تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة التاسعة ..
~~~~~~~~~~
في الوقت الذي انتهت فيه ولاية الرئيس كميل شمعون لرئاسة الجمهورية انتهت الحرب الأهلية عند نزول الجيش اللبناني للشارع وانهاء حالة فوضى السلاح خلال 24 ساعة، وإعلان انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية بمباركة جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية في عهد شكري القوتلي ...
في تلك المرحلة أعلنت الوحده بين مصر وسوريا وكان أولى لتحقيق الوحده العربية الكاملة من المحيط إلى الخليج وكان هذا شعار القومية العربية، الا ان لبنان ونتيجة التركيبة الطائفيه لم يرى مناسبا للانضمام لهذه الوحده، رغم تأييد الدولتين للرئيس فؤاد شهاب، لكن مصر التي أنشأت جهاز المخابرات العامة المصرية وجهاز الاستخبارات العسكرية، دفع الرئيس شهاب الى تشكيل جهاز المكتب الثاني وكذلك فعلت سوريا، هذا الجهاز الذي فرض قبضته الحديدية على كل مرافىء الحياة في لبنان وخاصة على الأنشطة السياسية للأحزاب اللبنانية، كذلك الأمر شدد قبضته الأمنية أكثر على المخيمات الفلسطينية، حيث كان ممنوع على الفلسطينيين الانضمام لأي حزب أو رابطه أو مؤسسة بحجة التدخل في الشأن الداخلي للبلد، كان من ضمن صلاحيات هذا الجهاز ملاحقة اي فلسطيني يشتبه بإنتمائه لأي حزب أو يمارس اي نشاط ضد العدو الصهيوني ومستوطنيه بحجج أن لبنان لا يسمح إلى أن ينجر لمعركة مع الصهاينة، الا ان ما حصل في الليلة الأخيرة من العام 1961 ليلة 30/12/1961
والذي لم يكن للفلسطينيين اي يد به، فقد دفع تل الزعتر سابقا ثمنا غاليا في تلك المحاولة، ففي حين حصل الانقلاب، أعلنت حالة الطوارئ في كل لبنان، وبدأت حملة اعتقالات واسعة من صباح اليوم ذلك أليوم عندما فشل الانقلاب العسكري الذي كان المكتب الثاني يراقب تحركات قادة الانقلاب وتم اعتقالهم، وإعلان حالة الطوارئ في كل الأراضي اللبنانية ....
لم يكن للمخيمات الفلسطينية في بيروت اي دور في هذه المحاولة لكنها كانت الحلقة الأضعف وكانت مكسر عصا لمن يشاء، فقد تم تطويق مخيمات بيروت وخاصة مخيم الزعتر، وبدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف ابناء المخيم طالت أكثر من خمسين رجل تم اعتقالهم وسوقهم إلى وزارة الدفاع للمحاكمة، هذه الحادثة التي لم يكن الفلسطينيين ناقة ولا جمل، الا ان الهدف كان تكسير نفوس الفلسطينيين وتحطيم إرادتهم لمنع تسلل اي فلسطيني إلى داخل الأراضي المحتلة، لأن في تلك الفترة ومنذ العام 1949 من بدأ بعض شباب المخيم بالنزول إلى الأرض المحتله لجلب المعلومات عن الجيش الصهيوني لصالح فرع فلسطين في المكتب الثاني السوري و لصالح الهيئة العربية العليا التي كان يتزعمها مؤسس العمل الوطني 'الفدائي قبل النكبة وبعدها المرحوم الحاج محمد أمين الحسيني رحمه الله، وهو بالمناسبة اول من أسس المجلس الوطني الفلسطيني في قطاع غزه بعد النكبة، حين تم اعتقال هذا العدد من شباب مخيم تل الزعتر، فوجئ المخيم بإعدام خمسة من خيرة أبناءه بالرصاص دون أي ذنب اقترفوه بحجة الانضمام للحزب القومي السوري، ومنهم أحمد أبو حزنه من الكساير ، فارس بلشه، كانت هذه الفاجعة من التى أصابت المخيم دون أي مبرر يذكر مما زاد تشديد الرقابة الامنيه على المخيمات الفلسطينية بشكل عام، كان حكم المكتب الثاني سيفاً مسلط على رقاب العباد لبنانيين وفلسطينيين وكل المقيمين على الأراضي اللبنانية ....
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة التاسعة ..
~~~~~~~~~~
في الوقت الذي انتهت فيه ولاية الرئيس كميل شمعون لرئاسة الجمهورية انتهت الحرب الأهلية عند نزول الجيش اللبناني للشارع وانهاء حالة فوضى السلاح خلال 24 ساعة، وإعلان انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية بمباركة جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية في عهد شكري القوتلي ...
في تلك المرحلة أعلنت الوحده بين مصر وسوريا وكان أولى لتحقيق الوحده العربية الكاملة من المحيط إلى الخليج وكان هذا شعار القومية العربية، الا ان لبنان ونتيجة التركيبة الطائفيه لم يرى مناسبا للانضمام لهذه الوحده، رغم تأييد الدولتين للرئيس فؤاد شهاب، لكن مصر التي أنشأت جهاز المخابرات العامة المصرية وجهاز الاستخبارات العسكرية، دفع الرئيس شهاب الى تشكيل جهاز المكتب الثاني وكذلك فعلت سوريا، هذا الجهاز الذي فرض قبضته الحديدية على كل مرافىء الحياة في لبنان وخاصة على الأنشطة السياسية للأحزاب اللبنانية، كذلك الأمر شدد قبضته الأمنية أكثر على المخيمات الفلسطينية، حيث كان ممنوع على الفلسطينيين الانضمام لأي حزب أو رابطه أو مؤسسة بحجة التدخل في الشأن الداخلي للبلد، كان من ضمن صلاحيات هذا الجهاز ملاحقة اي فلسطيني يشتبه بإنتمائه لأي حزب أو يمارس اي نشاط ضد العدو الصهيوني ومستوطنيه بحجج أن لبنان لا يسمح إلى أن ينجر لمعركة مع الصهاينة، الا ان ما حصل في الليلة الأخيرة من العام 1961 ليلة 30/12/1961
والذي لم يكن للفلسطينيين اي يد به، فقد دفع تل الزعتر سابقا ثمنا غاليا في تلك المحاولة، ففي حين حصل الانقلاب، أعلنت حالة الطوارئ في كل لبنان، وبدأت حملة اعتقالات واسعة من صباح اليوم ذلك أليوم عندما فشل الانقلاب العسكري الذي كان المكتب الثاني يراقب تحركات قادة الانقلاب وتم اعتقالهم، وإعلان حالة الطوارئ في كل الأراضي اللبنانية ....
لم يكن للمخيمات الفلسطينية في بيروت اي دور في هذه المحاولة لكنها كانت الحلقة الأضعف وكانت مكسر عصا لمن يشاء، فقد تم تطويق مخيمات بيروت وخاصة مخيم الزعتر، وبدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف ابناء المخيم طالت أكثر من خمسين رجل تم اعتقالهم وسوقهم إلى وزارة الدفاع للمحاكمة، هذه الحادثة التي لم يكن الفلسطينيين ناقة ولا جمل، الا ان الهدف كان تكسير نفوس الفلسطينيين وتحطيم إرادتهم لمنع تسلل اي فلسطيني إلى داخل الأراضي المحتلة، لأن في تلك الفترة ومنذ العام 1949 من بدأ بعض شباب المخيم بالنزول إلى الأرض المحتله لجلب المعلومات عن الجيش الصهيوني لصالح فرع فلسطين في المكتب الثاني السوري و لصالح الهيئة العربية العليا التي كان يتزعمها مؤسس العمل الوطني 'الفدائي قبل النكبة وبعدها المرحوم الحاج محمد أمين الحسيني رحمه الله، وهو بالمناسبة اول من أسس المجلس الوطني الفلسطيني في قطاع غزه بعد النكبة، حين تم اعتقال هذا العدد من شباب مخيم تل الزعتر، فوجئ المخيم بإعدام خمسة من خيرة أبناءه بالرصاص دون أي ذنب اقترفوه بحجة الانضمام للحزب القومي السوري، ومنهم أحمد أبو حزنه من الكساير ، فارس بلشه، كانت هذه الفاجعة من التى أصابت المخيم دون أي مبرر يذكر مما زاد تشديد الرقابة الامنيه على المخيمات الفلسطينية بشكل عام، كان حكم المكتب الثاني سيفاً مسلط على رقاب العباد لبنانيين وفلسطينيين وكل المقيمين على الأراضي اللبنانية ....
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق