الجمعة، 16 نوفمبر 2018

من ذاكرة مناضل ... بقلمي تغريد الحاج

من ( ذاكرة مناضل )
المناضل الزعتري الأصيل
ابوسهيل كروم  ...
بقلمي/ تغريد الحاج
الحلقة واحد وستين  ...
-----------------------------

الزمان :  15/أيلول 1982
المكان :  صبرا وشاتيلا
الحدث : مجزرة جماعية
الجاني : الصهاينة، جيش  لبنان الحنوبي، القوات اللبنانية
المجني عليه : الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني
الجريمة : مقتل حوالي ثلاثة آلاف شهيد
الغياب :  ضمير العرب ، الضمير العالمي، الاخلاق والشرف.
لم تكن صبرا وشاتيلا  في ذاك الوقت  ستالينغراد ولم تكن  هانوي
صبرا وشاتيلا كانت تلملم احزانها وكان جرحها ما زال نازفاً لوداع البندقية والقائد والمقاتل أبنائهم  الذين غادروا بيروت إلى المنافي ومصيرهم المجهول في ضباب الرؤية ووجهة الانتقال
بيروت لم تكفكف دموعها بعد، غادرها نسرها، وخلا عرينها من الاسود.
كأنت متشحة بالسواد، واحتلال يتنقل في شوارعها غير عابىء أو مكترث لأحد ....
قتلَ رأس المؤامرة والتطبيع جُنَّ جنون الصهاينة وجنون القوات الحاقده، وهم يدركون جيدا أن لا شأن للفلسطينيين  بقتله لكنه الحقد الأعمى لجيش الاحتلال الصهيوني وعملاءه على المخيمات الفلسطينية
تلاقى حقدهم الدفين، اطرافٌ التقوا واتفقوا على الانتقام مِن مَن ؟؟؟!!
من شعبٍ أعزل لم يلملم جراحه بعد، وكخفافيش الليل تسللوا تحت جنح الظلام مخدري العقول، ثملين غاب بهم وعنهم كلُ شيءٍ له علاقه بالإنسانية ....
وحوش عطشى للانتقام وحوش عطشى للدم الزكي الطاهر
خفافيش ليلٍ تسللت تحت حماية دبابات العدو، أغلقت كل الطرقات المؤدية إلى صبرا وشاتيلا، وكأنها جزيرة من كتب التاريخ الغابر ...
عزلت عن العالم الخارجي، قطعت الكهرباء وكل وسائل الاتصال بالعالم.
خفافيش تبثُ سمومها بين أزقة المخيم الضيقة وفي شارعه
خفافيش  تخشى الضوء ونور الحقيقة، توغلوا وتغولوا في صبرا وشاتيلا وعاثوا قتلاً وذبحا لاناس عُزلّ لا حول لهم ولا قوة.
ذنبهم انهم فلسطينيين ولبنانيين شرفاء ....
جيش احتلال أمّن الطريق لهذه الخفافيش العطشى للانتقام
اه يا أهلي في كل مخيم
اه يا أهلي في تل الزعتر
وفي صبرا 'وشاتيلا
فصول المؤامرة  متواصله لن تنتهي الا بإنتهاء هذا العدو الصهيوني وإجتثاثه من أرضنا 3000 آلاف شهيد  48 ساعة من القتل والذبح
نساء ... اطفال ... عجائز ... شباب ... وصبايا لم يسلم أحدا في ذاك الشارع وتلك الأزقة جثث هنا وجثث هناك وبين الانقاض لم يرتوا من الدم الطاهر وعدو يضحك فرحاً يا لجبنكم !!!! ويا لقذارتكم !!!
لم تنجحوا بقتل الفدائيين فإنتقمتم من الأبرياء الذين لا حول ولا قوة لهم، مجزرة  خارجة  من معاجم اليهود واعوانهم ذبحوا وقتلوا والعالم غائب وضمير العرب مُغيَب ....
مجزرة  أرادوا أن يتركوا بصماتهم على صبرا وشاتيلا لكنهم خسئوا نهضت صبرا وشاتيلا من تأثير الصدمة من جديد لملمت جراحها وجثث ابناؤها الشهداء واندحر المشروع الصهيوني واندحر العدو
هرب من لبنان كألفار المذعور، عادت سواعد المقاتلين الشرفاء
عادت أسطورة بيروت لؤلؤة الشرق ... بيروت التي لم تفقد عروبتها
ولم تفقد  عذريتها وانتصرت أمام أعتى القتلة في التاريخ
وكانت البداية  في شارع الحمراء لتشمل كل لبنان المقاوم ...
نهضت صبرا وشاتيلا كما نهض قبلها تل الزعتر، نهضت لتقول لهم
هنا باقون  حتى العوده حتى العوده ...

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                          من ( ذاكرة مناضل )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق