ذكرياتي في التل
آخر يوم بالمخيم الي بتزكرو طلعت الناس من بيوتها باتجاه واحد والناس تدفش ببعضها والروائح طالعة (روائح الجثث) والناس حطت زينكو فوق الجثث لنقدر نمشي واصوات الصريخ والخوف من المشهد المرعب لكان قدامنا وكان في مسلحين يدفشونا شي يسار وشي يمين ويوخدو مننا ينقوهن بس ما نعرف وين يوخدوهن ونسمع اصوات اطلاق نار بس ما نعرف ازا قتلوهن واحنا طلعنا كمان انا واخواتي مع امي بس امي كانت خايفة على اخوي يقتلوه فحاولت تخبيه بيناتنا ونقسمت الناس نصين احنا سلمنا حالنا للكتائب والنص التاني طلعو عالجبل كانت الناس معظمها جرحى من ضمنهم احنا انا كنت مجروحة باجري وامي بوركها واختي بكتفها بعد ما اجا واحد مسلح بدو يأشطها السنسال لبرقبتها واكلت خبطة قوية عليها واعطتو ياه قعدونا بساحة كبيرة هيك بتزكر وبعدين اجو كميونين كبار ركبت العالم فيهن بس احنا كنا مواجهين صعوبة كيف بدنا نطلع امي وهيي جريحة المهم طلعت واحنا طلعنا قالت امي روحو ع اول الكميون واقعدو ورا العلم قعدنا وراه ل حد ما وصلنا على بيروت الغربية بلشنا نسمع شتائم عالطرقات من الناس وكبو علينا زريعات و زبالة وبس نزلنا كان الصليب الاحمر موجود مطرح ما وقفنا نزلوها لامي وركبوها بالاسعاف واحنا ضمدولنا جروحنا مطرح ما احنا وكان عمي ناطرنا واخدنا معاه كان ساكن بالحمرا امي نقلوها عالمشفى اما اختي الكبيرة فطلعت عالجبل وكنا ننطر يوصللنا اخبار عنها طلعت امي من المشفى وبعدها رجعت اختي من الجبل جريحة واخدتنا امي من بيت عمي وقدمتلنا وراقنا بمكتب الرئيس "ابو عمار" التقت فيه امي شخصيا إلو وسألها:" يا حجة ازا سافرتو رح تنسوها لفلسطين؟" قالتلو امي: "وعد هيي بالقلب ما بتتنتسى" سألني: "انتي من زهرات فتح ؟" قلتلو:" ايه" قلي :"شو شعار الزهرات؟" قلتلو: " انا بنت فتح ما هتفت لغيرها" ورحبوا فينا وسمحولنا بالمغادرة ( كنا مسافرين ع ليبيا عند ابوي) سكنا فترة اسبوع بالدامور لتلاقي امي سفينة تنقلنا بسعر مناسب وبعدها ب كم يوم سافرنا ع طريق البحر قالولنا يومين ومنوصل قعدنا اسبوع تايهين لنوصل "بور سعيد" ومعنا كان جرحى بالسفينة وبعدها وصلنا عند ابوي و عشت كل طفولتي ل عند سن ال ٢٥ .
الانسان بمر بمراحل كتير بحياته مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب والنضج والشيخوخة بس انا بكل مراحل حياتي هاي تل الزعتر كانت محفورة بقلبي وبعقلي حجم الأسى والخوف لعشتو ويلي عاشوه سكانها ما حدا بينساه
والأسى ما بينتسى..
بقلم الزعترية : غادة درّاج .
آخر يوم بالمخيم الي بتزكرو طلعت الناس من بيوتها باتجاه واحد والناس تدفش ببعضها والروائح طالعة (روائح الجثث) والناس حطت زينكو فوق الجثث لنقدر نمشي واصوات الصريخ والخوف من المشهد المرعب لكان قدامنا وكان في مسلحين يدفشونا شي يسار وشي يمين ويوخدو مننا ينقوهن بس ما نعرف وين يوخدوهن ونسمع اصوات اطلاق نار بس ما نعرف ازا قتلوهن واحنا طلعنا كمان انا واخواتي مع امي بس امي كانت خايفة على اخوي يقتلوه فحاولت تخبيه بيناتنا ونقسمت الناس نصين احنا سلمنا حالنا للكتائب والنص التاني طلعو عالجبل كانت الناس معظمها جرحى من ضمنهم احنا انا كنت مجروحة باجري وامي بوركها واختي بكتفها بعد ما اجا واحد مسلح بدو يأشطها السنسال لبرقبتها واكلت خبطة قوية عليها واعطتو ياه قعدونا بساحة كبيرة هيك بتزكر وبعدين اجو كميونين كبار ركبت العالم فيهن بس احنا كنا مواجهين صعوبة كيف بدنا نطلع امي وهيي جريحة المهم طلعت واحنا طلعنا قالت امي روحو ع اول الكميون واقعدو ورا العلم قعدنا وراه ل حد ما وصلنا على بيروت الغربية بلشنا نسمع شتائم عالطرقات من الناس وكبو علينا زريعات و زبالة وبس نزلنا كان الصليب الاحمر موجود مطرح ما وقفنا نزلوها لامي وركبوها بالاسعاف واحنا ضمدولنا جروحنا مطرح ما احنا وكان عمي ناطرنا واخدنا معاه كان ساكن بالحمرا امي نقلوها عالمشفى اما اختي الكبيرة فطلعت عالجبل وكنا ننطر يوصللنا اخبار عنها طلعت امي من المشفى وبعدها رجعت اختي من الجبل جريحة واخدتنا امي من بيت عمي وقدمتلنا وراقنا بمكتب الرئيس "ابو عمار" التقت فيه امي شخصيا إلو وسألها:" يا حجة ازا سافرتو رح تنسوها لفلسطين؟" قالتلو امي: "وعد هيي بالقلب ما بتتنتسى" سألني: "انتي من زهرات فتح ؟" قلتلو:" ايه" قلي :"شو شعار الزهرات؟" قلتلو: " انا بنت فتح ما هتفت لغيرها" ورحبوا فينا وسمحولنا بالمغادرة ( كنا مسافرين ع ليبيا عند ابوي) سكنا فترة اسبوع بالدامور لتلاقي امي سفينة تنقلنا بسعر مناسب وبعدها ب كم يوم سافرنا ع طريق البحر قالولنا يومين ومنوصل قعدنا اسبوع تايهين لنوصل "بور سعيد" ومعنا كان جرحى بالسفينة وبعدها وصلنا عند ابوي و عشت كل طفولتي ل عند سن ال ٢٥ .
الانسان بمر بمراحل كتير بحياته مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب والنضج والشيخوخة بس انا بكل مراحل حياتي هاي تل الزعتر كانت محفورة بقلبي وبعقلي حجم الأسى والخوف لعشتو ويلي عاشوه سكانها ما حدا بينساه
والأسى ما بينتسى..
بقلم الزعترية : غادة درّاج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق