الثلاثاء، 15 يناير 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة الثانيه ..

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة الثانيه ..
~~~~~~~~
في بداية انشاء المخيم كان الهدف منه أبعاد اللاجئين الفلسطينيين عن القرى في الجنوب الجنوب اللبناني، بعد أن لاحظت الحكومة اللبنانية في تلك المرحلة بدايةمحاولات بعض الرجال الفلسطينيين الدخول والخروج إلى منطقة الجليل، فكان تخوف الحكومة حينها من ان يحصل اشتباكات بين الجيش اللبناني من جهة وبين الجيش
الصهيوني من جهة ثانية، ولما كانت المخيمات الفلسطينية في الجنوب ذات المساحات الصغيره. لا تتسع لعدد العائلات التي يجب ترحيلها عن قرى الجنوب، اتخذ القرار بإنشاء المخيم ....

في البداية تم نقل عدد من العائلات الا ان السكن والإقامة في المخيم كان المجهول، مخيم ينشأ حديثا لعائلات معظمها من طبقة الفلاحين المعتاده على الفلاحة والزراعة وهذا غير متوفر في المخيمات، فكان لا بد من وجود معاناة اقتصاديه لسكان المخيم، رغم وفرة المواد التموينية التي كانت مكاتب الأونروا توفرها لكل العائلات كل شهر،
بدأت العائلات الفلسطينية في المخيم تبحث عن البديل لتأمين وضعها الاقتصادي وبدأت تميل نحو المهن الصناعيه وخاصة البناء نتيجة النهضة العمرانية في لبنان ودول الخليج، فكان عمال البناء مطلوبين لكن أجورهم كانت متدنية فقط لانهم فلسطينيين ...
 مخيم جديد، شوادر وخيم لا عمل ولا حرف ومنطقة أشبه بحزام البؤس تمتد من مخيم تل الزعتر وجسر الباشا الملاصق له لا يفصله عنه إلا الطريق العام، وسكان مخيم جسر الباشا من أهلنا المسيحيين أبناء قرى الزيب والبص وأقرت وكفربرعم وبعض العاىلات الحفاويه
واليافاوية، ويمتد إلى منطقة النبعة ذات الأغلبية السكانية من قرى الجنوب والبقاع مرورا إلى برج حمود حيث الاغلبيه من الاخوه الأرمن وصولا إلى المسلخ والكرنتيتا وحين الخضر الذي كانت تقطنه معظم عائلات آل عراقي والطوقي وزيدان ومن ناحية أخرى إلى منطقة السبتيه والفنار وبياقوت وصولا إلى مدينة جدّيدة المتن ...

 هذا الحزام من البؤس للعائلات الفقيرة العامله، والتى شكلت نسيجاً اجتماعياً هاما لتكون خزاناً شعبيا لليد العاملة الكبرى في مدينة بيروت وضواحيها، لقد عانى الكثير سكان مخيم تل الزعتر في تلك الفتره من الفقر والبطالة، فكانت الحرف اليدوية والمهنية. دخيلة على أهالي القرى والفلاحين، هذا ناهيك عن الفكرة التي كانت مغروسة في عقول الكثيرين والتي تقول ان الفلسطينيين باعوا أرضهم في فلسطين وجاؤوا ليحتلوا لبنان، هذه الفكرة لدى البعض اللبناني لم تولد نتيجة أحداث 1975 بل كانت راسخة في عقول البعض، وتم التعامل مع الشعب الفلسطيني على أساس هذه الفكره الخاطئه من بداية النكبة التي اضطر شعبنا على النزوح إلى الدول العربية ومنها لبنان ....
إن معظم العائلات التي سكنت المخيم في البداية هي عائلات من سهل الحوله ومن القرى السبع ومن بلدات جليليه، كانت تقيم في المسلخ وانتقلت إلى تل الزعتر نتيجة الخلافات التي كانت تحصل بينها وبين عرب المسلخ من آل خلف وآل شحاده، فإرتأت الحكومة اللبنانية نقل العائلات الفلسطينية من المسلخ إلى تل الزعتر ....

            📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق