الأحد، 10 مارس 2019

" عائلات زعتريه " فقرة جديدة اسبوعيه في ملتقى شذرات من ذهب اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر ومديرة الملتقى/تغريد الحاج .... وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم

" عائلات زعتريه "
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم

------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة الثالثة عشر ...
----------------------------
عائلات زعترية سكنت مخيم تل الزعتر من بلدة علما عروس الجليل
بيوت زعترية من مختلف عائلات علما، كانت نسجاً اساسيا من النسيج الاجتماعي للمخيم، لها ما للمخيم وعليها ما عليه، تأقلمت مع باقي العائلات من مختلف المدن والقرى الفلسطينية  وخاصة قرى الجليل وعكا ....
---------------------
العم الفاضل العلماوي مصطفى عبد الرحيم الحاج ( ابو سامي)
وزوجته زهية العجاوي، قريبة العم المرحوم، ابو يوسف العجاوي
كانت ام سامي معروفة في مخيم تل الزعتر، وكان اسمها يتردد على كل لسان، وظيفتها في الاونروا مسؤولية عن بئر الماء والحاووز في الحي الشمالي للمخيم رحمها الله، العم ابو سامي رحم كان عامل في ورشة بناء، كانت ظروفه مثل معظم العائلات في المخيم  بسبب عمله تختصر علاقاته مع محيطه، والشيء المميز في مخيم تل الزعتر ان العائلات كانت متمسكة بالعادات والتقاليد، فكانت تعتبر ان عميد كل عائلة هو الرجل الأكبر سناً والأقدر على معالجة القضايا الاجتماعية للعائلة وعلاقته مع باقي العائلات والبلدات الأخرى، اي كان بمثابة مختار العائلة كلمته مسموعة ولا يُرد له طلبا، فكان العم
 ابو احمد الحاج خليل عميد آل الحاج في مخيم تل الزعتر ، وكانت باقي عائلات آل الحاج تَكن له الاحترام والمشورة، وهكذا الحال مع كل العائلات والبلدات في المخيم ....
ابو سامي هذا الرجل الطيب الأخلاق والسمعة الحميدة، الذي توفي قبل أحداث مخيم تل الزعتر رحمه الله، تحملت ام سامي عبء المسؤولية في تربية أولادها الذي كانوا فعلاً مثالا يحتذى به بالأخلاق والأدب والعلم، ام سامي بحكم وظيفتها هذه كانت تعاني احيانا من بعض المشاكل  التي كانت تتعرض لها، خاصة وان المياه في تلك الفترة لم تكن واصلة للبيوت، فكان مشهد الصباح حول حاووز  الماء كمشهد صباح حفلة زفاف حيث تتجمع معظم نسوة الحي لتعبئة الماء فكان لا بد من وجود بعض الإشكاليات بين النسوة على أفضلية تعبئة الماء فكانت ام سامي تضطر للتدخل في كل مشكل يحصل مما اكسبها الصيت والمعرفة من كل سكان الحي والأحياء المجاورة، هكذا كان الفلسطيني في مخيمات اللجوء في لبنان، حتى المراحيض كانت مشتركة، هكذا كان التعامل مع شعبنا، ويسالون لماذا حمل الشعب الفلسطيني بندقيته، ونسوا او تناسوا ان لهذا الشعب وطنٌ لا بد من استعادته، فهو ليس شعباً فائضا او بلا وطن !!!!
بيت العم ابو سامي كأي بيت فلسطيني انتسب أبناءه إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية عند انطلاقة الثورة وتواجدها في المخيمات، كان أولاد العم ابو سامي محبين للعلم مجتهدين، خلوقين لابعد حدود الأخلاق والأدب والاحترام، مثلهم مثل غيرهم من الشباب التزموا العمل النضالي الذي كان مشجعا لهم لإكمال دراستهم، أولاده.
سامي، محمود ، ياسين ومحمد، سامي كان في الدراسة الثانوية العامة، وكذلك محمود  الذي وصل إلى مرتبة عضو رئيسي في المكتب الطلابي لحركة فتح، ونتيجة  ذكائه وقدرته على العطاء، تم فرزه من الحركة إلى مكتب الارتباط خلال حرب السنتين في لبنان، في الاعوام ( 75/76 ) كان شابا طموحا جداً، ذو شخصية قوية، وقادر على التعامل مع مختلف القضايا، شارك محمود في كل المعترك السياسي للحركة على صعيد المكتب الطلابي وهو مكتب طليعي في تكوين حركة فتح، في الحصار الأخير  للمخيم كان محمود واخوته ملتزمين  بنهج المقاومة ومن المدافعين الاوائل عن المخيم، صباح يوم 12/8/76 قبل سقوط المخيم حاولوا الخروج عن طريق الجبل، لم يكتب لهم اجتياز  المنطقة بسبب الحواجز المقامة على أطراف المخيم من كل الاتجاهات، اضطروا للنزول إلى المدرسة الفندقية في الدكوانة، كباقي العائلات الفلسطينية التي نزلت قسراً إلى هناك، لم تشفع لمحمود علاقاته وخدماته التي كان يقدمها ويساهم بها للإفراج عن المخطوفين  من الجانب اليميني اللبناني، اخذه الكتائب، لحق به شقيقه، ثم لحقت بهم الأم محاولة الدفاع عن ابنائها! لكن القلوب المتحجرة والحقد الأعمى على الفلسطيني، دفع بالمجرمين إلى تصفيتهم امام اعين والدتهم، تمردت الام كاللبؤة التي تراها فلذات اكبادها يقتلون بدم بارد دون رادع من أخلاق او ضمير، تمردت وشتمت وصرخت، ماذا كان الرد عليها في مثل هذا الموقف بين اناس لم يرف لهم جفن في القتل والتنكيل، كان الجواب أن أطلقوا عليها النار، فإرتقت شهيدة مع أولادها مضرجين بدمائهم، امام صمت العرب وتخاذلهم عن انقاذ هذا المخيم الجريح، وكانوا قادرين، ولكن ؟؟؟؟؟؟!!!!!!
رحم الله الشهيدة زهية عجاوي ام سامي وأولاده وجميع شهداء الثوره الفلسطينية في كل المواقع .....
تل الزعتر  ليس كلمات او مجرد حروف،
تل الزعتر كل حرف فيه الف حكاية وحكاية، ستبقى في القلب وفي
الذاكرة يا تل الزعتر، لن تموت لن تموت لن تموت ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق