الخميس، 7 مارس 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة الرابعة وأربعون

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة الرابعة وأربعون
  ...
~~~~~~~~~~~~~
 لم تكن حرب أكتوبر عام 73 حربا تحريرية كما كانت قياداتنا وشعبنا الفلسطيني يتوقع  مع العلم ان الظروف كانت مهيأة  للتحرير، وهذه حقيقة  تاريخية، بعد اقتحام خط بارليف وتحطيمه انهارت معنويات جيش الاحتلال الإسرائيلي، طلبت غولدامائير من الولايات المتحدة الأمريكية امدادها بالسلاح والمعدات، لقد اقامت الولايات المتحدة الأمريكية جسرا جوياً بينها وبين إسرائيل، لقد كان جيش التحرير الفلسطيني في مقدمة الجيش المصري وهو اول من وطأت قدماه  خط بارليف، كانت حرب أكتوبر من وجهة نظر السياسة المصرية هي حرب تحريكية ووضع حد لحرب الاستنزاف على الجبهة المصرية التي بدات عقب نكسة الخامس من حزبران 67، لقد كانت  هذه الحرب خديعة من القيادة المصرية، استطاع السادات خداع القيادة السورية والقيادة الفلسطينية  معاً، تم إعلان وقف إطلاق النار بعد 13يوما من الحرب على الجبهة المصرية، اللواء سعد الدين الشاذلي الذي أطلق
 عليه لقب بطل العبور، تم ازاحته بعد وقف إطلاق وتعيين اللواء عبدالغني الجمسي الذي قاد المفاوضات مع العدو الصهيوني في
 الخيمة الشؤم الكيلو 101 بحجة الإفراج عن الجيش المصري المحاصر في منطفة  الدفرسوار، الا أن  القيادة السورية رفضت التوقيع على وقف إطلاق النار في ذلك الوقت، رغم انسحاب الجيش العراقي والمغربي من الجبهة السورية الا ان المناوشات بين الجيش السوري وبين جيش الاحتلال استمرت حوالي 85 يوما في الجولان المحتل، لقد بدات مرحلة من الدبلوماسية العربية تعتمد انتهاج الخط التفاوضي الذي تبناه السادات والذي كان بمثابة صفعة للثورة الفلسطينية بالدرجة الأولى، والإجماع العربي على اعتبار أن الصهاينة عدو لا يمكن التفاوض معه ولا يمكن الوثوق به، هذه الحالة الجديدة  التي كانت بداية الغاء اللآت الثلاث لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف
وبالفعل بدات مرحلة العمل السياسي حتى على الساحة الفلسطينية  بعد زيارة الشهيد ابو عمار إلى هيئة الأمم المتحدة بخطابه الشهير
وبعد ان اقدمت جامعة الدول على تكليف الرئيس اللبناني
 سليمان فرنجية التحدث في جلسة الامم المتحدة  بإسم الامة العربية، وبدأ التسويق لبرنامج النقاط العشر فلسطينيا  وكانت البداية في مخيم تل الزعتر من قبل إحدى الفصائل، هذا البرنامج الذي رفضه شعبنا الفلسطيني جملة وتفصيلا، حيث كاد ان يؤدي الى اشتباك  في المخيم، على اثر هذا الرفض  من قبل جماهير شعبنا الفلسطيني، الذي كان بمثابة جس نبض الشارع الفلسطيني الذي دفع منظمة التحرير الفلسطينية إلى إدانة هذا البرنامج ورفضه كليا، ومعاودة اعتماد نهج الكفاح المسلح الفلسطيني الوسيلة الوحيدة  لاستعادة الأرض  المحتلة، بينما بدأ السادات يفاوض العدو الصهيوني للانسحاب من شبه صحراء  سيناء، والتمهيد في الخفاء  لزيارة القدس، لقد انكشف زيف الادعاءات  المصرية  بأن المفاوضات  تضمن حل القضية الفلسطينية، بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشريف
وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وتقرير المصير، ومن هنا بدأ التآمر يكبر على القضية الفلسطينية ومحارلات تصفية قوات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ...

📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق