الأربعاء، 14 أغسطس 2019

مَذبَحَةُ تَلِّ الزَّعتَرِ ... الشاعر الكاتب محمد عبد القادر زعرورة

.......................................... مَذبَحَةُ  تَلِّ  الزَّعتَرِ  ....................................
.... الشاعر الكاتب .....
...... محمد عبد القادر زعرورة ....

في تَلِّ الزَّعترِ مَحرقَةُ للإنسانِ
في تَلِّ الزَّعترِ ذُبِحَ الفِلسطينيُّ على الهُويَّةِ والعُنوان
في تَلِّ الزَّعتَرِ صُلِبَ المَسيحُ الفِلسطينيُّ مَرَّتانِ
وانتُهِكَت حُرُماتُ العَذراءِ بِصَلبِ شَعبِها وَذَبحِ أهلِها بِكُلِّ أدواتِ العُدوانِ
حَرقاً قَتلاً ذَبحاً وصَلباًكما صُلِبُ المسيحُ على العُمدانِ
في تَلِّ الزَعتَرِ طَفلٌ مِن أهلِ المَسيحِ يُذبَحُ بِلا رحمَةٍ
وَيموتُ جوعاً عَطَشَاً أو يُدفَنُ حَيَّاً
وامرَأةٌ تُحرَقُ تُنتَهكُ وَرجلٌ وَصَبيٌّ يُذبَحُ وَيُنَكَّلُ بِجِثَّتهِ قُربَ الغُدرانِ
وَرجالُ ( الدَّينِ  ) تُحَرِّضُ على القتلِ على الهُويَّةِ والعُنوانِ ولفظِ بعضِ الكلماتِ
لِيُثبِتوا أنَّ القَتلى من الغُرباءِ لأنَّ الفلسطيني في هذا البلدِ غريباً والصَّهايِنَةُ لَهُم إخوان
في تَلَّ الزَّعترِ ذبحوا حرقوا قَتلوا أترابي وكُلُّ بُنَيَّاتِ الجيرانِ
في تَلِّ الزَّعتَرِ مَذبَحَةٌ مَحرَقَةٌ بِيَدِ الإجرامِ تَحرَقُ إنساناً لا يعتَبرُهُ العملاءُ إنسانَ
في تَلِّ الزَّعترِ تُلقي أيديهِم على رأسِ الطِّفلِ كِيروسينا ( كازا) تحرِقُهُ أيديهِم
وَيدَّعونَ أنَّهمُ هُمُ مَن حَملَ الصُّلبانِ
عيسَى ومَريمُ إبنا بَلدي بُرَءآءُ من صَهايِنَةِ القَتلِ والتَّذبيحِ أحفادُ فِرَنجةَ بِالطُّغيانِ
لَن نَغفِرَ فِعلَتِهم فينا لَن نَغفِرَ حَقدَاً صَبُّوهُ وما زالوا علَينا أبناءُ الشَّيطانِ
لَو كُنتُ نَبِيَّاً لَن أغفِرَ لَن أسمَحَ وأسامِحَ أبداً أبناءَ الجِرذانِ
صَهايِنَةٌ بِصَليبِ عيسىَ وَعصا موسىَ ونُباحَ كَلبٍ وَنَقيقِ ضِفدَعةٍ
وصَهصَهةِ فاجِرةٍ وَراقِصَةٍ تَرقُصُ فوقَ الحَبلِ تَتعلَّقُ ما فَوقَ الأغصانِ
مِن فوقَ صَنَوبَرةٍ تَقذِفُ طِفلاً انتَزَعتهُ من حِضنِ أمِّ أخذت تأكُلُها النّيران
راقَصَةٌ حافَيَةُ القَدَمينِ مُتَبَرِّجةٌ بِنتُ فَرَنسا تَقتُلُ تَحرَقُ تَفعَلُ أنواعَ الإجرامِ في غَثيان
إبنُ فرنسا أمٌّ رَبَتهُ في حانوتِ الاستعمارِ الباغي وَمواخيرِ العُدوانِ
التَقَطَتهُ لقيطاً أو إبناً عاقَّاً رَبَّتهُ أن يَنسى لغَتَهُ العَرَبيةِ يَنسى أصلهُ إن كان لهُ أصلٌ كان
إبنُ فِرنسا قَزَمٌ مُقرفُ قَمِىٌ أخَذَتهُ العِزَّةُ بالكُفرِ فَظَنَّ أنَّهُ إنسانٌ أو بلَدٌ أو دولةٌ أو حتِّى كَيان
ظَنَّ نُكران الامَّةِ حَضارةً ظَنَّ تَغييرَ لُغتِهِ حَضارةً وَتَمَسُُكه بالأمِّ فَرنسا حضارة
ظَنَُ الكَلبُ إن لَبسَ ثوباً سروالاً أو عَزَفَ عِواءً لَحَّنَهُ بِلُغةِ الأمِ حضارة
أو نَقَّ نَقيقَ ضَفدَعَةٍ في مُستَنقَعٍ نَتِنٍ يَبعَثُ ريحَ الجِيَفِ حَضارة
ظَنَّ الكلبُ إن سَكنَ كوخاً في غابةٍ أو أطعَمَه السَّيِّدُ جِيفةَ بَغلٍ أفهَمَهُ أنَّ الكوخَ صارَ وَطناً
وأنَّ للكَلبِ وطَنُ طوائف ظَنَّ أنَّهُ إنسانٌ
صَدَّقَ نَفسَهُ مُعتَبراً أنَّ الكوخَ المَبني في مُستَنقعٍ نَتِنٍ وَطنٌ فَتَباهىَ
وَمَيَّزَ نفسَهُ عن كلِّ إنسانٍ وهو نَعلُ حِذاءِ الغربِ يُرمى في مَزبَلةٍ لبقايا خَيلِ الإسطَبلِ
او في ماءٍ مالحٍ او في بولِ الخَيلِ في الميدان
صُبحَ مساء يَشتمُ شَعبي صُبحَ مساء يَذكرني بالسُّوءِ وُيَلصُقُ كلَّ موبِقةٍ حدثت عنده أنَّي
فاعَلُها وهو ملاكٌ مع أنَّ الشيطانَ وُلِدَ في دارِه يَتَعَفَّفُ وهوَ الجُرذانُ
يَظِنُّ أنَّي أقبَلُ وطَناً غيرَ بَلادي أو أنَّي أقبلُ وَطَنهُ وهوَ يَرفُضُني
نَسَيَ الوغدُ أنَّ ذرَّةَ رَملٍ مِن وطَني أغلى عندي من كُلِّ الأكوان
حَتَّى الشَّعبُ العربيُّ الحُرُّ لم يسلم من عنجَهةٍ فارِغَةٍ وأَنَّ دماهُ تختلفُ عن دَم باقي الإنسان
عَنجَهَةٌ مِن وَلدٍ عاقٍّ غادَرَ أمَّه عُنوةً أخذَتهُ فرنسا حَضَنتهُ وَتغرسُ فيهِ أنَّها الأمُّ الحنونُ
وأسمَته نجلُ الغربِ بل نَجلُ الشيطانِ نجلُ يحيا العمرَ في هَذَيانٍ
لو أنَّ فلسطينَ تُحرَّرُ وحينَ تُحَرَّرُ لن أقبلَ أحداً منهم يَدخُلُ وطني إلا الشُّرفاءَ من حرَّرَ
أرضاً وبقي طولَ العمرِ يقفُ في وجهِ العُدوانِ
سأبني جداراً يفصَلُني عن جارَ السُّوءِ جِدارٌ من تاريخ سوءِ مُعاملتي وظُلمي والحَرمان
أرفضُ أيَّ علاقةٍ معَهُ ارفضُ أن أعترفَ فيهِ ارفضُ أن يَعترفَ بي ارفضُ أن أقيمَ سفارة
ارفُضُ منهُ حَتى زيارةٌ أرفُضُهُ لا أسمَعُ صوتَهُ ولا أراهُ حَتى من خَلفِ الجُدران
لَشدَّةَ ما عَذبني وأساءَ لَشعبي في نَكبَتِهِ وأساءَ معامَلتي وحَرَمني حَقَّ العيشِ كَإنسان
في تلَّ الزَّعتَر في شاتيلا في كلِّ مكانٍ مجزرةٌ يَذبَحُني فيها بحجةِ رفضِ الإستيطان
وكَأنِّي أرغَبُ فيه وطناً أبداً لن أقبلَ عن وطني كُلَّ الاوطان
يَظلِمُني يَقتُلُني في اليَومِ مِئاتِ المرَّاتِ بكَلِماتِ الحَقدِ والتَّمييزِ والعُنصُرِيَّةِ الكاذِبَةِ
والفارِغةِ وَكأنَّ ليسَ وطنٌ أو بَلَدٌ في الدُّنيا غيرَ بلَدِ هذا الجُربوعِ الخَرفان
إبن فَرنسا هذا خُبثٌ فُجرٌ غَدرٌ بُغضٌ كُفرٌ وطائفيةٌ عَمياءُ وعُنصرِيَّةٌ فارغةٌ تافِهةٌ
رَبَّته فرنسا على هذا فكان مَن زرَعَ بذورَ الطَّائفيةِ في بعضِ الأوطانِ بيدِ الإرهابِ والإنعزاليين خُدَّامَ الصهيونيةِ والاستعمار .....

....... الشاعر الكاتب ......
....... محمد عبد القادر زعرورة .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق