الخميس، 7 مارس 2019

استراحة محارب بقلم ابورياح تل الزعتر الشهيدين احمد واديب تركي سارة

استراحة محارب
بقلم ابورياح تل الزعتر
~~~~~~~~~~~~~
عندما نُعرّج على بلدة فراضية نرى الجليل الأعلى حيث الروابي الخضر وحيث الجمال الطبيعي روعة المكان ببساتينه المخضرة في كل الفصول، لا بد ان يستوففنا نبعها المتدفق بمياهه المعدنية العذبة وبييادرها التي تشكل باحة من الأمل وسهولها الغنية باشجار الزيتون  وكل أنواع الفواكه ...
تستوقفنا المزرعة النموذجية الوحيدة في فراضية والتي كانت تجربة ناجحة لتطوير زراعة الاشجار المثمرة والفواكه المتعددة، ويستوففنا طواحينها الأثرية التي تعود لآل غنيم، تستوقفنا أحجار الرحى لضخامتها وعنفوانها الذي لم تغيره الايام، تستوقفنا  المناحل الغنية لكل أنواع العسل، تستوقفنا الخوابي الأثرية  للعسل وزيت الزيتون
وتسوقفنا المجزرة التي ارتكبتها عصابات شتيرن والهاغانا وغيرها.
عصابات قتلت من بلدة فراضية ما يقارب المائة شهيد عام 1948..
فراضية ليس من من قبيل الصدفة أن يطلق عليها ام الشهداء، بل هي حقيقة  تاريخية كُرست في كل الثورات الفلسطينية منذ مائة عام حتى يومنا هذا، اعطت فراضية ومن كل عائلاتها وما زالت تعطي ولن تبخل يوما عن العطاء، هنيئا  لكِ فراضية بهذا العطاء، والرحمة للشهداء ...

☆ الشهيد البطل احمد تركي سارة (ابو عادل)
متزوج من السيده فاطمة دراج، تازيخ الميلاد 1946 فراضية
تاريخ الاستشهاد 12/8/76 في تل الزعتر
الانتماء، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

☆ الشهيد البطل اديب تركي سارة
الملقب ( علي الله )
تازيخ الميلاد 1956 بعلبك
تازيخ الاستشهاد في 22/7/76 تل الزعتر
الانتماء. الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

انتقل الاخوين احمد واديب مع شقيقهما محمد تركي سارة من مخيم الجليل / بعلبك إلى مخيم تل الزعتر بحثا عن العمل ولقمة العيش حيث كانت الظروف الاقتصادية صعبه للغاية، خاصة لعائلات فلسطينية كانت من الملاكين وأصحاب الاراضي في فلسطين قبل النكبة، لكن ظروف النكبة اضطرت الكل للبحث عن العمل وطلب الرزق، في تل الزعتر، عاش الشهيدان انطلاقة الثورة الفلسطينية فالتحقا في ميليشيا الجبهة الديمقراطية، احمد كان يعمل قصاباً في ملحمة في منطقة فرن الشباك وكان مسؤول الملحمة التي كانت تعود ملكيتها لرجل من ال فرهود، لكنه حين تزوج ترك هذه الملحمة الضخمة ليعمل قصابا في ملحمة العم ابو عيسى السكران رحمه الله، الا ان اديب الفتى اليافع الذي يتميز بالحركة والنشاط والإقدام، فلم يكن يهاب الموت ولا التردد، تفرغ للعمل الفدائي كليا، بعد أن تلقى عدة دورات عسكرية وتثقيفية في صفوف الجبهة ليتولى مسؤولية مجموعة ثم مسؤول محور الخروبة، في الأحداث التي جرت  بين مخيم تل الزعتر  وبين الكتائب عام 72 اقتحم مع مجموعته ساحة الدكوانة مما دفع الكتائب للمطالبة باعدامه بعد ان صدر بحقه حكم الإعدام من قبلهم، لم ترهبه هذه الاحكام وكان دائما يقول انا اعيش مرة واحدة ولا يهمني كيف اموت، حتى اسمه الذي اختاره كان  فريدا، وربما غريبآ، (علي الله)، شارك اديب تركي في كل المعارك التي تعرض لها المخيم ودافع عن الثورة في جنوب لبنان عندما كان لا يتجاوز عمره 16 عاما، خلال الحصار كان فدائي المهمات الصعبة في الجبهة تم تسليمه مسؤولية محور الخروبة القريب من الدكوانة، شارك ببسالة في القتال والمواجهة، واستمر بالقتال حتى الرمق الأخير و لآخر لحظة في حياته، لكن الكتائب لم تنسى هذه الشباب الزعترية الثائره فكانت تنادي عليهم بمكبرات الصوت، احمد الذي لم يفارق اخيه اديب طيلة المعركة فسقط شهيدا بيوم سقوط المخيم والتي سقط بعدها المخيم مضرجا بدماء الشهداء ...رحمهم الله في عليين
واسكنهم جنات النعيم مع الأنبياء والمرسلين والصديقين وحسن أولئك رفيقا .. ويبقى تل الزعتر عصياً على النسيان ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق