم من رجالٍ اشدَّاء قاتلوا الصهاينة وشباب آمنوا بحقهم في وطنهم
      فلسطين دربوهم في جبال واحراش لبنان في الجنوب ... وانضم لهذا التنظيم قرابة
     مئتا رجل وشابٍّ ( ٢٠٠ ) وبعض مجاهدي ثورة ١٩٣٦ القدماء في فلسطين  ...
...... بدأوا بالعمليَّات الفدائية ضدَّ الكيان الصهيوني المستحدث والناشئ بقتل جنوده
        ونصب الكمائن لهم ونسف الجُسور وضرب الدَّوريَّات الصهيونية وضرب سيارات
        المبيت أثناء قدومها او عودتها وبعض العمليَّات وصلت الى الناصرة ومحيطها وقراها
       ( وقتلوا ضابطا صهيونيِّا برتبة عميد ) عًرِفَ عنه الإساءة الشديدة لمن بقي من الفلسطينيين في ارضهم بعد النكبة وكانت هذه العملية النوعية في ( اوائل سنة ١٩٥٢ )
      قام بها ابطال مخلصون من ابناء الشيخ المجاهد روحيَّا وكان لهم عيون في الداخل الفلسطيني من ابناء القرى وابناء البدو في فلسطين المحتلة وهم
    ١ /  المجاهد البطل  ( مفلح السالم ) من صفورية
    ٢ /   المجاهد البطل (  علي الخربوش ) من عرابية  وكان يعتبر نفسه صفوريا لمعاشرته اهل  صفورية وحبهم له وحبَّه لهم
     ٣/  المجاهد البطل ( صالح الشرقاوي ) من صفورية
    ......... وتمت العملية على النحو التالي .......
    رصدَ المجاهدون الثلاثة منزل العميد وراقبوه مراقبة تامة وكان المجاهدون الثلاثة
    يتحدَّثون اللغة العبرية بطلاقة وسحنتهم لا تلفت النظر ابدا وكانت تميل إلى الشقار
   والعيون الخضراء والزرقاء الملوَّنة ...
   وجدوا لدى العميد الصهيوني كلب حراسة كبير وجنديان صهيونيان
   في الليلة الأولى من العملية قاموا بسم كلب الحراسة فمات
   في الليلة الثانية هاجم الأبطال الثلاثة الجنديان الصهيونيَّان فجأةً بالسلاح الابيض
   وذبحوهما ثم دخلوا لمنزل الضابض فوجدوه وزوجته يسهرون في الصالون وامامهم
    مبالغ طائلة من المال بعملات مختلفة اوربية امريكية صهيونية ومجوهرات وذهب فقتلوهما
    وغادروا المكان بنجاح تام ولم يمسَّوا قرشا واحدا ولا قطعة من ذهب ...
    في اليوم التالي اكتشف الكيان الصهيوني عملية قتل العميد فاتهموا اهل القرى المحيطة
    من العرب فجمعوا المخاتير والوجهاء متهمين العرب بهذه العملية لكن فطنة وذكاء احد
    المخاتير غيَّرت المعادلة إذ قال لهم لون أنَّ العرب قتلوا الضابط لقتلوه من أجل السرقة
     وتلاحظون ان الأموال والذهب ما زال على الطاولة إذاً القتلة ليسوا من العرب إنما
     هناك مشاكل وثأر بينه وبين بعض الضباط او اليهود فقتلوه لأجل الثأر وكان هذا
     الطرح مقنعا للمحققين وانتفت التهمة عن عرب المنطقة ...وهكذا نفذت العملية بنجاح
    تام ونظافة تامة وسلامة بعودة الابطال الثلاثة سالمين ...وقد اعجز هولاء الثلاثة الكيان
   الصهيوني في المستقبل بعملياتهم الناجحة تماما في الأعوام التالية ورصد الكيان
    الصهيوني مبالغ طائلة لمن يقبض عليهم أحياءً او امواتاً وخاصةً المجاهدان البطلان
     ( مفلح السالم وعلي الخربوش ) .....
..........   من هؤلاء المجاهدين الابطال نواة هذا التنظيم الفدائي الفلسطيني .........
      الشيخ المجاهد أحمد عبد القادر زعرورة مؤسِّسُ التنظيم وهو قائد من قادة ثورة
      ثورة ١٩٣٦ في فلسطين ...
     المجاهد مفلح السالم ....المجاهد علي الخربوش ..... المجاهد مفلح الياسين .....
    المجاهد صالح الشرقاوي ..... المجاهد صالح الحسن .... المجاهد عبد الحميد الطه .....
    المجاهد سليم أبو شحادة .... المجاهد محمد عطية ..... المجاهد خالد ابراهيم .... ..
وكلهم من صفورية .....
     المجاهد حسين شحرور  والمجاهد محمود شحرور  وههما شقيقان  من علما ....
   المجاهد موسى الكزلي وهو بدوي فلسطيني
   وغيرهم كثير وكان الكيان الصهيوني يطلق عليهم      اسم المخرِّبين

...............
سماعاً مباشراً من الشيخ المجاهد احمد عبد القادر زعرورة
ورؤيتهم وزياراتهم لمنزل الشيخ المجاهد وشهاداتهم وأحاديثهم أمامي مشاهدة وسماعا مباشراً
........ يتبع الحلقة السادسة .....

..... الشاعر والكاتب .....
....... محمد عبد القادر زعرورة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق