الأحد، 20 يناير 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة السابعة ..

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة السابعة   ..
~~~~~~~~~~
نتيجة هذا المزيج من الجنسيات في مخيم تل الزعتر، من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وبعض العمال الحرفيين المصريين وغيرهم، كان لا بد من وجود صيغة للعلاقات الاجتماعية بين الجميع، وهذا ما تفرد به أبناء المخيم الذي اوجدوا أفضل قواعد التعامل فيما بينهم وجعل المخيم عائلة واحده لها ما للجميع وعليها ما على الجميع ...
هذه الظاهرة التي انبثقت عن العلاقات الاجتماعية والإنسانية والاخويه بين كا مقومات المجتمع الرعتري كانت نموذجيه بكل معنى الكلمة، كانت الأفراح واحده والأحزان واحده والآلام واحدة، ربما حالة الفقر كانت السبب، وربما تآلف العائلات وتداخلها كان السبب، وربما طيبة الناس ومحبتهم لبعض هي التي صنعت هذه الفيفساء الجميلة في تل الزعتر، لقد ساهمت هذه الحاله أيضاً في إنعاش السوق الاقتصادية، فإزداد عدد محلات السمانه، وكثرت محلات بيع الخضار والفواكه واللحوم للفلسطينيين واللبنانيين والسوريين فلم يكن هناك تحفظ على أي شخص يفتح متجرا او محلا او ملحمه او غير ذلك، ولم يكن هناك تمييز في الشراء من هذا او ذاك، هذا إضافة إلى محلات الألبسةالتي ازدهرت مؤخرا وزادت محلات بيع الأقمشة، لقد تمكن الاخوه اللبنانيين من إنشاء مبانٍ على الطرف الشرقي للمخيم ازدهرت بالمحال التجارية وخياطة الملابس الرجالية وصالونات الحلاقة، كما الحي الشمالي للمخيم ازدهر بالمحلات والدكاكين والمطاعم التي تقدم وجبات الفول والحمص والفلافل البسيطة وصالونات الحلاقة، نشطت الحركة التجارية في المخيم وكذلك الامر امتدت إلى البرج العالي واصبح التواصل بحكم هذا النسيج السكاني بين تل الزعتر ومحيطه على إكمل وجه خاصه مع مخيم جسر الباشا والنبعة وبرج حمود والكرنتينا وحي الخصر، وتعتبر هذه الأحياء منطقة واحده يجمع بينها الفقر واليد العامله والعلاقات الاجتماعية، لقد كان التنقل بين المخيمات الفلسطينية والتجمعات تتم بسهولة بإستثناء مخيم النبطية الذي كانت تعتبره الحكومه منفى وكانت تبعد اي عائله فلسطينيه تثير المشاكل لتنفيه إلى مخيم النبطية، وكان الفلسطيني في المخيمات الاخري بحاجة إلى تصريح لزيارة النبطية المخيم ...
في تلك اللمرحلة انتقل عدد من العائلات من مخيمات الشمال إلى مخيم تل الزعتر والمسلخ بحثا عن العمل، معظم هذه العائلات من بلدة سعسع وعمقا وعلما، حيث أصبح أهالي بعض القرى الجليليه يشكل النسبه الاكثر تواجدا في المخيم ...
لقد استمرت النهضه الاقتصادية في المخيم تنموا شيئا فشيئا، الا ان الأوضاع السكنيه ام يطرأ عليها أي جديد بل اصبح التضييق اكثر من السابق، كان ممنوع ترميم اي بركيه، وممنوع رمي المياه بالشارع وامام المنازل، ممنوع مد خط كهرباء، وممنوع مد شبكة هاتف، وممنوع الحديث بالسياسة، ممنوع اي نشاط حزبي او فكري وممنوع التجمعات
كثيرة هي الممنوعات التي تحمل شعبنا الفلسطيني اعباءها، كان الأهالي ادا أرادوا سماع الاخبار من المذياع خاصة بعد نجاج الثورة المصرية عام 52 كانوا يغطون المذياع ويخفضون الصوت عند سماع نشرة الأخبار والا تعرض صاحب البيت لاعتقال والضرب ...

            📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق