تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة واحد وأربعين
...
~~~~~~~~~~~~~
لقد بدات الدول العربية او دول الطوق كما تم تسميتها في تلك الفترة والقصد من التسمية دول الطوق للكيان الصهيوني، ولكنها كانت في الواقع طوق للثورة الفلسطينية ، وتحجيمها خوفا من انتشار الفكر الثوري المعاصر بين شعوب تلك الدول، فكانت سياسة اختراق الثورة الفلسطينية بفصائل تابعة لتلك الدول سواءا مارست الكفاح المسلح ام لم تمارس، لم تكن العلاقة حميمة بين الثورة الفلسطينية والنظام العراقي في فترة من الفترات التي تم بها اغلاق معسكرات الرشيد في وجه حركة فتح وإغلاق مصنع قذائف B7 في العراق ومصادرة كل ممتلكات الحركة، لم يكتفي النظام في ذلك الوقت بل خلق تنظبم جديد يضاف إلى التنظيمات الفلسطينية المتعددة الأيديولوجيات، والتناقضات، لقد أوجدت جبهة التحرير العربية، لتجد لها مكانا في مخيمات لبنان ومنها مخيم تل الزعتر، هذا التنظيم الذي كان مناقضاً لتنظيم الصاعقة، بسبب الخلافات بين اقطاب حزب البعث العربي الاشتراكي في كل من سوريا والعراق، فكان اي خلاف بين الدولتين ندفع ثمنه نحن أبناء المخيمات، رغم ان جبهة التحرير العربية مارست الكفاح المسلح داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعملياتها الاستشهادية ، الا انها كانت إداة بيد العراق تنفذ سياسته مهما كانت، وكان مسرح تنفيذ هذه السياسة هو المخيمات الفلسطينية في لبنان، كانت القيادة الفلسطينية تدرك جيدا ابعاد خلق فصائل مقاومة معارضة لسياسة منظمة التحرير الفلسطينية، بل كانت عائقاً معطلاً احيانا لسياسة المنظمة ، لكن القيادة الفلسطينية كانت تبرر ذلك بضرورة ايجاد معارضة داخل الساحة الفلسطينية واعتبرت ان هذه ظاهرة صحية ديمقراطية في العمل السياسي، لكن حقيقة الامر ان القيادة الفلسطينية لم تكن تريد قطع العلاقة مع أي دولة عربية مهما كان دورها في شق الصف الفلسطيني بفصائل لا حاجة لها بها الساحة الفلسطينية، كانت القيادة الفلسطينية حكيمة جدا في تعاطيها بهذا الموضوع لانها كانت تدرك أن هدف إسرائيل تعرية منظمة التحرير الفلسطينية من محيطها وعمقها العربي، فكانت تعض على الجراح وتتعامل مع الأحداث بما يحفظ الترابط بينها وبين الدول العربية التي كثيرا ما طعنت الثورة سواء في ساحات تلك الدول كما في الاردن ومن ثم في لبنان، لقد اتخذت جبهة التحرير الفلسطينية موقعا لها في تل الزعتر بجانب الفصائل الأخرى، لكن سياستها كانت تقضي استقطاب اكبر عدد ممكن من أبناء المخيمات بالترغيب المادي والرواتب التي كانت تصرفها لهم، ثم ارسل العراق ضباط عسكريين وامنيين ضمن اطار هذا الفصيل وكذلك فعلت الدول العربية التي أوجدت فصائل مقاومة او شبه مقاومة داخل الجسم الفلسطيني، ومن عايش تلك الفترة يدرك جيدا دور هذه الفصائل في المخيمات، لكن للحقيقة ان وجود هذه الفصائل انعش الاقتصاد الفلسطيني في المخيمات نتيجة كثرة صرف الرواتب، فكثيرين هم الشباب الذين تركوا أعمالهم في المصانع والمؤسسات التجارية والتزموا في صفوف المقاومة، هذا الإنعاش الاقتصادي رافقه نهضة تربوية للأطفال حين بدات الفصائل افتتاح رياض للاطفال، هذه الرياض والحضانات لم تكن متوفره قبل دخول الثورة الفلسطينية إلى المخيمات، لقد ساهمت هذه الرياض بتغذية الروح الوطنية للاطفال وزرعت بهم حب فلسطين، لم يكن يمضي عام1972، حتى اعدت الحكومة اللبنانية قرارا بجرف البركيات التي تم إنشائها في منطقة البرج العالي وذلك بقرار من وزير الداخلية آن ذاك، لقد اعتبرت الفصائل الفلسطينية أن هذا القرار بمثابة جس نبض المقاومة، هل تسمح بتنفيذ هذا القرار ام ستتصدى له، وكانت المقاومة تعتبر ازالة هذا الحي السكني هو عبارة عن مقدمة لازالة مخيم تل الزعتر او ازالة بيوت المخيم المقامة على اطرافه، كان القرار صعب، وربما يتوجب عليه مضاعفات خطيرة، لكن القرار كان بمنع تنفيذ قرار الهدم، ارسل الجيش اللبناني عددا من الآليات لتنفيذ القرار
بالقوة، استنفرت الفصائل الفلسطينية يومها ، وتموضعت مجموعات مسلحة قرب مدرسة اليونان وفي محيط تلك المنطقة استعدادا لمنع تقدم آالاليات، وكذلك تموضعت مجموعات في أعلى منطقة البرج العالي لمنع الآليات من التقدم من منطقة المنصورية والمكلس ...
قيادة الجيش وبالتفاهم مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية اوقفت القرار وانسحبت الآليات من مفارق الطرق دون تنفيذ القرار ...
كان تل الزعتر في تلك المرحلة مهددا بالخطر الأمني قبل احداث حرب السنتين، هذا المخيم الذي هو مملكة الفقراء والعمال، لم يكن يريد الهيمنة على المنطقة الشرقية كما كان يقال، ولم يكن شعبنا يرغب بالتوطين في لبنان ولا بالمنطقة الشرقية ولا الغربية ولا بأي بقعة بالعالم، كان طموح سكانه ان يعيشوا بسلام إلى ان يعودوا إلى وطنهم الام فلسطين ....
لكن هل يقبل العدو وادواته في المنطقة العربية بذلك؟
لك الله ياشعبنا والرحمة للشهداء في كل المواقع ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة واحد وأربعين
...
~~~~~~~~~~~~~
لقد بدات الدول العربية او دول الطوق كما تم تسميتها في تلك الفترة والقصد من التسمية دول الطوق للكيان الصهيوني، ولكنها كانت في الواقع طوق للثورة الفلسطينية ، وتحجيمها خوفا من انتشار الفكر الثوري المعاصر بين شعوب تلك الدول، فكانت سياسة اختراق الثورة الفلسطينية بفصائل تابعة لتلك الدول سواءا مارست الكفاح المسلح ام لم تمارس، لم تكن العلاقة حميمة بين الثورة الفلسطينية والنظام العراقي في فترة من الفترات التي تم بها اغلاق معسكرات الرشيد في وجه حركة فتح وإغلاق مصنع قذائف B7 في العراق ومصادرة كل ممتلكات الحركة، لم يكتفي النظام في ذلك الوقت بل خلق تنظبم جديد يضاف إلى التنظيمات الفلسطينية المتعددة الأيديولوجيات، والتناقضات، لقد أوجدت جبهة التحرير العربية، لتجد لها مكانا في مخيمات لبنان ومنها مخيم تل الزعتر، هذا التنظيم الذي كان مناقضاً لتنظيم الصاعقة، بسبب الخلافات بين اقطاب حزب البعث العربي الاشتراكي في كل من سوريا والعراق، فكان اي خلاف بين الدولتين ندفع ثمنه نحن أبناء المخيمات، رغم ان جبهة التحرير العربية مارست الكفاح المسلح داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعملياتها الاستشهادية ، الا انها كانت إداة بيد العراق تنفذ سياسته مهما كانت، وكان مسرح تنفيذ هذه السياسة هو المخيمات الفلسطينية في لبنان، كانت القيادة الفلسطينية تدرك جيدا ابعاد خلق فصائل مقاومة معارضة لسياسة منظمة التحرير الفلسطينية، بل كانت عائقاً معطلاً احيانا لسياسة المنظمة ، لكن القيادة الفلسطينية كانت تبرر ذلك بضرورة ايجاد معارضة داخل الساحة الفلسطينية واعتبرت ان هذه ظاهرة صحية ديمقراطية في العمل السياسي، لكن حقيقة الامر ان القيادة الفلسطينية لم تكن تريد قطع العلاقة مع أي دولة عربية مهما كان دورها في شق الصف الفلسطيني بفصائل لا حاجة لها بها الساحة الفلسطينية، كانت القيادة الفلسطينية حكيمة جدا في تعاطيها بهذا الموضوع لانها كانت تدرك أن هدف إسرائيل تعرية منظمة التحرير الفلسطينية من محيطها وعمقها العربي، فكانت تعض على الجراح وتتعامل مع الأحداث بما يحفظ الترابط بينها وبين الدول العربية التي كثيرا ما طعنت الثورة سواء في ساحات تلك الدول كما في الاردن ومن ثم في لبنان، لقد اتخذت جبهة التحرير الفلسطينية موقعا لها في تل الزعتر بجانب الفصائل الأخرى، لكن سياستها كانت تقضي استقطاب اكبر عدد ممكن من أبناء المخيمات بالترغيب المادي والرواتب التي كانت تصرفها لهم، ثم ارسل العراق ضباط عسكريين وامنيين ضمن اطار هذا الفصيل وكذلك فعلت الدول العربية التي أوجدت فصائل مقاومة او شبه مقاومة داخل الجسم الفلسطيني، ومن عايش تلك الفترة يدرك جيدا دور هذه الفصائل في المخيمات، لكن للحقيقة ان وجود هذه الفصائل انعش الاقتصاد الفلسطيني في المخيمات نتيجة كثرة صرف الرواتب، فكثيرين هم الشباب الذين تركوا أعمالهم في المصانع والمؤسسات التجارية والتزموا في صفوف المقاومة، هذا الإنعاش الاقتصادي رافقه نهضة تربوية للأطفال حين بدات الفصائل افتتاح رياض للاطفال، هذه الرياض والحضانات لم تكن متوفره قبل دخول الثورة الفلسطينية إلى المخيمات، لقد ساهمت هذه الرياض بتغذية الروح الوطنية للاطفال وزرعت بهم حب فلسطين، لم يكن يمضي عام1972، حتى اعدت الحكومة اللبنانية قرارا بجرف البركيات التي تم إنشائها في منطقة البرج العالي وذلك بقرار من وزير الداخلية آن ذاك، لقد اعتبرت الفصائل الفلسطينية أن هذا القرار بمثابة جس نبض المقاومة، هل تسمح بتنفيذ هذا القرار ام ستتصدى له، وكانت المقاومة تعتبر ازالة هذا الحي السكني هو عبارة عن مقدمة لازالة مخيم تل الزعتر او ازالة بيوت المخيم المقامة على اطرافه، كان القرار صعب، وربما يتوجب عليه مضاعفات خطيرة، لكن القرار كان بمنع تنفيذ قرار الهدم، ارسل الجيش اللبناني عددا من الآليات لتنفيذ القرار
بالقوة، استنفرت الفصائل الفلسطينية يومها ، وتموضعت مجموعات مسلحة قرب مدرسة اليونان وفي محيط تلك المنطقة استعدادا لمنع تقدم آالاليات، وكذلك تموضعت مجموعات في أعلى منطقة البرج العالي لمنع الآليات من التقدم من منطقة المنصورية والمكلس ...
قيادة الجيش وبالتفاهم مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية اوقفت القرار وانسحبت الآليات من مفارق الطرق دون تنفيذ القرار ...
كان تل الزعتر في تلك المرحلة مهددا بالخطر الأمني قبل احداث حرب السنتين، هذا المخيم الذي هو مملكة الفقراء والعمال، لم يكن يريد الهيمنة على المنطقة الشرقية كما كان يقال، ولم يكن شعبنا يرغب بالتوطين في لبنان ولا بالمنطقة الشرقية ولا الغربية ولا بأي بقعة بالعالم، كان طموح سكانه ان يعيشوا بسلام إلى ان يعودوا إلى وطنهم الام فلسطين ....
لكن هل يقبل العدو وادواته في المنطقة العربية بذلك؟
لك الله ياشعبنا والرحمة للشهداء في كل المواقع ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق