تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الثامنة ..
~~~~~~~~~~
لبنان كان دولة من الدول العربية المؤسس لجامعة الدول العربية، كان يؤمن بمحيطه العربي، يتفاعل ويتأثر بالاحداث التي تحصل في المنطقة العربية، وبحكم التعدد الطائفي كان هذا التفاعل احياناً يوثر تأثيرا سلبيا على لبنان، رغم أن البعض في لبنان كان يتغنى بآلام الحنون فرنسا، وبسياسة للدول الغربية وكان شعار لبنان
(أن قوته في ضعفه) في هذه الفتره نجحت الثورة الناصرية في مصر، ثورة الضباط الأحرار ذات الاتجاه العربي والتي نادت بالقومية العربية من المحيط إلى الخليج، هذه الثورة التي أطاحت بالملك فاروق، بعض المملكات العربية خافت ان تلقى نفس مصير الملك فاروق، فوقفت في وجه الثورة الناصرية وشكلت حلفا يسمى حلف بغداد المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وإسرائيل، كانت نواة هذا الحلف العراق، الأردن، لبنان، وبدعم من دول الخليج، حاولت هذه الدول الوقوف في وجه سياسة جمال عبد الناصر رحمه الله الذي اصبح يمثل ضمير الشارع العربي، الا ان الدول الغربية لم تكتفي بإنشاء هذا الحلف الذي رفضه الشارع العربي، بل قامت بشن عدوان ثلاثي على مصر شاركت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، كانت المظاهرات في مختلف الدول العربية المؤيدة للثورة المصرية تملأ الشوارع في كل المدن والعواصم، حاول لبنان النأي بنفسه عن صوت الشارع العربي مما دفع بعض الأطراف بالمنادات لاستقالة الرئيس كميل شمعون الذي رفض الاستقالة بأي شكل من الأشكال فإنقسم الشارع اللبناني قسمين، في ذلك الوقت كان حزب الكتائب اللبنانية يمثل الشارع المسيحي، المويد للرئيس كميل شمعون وحزب النجادة بقيادة المرحوم النائب عدنان الحكيم والذي يمثل المسلمين والمدعوم من مصر والذي يطالب بإقالة الرئيس ولو بالقوة، الا ان الرئيس كميل شمعون رفض الاقالة او الاستقالة مما دفع البلد إلى الانقسام أكثر وحصلت حرب أهلية بين الاطراف المذكورة حيث اسس حزب النجادة المقاومة الشعبية المسلحة، في المقابل أسس حزب الكتائب ميليشيا مسلحة للدفاع عن النظام، عرفت هذه الحرب بثورة شمعون الذي استدعى الجيش الأمريكي لحماية لبنان من سياسة عبد الناصر، وعود على بدء فقد تموضعت كتيبة من الجيش الأمريكي على مصلبية مخيم تل الزعتر وأعلنت الأحكام العرفية وعدم التجول مما أثار الخوف في قلوب الفلسطينيين في المخيم وغيره من ان تبدأ عمليات الاعتقال والتنكيل والتصفية، كانت التعليمات للكتيبة الأمريكية عدم دخول مخيم تل الزعتر او جسر الباشا رغم عدم وجود أي قطعة سلاح في المخيمات في تلك الفترة، تعطلت الأعمال وتوقفت اليد العاملة الفلسطينية عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية المستجدة، الخوف والقلق على شباب المخيم انتقل لكافة المخيمات الفلسطينية في بيروت بشكل عام حيث انزل الجيش الامريكي ايضا في منطقة المدينة الرياضية والساحل اللبناني، حرب اهلية استمرت إلى اخر دقيقة من مدة رئاسة المرحوم كميل شمعون، كان اللواء فؤاد شهاب. قائداً للجيش اللبناني والذي امر الجيش بالنزول إلى الشارع لانهاء حالة الحرب بين الاطراف تحت شعار، لبنان، لا غالب ولا مغلوب ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة الثامنة ..
~~~~~~~~~~
لبنان كان دولة من الدول العربية المؤسس لجامعة الدول العربية، كان يؤمن بمحيطه العربي، يتفاعل ويتأثر بالاحداث التي تحصل في المنطقة العربية، وبحكم التعدد الطائفي كان هذا التفاعل احياناً يوثر تأثيرا سلبيا على لبنان، رغم أن البعض في لبنان كان يتغنى بآلام الحنون فرنسا، وبسياسة للدول الغربية وكان شعار لبنان
(أن قوته في ضعفه) في هذه الفتره نجحت الثورة الناصرية في مصر، ثورة الضباط الأحرار ذات الاتجاه العربي والتي نادت بالقومية العربية من المحيط إلى الخليج، هذه الثورة التي أطاحت بالملك فاروق، بعض المملكات العربية خافت ان تلقى نفس مصير الملك فاروق، فوقفت في وجه الثورة الناصرية وشكلت حلفا يسمى حلف بغداد المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وإسرائيل، كانت نواة هذا الحلف العراق، الأردن، لبنان، وبدعم من دول الخليج، حاولت هذه الدول الوقوف في وجه سياسة جمال عبد الناصر رحمه الله الذي اصبح يمثل ضمير الشارع العربي، الا ان الدول الغربية لم تكتفي بإنشاء هذا الحلف الذي رفضه الشارع العربي، بل قامت بشن عدوان ثلاثي على مصر شاركت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، كانت المظاهرات في مختلف الدول العربية المؤيدة للثورة المصرية تملأ الشوارع في كل المدن والعواصم، حاول لبنان النأي بنفسه عن صوت الشارع العربي مما دفع بعض الأطراف بالمنادات لاستقالة الرئيس كميل شمعون الذي رفض الاستقالة بأي شكل من الأشكال فإنقسم الشارع اللبناني قسمين، في ذلك الوقت كان حزب الكتائب اللبنانية يمثل الشارع المسيحي، المويد للرئيس كميل شمعون وحزب النجادة بقيادة المرحوم النائب عدنان الحكيم والذي يمثل المسلمين والمدعوم من مصر والذي يطالب بإقالة الرئيس ولو بالقوة، الا ان الرئيس كميل شمعون رفض الاقالة او الاستقالة مما دفع البلد إلى الانقسام أكثر وحصلت حرب أهلية بين الاطراف المذكورة حيث اسس حزب النجادة المقاومة الشعبية المسلحة، في المقابل أسس حزب الكتائب ميليشيا مسلحة للدفاع عن النظام، عرفت هذه الحرب بثورة شمعون الذي استدعى الجيش الأمريكي لحماية لبنان من سياسة عبد الناصر، وعود على بدء فقد تموضعت كتيبة من الجيش الأمريكي على مصلبية مخيم تل الزعتر وأعلنت الأحكام العرفية وعدم التجول مما أثار الخوف في قلوب الفلسطينيين في المخيم وغيره من ان تبدأ عمليات الاعتقال والتنكيل والتصفية، كانت التعليمات للكتيبة الأمريكية عدم دخول مخيم تل الزعتر او جسر الباشا رغم عدم وجود أي قطعة سلاح في المخيمات في تلك الفترة، تعطلت الأعمال وتوقفت اليد العاملة الفلسطينية عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية المستجدة، الخوف والقلق على شباب المخيم انتقل لكافة المخيمات الفلسطينية في بيروت بشكل عام حيث انزل الجيش الامريكي ايضا في منطقة المدينة الرياضية والساحل اللبناني، حرب اهلية استمرت إلى اخر دقيقة من مدة رئاسة المرحوم كميل شمعون، كان اللواء فؤاد شهاب. قائداً للجيش اللبناني والذي امر الجيش بالنزول إلى الشارع لانهاء حالة الحرب بين الاطراف تحت شعار، لبنان، لا غالب ولا مغلوب ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق