السبت، 19 يناير 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة السادس ..

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة السادس  ..
~~~~~~~~~~
بدأ المخيم يتوسع اكثر ويكبر كل عام مع ازياد عدد العائلات التي بدات تنتقل إليه، ونتيجة ضيق مساحة المخيم، الذي توسعت اطرافه بإتجاه ارض لعائلة صباغة وبإتجاه جنوب المخيم حيث توجد أرض مشاع أطلق عليها اسم البرج العالي، فتم بناء البركيات في قطعة الأرض هذه وهي في تعتبر أكبر من مساحة المخيم ....

البرج العالي يفصله عن المخيم طريق عام يمتد من رأس الدكوانه إلى تقاطع الشارع العام الذي سصل صعودا إلى قضاء المتن حيث يوجد عدد من مستودعات الأخشاب الرئيسية التي تغذي منطقة بيروت والمتن ثم معمل عطورات الشبراويشي وهو مصري الجنسيه، ونزولا إلى افران لاملايت القريبه من مصلبية تل الزعتر والمشهوره بإسم مصلبية الكويت وهي على الجهة الغربية للمخيم وهي شريان حيوي لتنقل العنال منها إلى مختلف المناطق وعلى مدخل المصلبية توجد كساره للاحجار عمالها فلسطينيين من سكان المخيم وفي الجهة المقابلة لها معمل سلِك للحديد وأيضا عماله من الفلسطينيين من سكان مخيم جسر الباشا وتل الزعتر،'على هذا الطريق الفاصل بين المخيم والبرج العالي كانت توجد اقدم مدرسة في كل المنطقة هي مدرسة اليونان وبجانبها معمل بطاريات باكول للسيارات، اضافة الى كسارتين للاحجار تغود ملكيتها لإل حاموش من المنصورية ...

البرج العالي كان مزيجا من السكان من القرى السبع وبعض القرى الجنوبية وقرى البقاع والسكان من الاخوه السوريين الذين كانوا يشكلون الأكثرية، أما بالنسبة للعائلات الفلسطينية فكان تعدادها ضئيل جدا هناك، حيث كانت العائلات الفلسطينيه تفضل السكن قرب بعضها البعض إلى أن اصبح في المخيم احياء اطلق عليها اسم بلد العائلات القاطنه في كل حيٌ مثال عل ذلك حي اهل سحماتا او أهل علما او اهل فراضيه او اهل هونين وحيّ الغوارنه نسبه إلى سكان سهل الحوله، انما اعتبر البرج العالي من ضمن مخيم تل الزعتر هذا الاكتظاظ السكاني في ظل عدم المياه في كل البيوت فكانت معظم العائلات الملحقه بالمخيم تشتري مياه الشرب بالتنك من عائلات لبنانيه سمحت لهم مصلحة مياه بيروت والمتن بسحب ربع انش من المياه إلى بيوتهم، ناهيك عن عدم توفر مراحيض في تلك البيوت حيث كانت المراحيض مشتركه منها مراحيض قرب مدرسة بيسان ومراحيض في الحي الأول من المخيم قرب منزل آل كعوش، لم تكن البنى التحتية والصرف الصحي متوفر في معظم أحياء المخيم الذي كانت تفصله قناة لمياه الشتاء والبعض البيوت القريبه من هذه القناة المتصلة من أعلى نقطه بالمخيم وصولا إلى طرف المخيم قرب مقهى العيوطي وهناك تنساب المياه في قسطل تحت الأرض إلى مجارير الدكوانه، هذا الوضع اضطر سكان الأحياء إلى حفر جُب في كل منزل تخصص له مساحة معينه لتجميع المياه الآسنة، في ذلك الوقت كان احد الاخوة الارمن لديه صهاريج تنقل محتويات الجُب بالايجار إلى منطقة أخرى، كانت الحياة في فصل الصيف صعبه كما في فصل الشتاء، في الصيف كانت حرارة الشمس التي تخرنها ألواح التنك تجعل البيوت كأنها افران، وفي الشتاء ينزل المطر ليتسرب من خلال الواح التنك إلى داخل البيوت، وكانت الناس تتحمل هذا الاذلال حيث لا بديل عن المخيم الا بالعوده ...

            📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق