الأربعاء، 23 يناير 2019

موقف نبيل ... بقلم الأديب محمد جمال الغلاييني

موقف نبيل حول لصا الى رجل شريف : -

قبيل الثورة الفرنسية بقليل كان الكهنوت يسيطرون على الحكم ، وكان العديد منهم قاسيا ، و القضاة كما اليوم اداة يتﻻعبون بها ، و احكامهم قاسية جدا .
بعد مضي حوالي العشرين عاما خرج رجل حكم عليه بالسجن طيلة المدة المذكورة لسرقته خبزا من دير لسد رمق الجائعين .
طرق باب منزل ليﻻ ليبيت فيه ، فاذ بصاحبه كاهنا . استقبله بعد ان علم بحاله ، واكرم وفادته وسمح له بالمبيت عنده حتى بزوغ الشمس .
منتصف الليل خرج الرجل خلسة من منزل ذلك  الكاهن بعد ان سرق له صحنا فضيا . ولكن ما ان سار قليﻻ حتى كانت له الشرطة بالمرصاد . اعتقلته فورا واعادته الى منزل الكاهن وقالوا له : - هل كان هذا الرجل عندك ؟
قال : - نعم  .
قالوا : - وهل هذا الصحن الفضي لك ؟
قال : - نعم .
قالوا : - لقد سرقه من عندك وحاول الفرار ولكن ضبطناه متلبسا . سنعيده الى السجن . يبدو انه لم تكفه عشرون عاما من اﻻعتقال كي يصبح شريفا .
قال الكاهن : - ومن قال لكم انه سرق الصحن ؟ انا قدمته له هدية مني !
ومنذ ذلك اليوم انقلب هذا الرجل من سارق الى رجل شهم نبيل ، وراح يعمل الخير ليل نهار ، وكرس جل وقتهم لخدمة الفقراء والمساكين ، ودعم الثوار الفرنسيين حتى انتصروا على الطغاة .

انه " جان فالجان "، بطل رواية " البؤساء " التي كتبها الروائي العالمي " فكتور هوغو " ، والتي تعتبر اروع قصة انسانية في العالم حسب تعبير الروائي الروسي الشهير " ليو تولستوي " .

محمد جمال الغلاييني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق