تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الخامسة ..
~~~~~~~~~~
كان المدرسين متأثرين بالنكبه، كيف لا وهم من سكان المخيمات يعانون ما يعانيه الطلاب والعائلات الفلسطينية، كان انتمائهم الوطني يغلبُ احياناً على مهنة التدريس حيث كان المدرس يعرف ان امانة زرع حب الوطن في نفوس الطلاب هي مقدسة، فكان معظمهم. يستغل الوقت للحديث عن القضية. والنكبة حتى اصبح اسماء بعض المدرسين مقترناً بالوطنية والتوعية لمخاطر الاحتلال، كانت مادة التربية الدينية أيضا من ضمن جدول الدراسة اليومية، اما عن شوارع المخيم فحدث بلا حرج، لم يكن في المخيم طرقات رسمية معبدة، ولم تكن المسافات بين الأحياء بها شوارع. كانت الشوارع تحيط بالمخيم من أطرافه ...
اما الطرقات الداخلية للمخيم حدث ولا حرج لم تكن سوى طرقات ضيقة موحلة في فصل الشتاء ومليئة بالحفر ومياه المطر وخاصة الطريق التي تقسم المخيم إلى قسمين والتي تمر بها قناة المياه الآسنة ومياه الشتاء، كانت بعض العبارات فوق قناة المياه هذه ممراً للسكان الذين يتنقلون ضمن قسمي المخيم، فكان الطلاب حين يقصدون المدرسة صباحا تتسخ اخذيتهم وملابسهم من سلوك هذه الطرق كانت وسيلة التدفئة في ذلك الوقت منقل الحطب او مدفئة المازوت (الصوبيا) للمقتدرين على شراء مادة المازوت، ناهيك عن تساقط الامطار داخل البيوت من الخيم ومن بيوت التنك، والمصيبة انه إذا اراد اي فلسطيني تصليح الأعطال الناتجة عن الشتاء في البراكية وجب عليه ابلاغ المخفر ليسمح له بالترميم، في ذلك الوقت. وفي فترة الهدوء الأمني والاستقرار نشطت الحركة الفنيه في لبنان، وبدأت الانظار تتجه نحو مدينة بعلبك لإقامة مهرجانات القلعة هناك وهي قلعة رومانية تعتبر من أهم الاثار في لبنان وكذلك اتجهت الانظار إلى بلدة عنجر القريبة من الحدود السورية والتي تعتبر ايضا من المعالم الأثرية السياحية في لبنان ...
في بعلبك وقرب القلعة ثكنة عسكرية تسمى ثكنة غورو نسبة للجنرال الفرنسي غورو، هذه الثكنة سكن بها عدد من العائلات الفلسطينية من بلدة سحماتا ودير القاسي وفي عنجر سكن عدد من العائلات من الجليل إضافة للعائلات الارمنية التي ما زالت موجودة لغاية الآن، الحكومة اللبنانية اخذت قرار بنقل سكان ثكنة غورو وتوزيعهم على المخيمات الفلسطينية الأخرى، مما دفع العديد من هذه العائلات للإقامة في مخيم تل الزعتر، فبدأ عدد العائلات يكبر أكثر وأصبحت الحاجة الي مزيد من الأرض لاستيعاب العائلات إضافة إلى أن الكثير من العائلات اللبنانيه الفقيرة بدأ من الهرمل وعرسال امتدادا لجنوب لبنان انتقلت أيضا للإقامة في تل الزعتر، لقد كانت منطقة الملكس تشهد نهضة عمرانية سريعة الخطى، رافق ذلك بناء الورش والمصانع والمحال التجارية وخاصة نشاط تجارة الأخشاب قد ازدهرت اكثر مما يتطلب تأمين اليد العاملة للمحلات النجارة والدهان كما كثرت محطات بيع المحروقات ومغاسل السيارات في المناطق المحيطة بالمخيم اضافة إلى معمل النسيج ( معمل عسيلي) ومعمل البسكويت والحلويات في الحدث(معمل جبر) فكانت هذه النهضه وهذه المصانع تشغل اليد العاملة الفلسطينية بأغلبيتها كانت من اليد العاملة الزعترية مما جعل هذا المخيم مقصداً للعائلات الفقيرة الفلسطينية واللبنانية والسورية والأكراد وقد توافد عدد كبير من أبناء بلدة هونين وأقامت في المخيم حتى اصبحت الأحياء تسمى بإسم قاطنيها ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الخامسة ..
~~~~~~~~~~
كان المدرسين متأثرين بالنكبه، كيف لا وهم من سكان المخيمات يعانون ما يعانيه الطلاب والعائلات الفلسطينية، كان انتمائهم الوطني يغلبُ احياناً على مهنة التدريس حيث كان المدرس يعرف ان امانة زرع حب الوطن في نفوس الطلاب هي مقدسة، فكان معظمهم. يستغل الوقت للحديث عن القضية. والنكبة حتى اصبح اسماء بعض المدرسين مقترناً بالوطنية والتوعية لمخاطر الاحتلال، كانت مادة التربية الدينية أيضا من ضمن جدول الدراسة اليومية، اما عن شوارع المخيم فحدث بلا حرج، لم يكن في المخيم طرقات رسمية معبدة، ولم تكن المسافات بين الأحياء بها شوارع. كانت الشوارع تحيط بالمخيم من أطرافه ...
اما الطرقات الداخلية للمخيم حدث ولا حرج لم تكن سوى طرقات ضيقة موحلة في فصل الشتاء ومليئة بالحفر ومياه المطر وخاصة الطريق التي تقسم المخيم إلى قسمين والتي تمر بها قناة المياه الآسنة ومياه الشتاء، كانت بعض العبارات فوق قناة المياه هذه ممراً للسكان الذين يتنقلون ضمن قسمي المخيم، فكان الطلاب حين يقصدون المدرسة صباحا تتسخ اخذيتهم وملابسهم من سلوك هذه الطرق كانت وسيلة التدفئة في ذلك الوقت منقل الحطب او مدفئة المازوت (الصوبيا) للمقتدرين على شراء مادة المازوت، ناهيك عن تساقط الامطار داخل البيوت من الخيم ومن بيوت التنك، والمصيبة انه إذا اراد اي فلسطيني تصليح الأعطال الناتجة عن الشتاء في البراكية وجب عليه ابلاغ المخفر ليسمح له بالترميم، في ذلك الوقت. وفي فترة الهدوء الأمني والاستقرار نشطت الحركة الفنيه في لبنان، وبدأت الانظار تتجه نحو مدينة بعلبك لإقامة مهرجانات القلعة هناك وهي قلعة رومانية تعتبر من أهم الاثار في لبنان وكذلك اتجهت الانظار إلى بلدة عنجر القريبة من الحدود السورية والتي تعتبر ايضا من المعالم الأثرية السياحية في لبنان ...
في بعلبك وقرب القلعة ثكنة عسكرية تسمى ثكنة غورو نسبة للجنرال الفرنسي غورو، هذه الثكنة سكن بها عدد من العائلات الفلسطينية من بلدة سحماتا ودير القاسي وفي عنجر سكن عدد من العائلات من الجليل إضافة للعائلات الارمنية التي ما زالت موجودة لغاية الآن، الحكومة اللبنانية اخذت قرار بنقل سكان ثكنة غورو وتوزيعهم على المخيمات الفلسطينية الأخرى، مما دفع العديد من هذه العائلات للإقامة في مخيم تل الزعتر، فبدأ عدد العائلات يكبر أكثر وأصبحت الحاجة الي مزيد من الأرض لاستيعاب العائلات إضافة إلى أن الكثير من العائلات اللبنانيه الفقيرة بدأ من الهرمل وعرسال امتدادا لجنوب لبنان انتقلت أيضا للإقامة في تل الزعتر، لقد كانت منطقة الملكس تشهد نهضة عمرانية سريعة الخطى، رافق ذلك بناء الورش والمصانع والمحال التجارية وخاصة نشاط تجارة الأخشاب قد ازدهرت اكثر مما يتطلب تأمين اليد العاملة للمحلات النجارة والدهان كما كثرت محطات بيع المحروقات ومغاسل السيارات في المناطق المحيطة بالمخيم اضافة إلى معمل النسيج ( معمل عسيلي) ومعمل البسكويت والحلويات في الحدث(معمل جبر) فكانت هذه النهضه وهذه المصانع تشغل اليد العاملة الفلسطينية بأغلبيتها كانت من اليد العاملة الزعترية مما جعل هذا المخيم مقصداً للعائلات الفقيرة الفلسطينية واللبنانية والسورية والأكراد وقد توافد عدد كبير من أبناء بلدة هونين وأقامت في المخيم حتى اصبحت الأحياء تسمى بإسم قاطنيها ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق