تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة التاسعة عشر ...
~~~~~~~~~~~~
لقد فتحت سوريا أبوابها أمام قيادات الثورة الفلسطينية قبل حرب حزيران بسنوات وقبل أن يتسلم حزب البعث العربي الاشتراكي زمام قيادة سوريا وكذلك فعلت العراق في عهد عبدالكريم قاسم حين بدا العراق يستقبل الشباب الفلسطيني في معسكرات التدريب، الا أن الانقلابات في الدول العربية قلبَ المعادلة رأسا على عقب ...
جاءت حرب حزيران التي أطلق عليها اسم نكسة لتضاف إلى حرب48 التي أطلق عليها اسم نكبة، حقيقة ان هذه المصطلحات الغريبة التي اضاعت فلسطين وأضاعت ما بقي منها وبعض من أراضي الدول العربية، كيف يسمى نكبة ونكسة، وهي في الحقيقة تسليم لمخططات العدو الصهيوني ...
لبنان الذي نأى بنفسه عن كل هذه الحروب ربما كان يدرك أبعاد هذه الحروب ويدرك ان لا رهان على الدول العربية او ربما كانت الدبلوماسية الغربية وخاصة الفرنسية تنصح لبنان بعدم الانزلاق في سياسة هذه الدول، فكان الشعار الوحيد للبنان، أن قوته في ضعفه لانه نظام مبني على التعددية الطائفية، لكن في الداخل كان القمع هو سيد الموقف،
تل الزعتر كان منذ حادثة الانقلاب الفاشله 61 موضوع تحت المجهر، تشديد الرقابة على كل مرافئ الحياة فيه حتى المضافات والمسجد كانا تحت المراقبة الصارمة، لكن كل هذا التضييق على المخيم لم يمنع الشباب الفلسطيني واللبناني من سكان المخيم من التسلل إلى الأراضي السورية والتدريب والعودة إلى المخيم، حيث بدأت نواة لحركة فتح ولحركة القوميين العرب تبلور شيئاً فشيئا، لكن العسس داخل المخيم وباقي المخيمات كانت تكتب التقارير وتقوم بالوشاية عن أي شاب حين تصلهم معلومة عنه أنه توجه إلى سوريا، رغم وجود مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت الا ان دوره كان مهمشا في تلك الفترة يختصر على النواحي الدبلوماسية، كان شفيق الحوت رحمه الله يدير مكتب المنظمة وهو في الأساس صحافي كان يكتب في جريدة المحرر اللبنانية ذات التوجه القومي العربي وكانت من كبرى الجرائد اليومية، المكتب الثاني لم يكن يقبل بتصرف الشباب هذا حيث كان يستدعي اي شاب يورد اسمه عندهم حتى وصل الامر ان يحضر إلى المخيم قبل ذلك بفترة الملازم أول جوزيف كيلاني بعد أن طلب لقاء عام مع أهالي المخيم ، وبالفعل تم اللقاء مع الأهالي أمام مكتب الأونروا ولم يتخلف الا القليل عن حضور هذا اللقاء، الذي تحدث به جوزيف الكيلاني بالقول، ان الفلسطينيين يقومون بحركات لا يتحملها لبنان ويجب وضع حدا لهذا التصرف ولو اضطرت الدولة إلى حبس الفلسطينيين في مخيماتهم، ان لم يوقفوا هذه الأعمال وللجنوح نحو الأحزاب وغيرها، هذا التهديد كان الرد عليه من قبل وجهاء المخيم الذين كلفوا العم ابو عمر كروم رحمه الله بالرد عليه، فقال موجها كلامه له، إذا أردتم التخلص من الفلسطينيين ما عليكم سوى وضع كل فلسطيني في لينان بعلبة وإلقاءه بالبحر او اتصلوا بجامعة الدول العربية لنقلنا من لبنان ولسنا متاسفين على ترحيلنا من لبنان وهذا رأي كل أبناء مخيم تل الزعتر، نحن شعب اغتصبت أرضه لكن لم تغتصب كرامته اما ان نعيش في لبنان كرماء او القونا في البحر لترتاحوا منا،
كان هذا الكلام مفاجئا أبوزيد الكيلاني فسأل من هذا الرجل فرد عليه معرفا عن نفسه وعن بلدة فراضية وكان حول العم ابو عمر كروم أكثر من 70 رجلا من وجهاء المخيم الذين أيدوا كلامه بالمطلق وأنه يمثل صوت المخيم، حينها نظر حوله الكيلاني وكان اكثر من خمسمائة رجل موجودين ومن ضمنهم شخصيات من بلدة هونين يحملون الجنسية اللبنانيه ...
غادر الكيلاني المخيم دون ردة فعل، لكن في اليوم التالي تم استدعاء كل الوجهاء إلى مقر المكتب الثاني لكنهم رفضوا الذهاب، مما اضطر الكيلاني إلى دعوتهم لبيته، وهذا ما حصل وكان بداية لرفع الظلم والجور عن أبناء المخيم وكف يد العسس الذبن كان دورهم الإضرار بالناس مقابل إثمان بخسة ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة التاسعة عشر ...
~~~~~~~~~~~~
لقد فتحت سوريا أبوابها أمام قيادات الثورة الفلسطينية قبل حرب حزيران بسنوات وقبل أن يتسلم حزب البعث العربي الاشتراكي زمام قيادة سوريا وكذلك فعلت العراق في عهد عبدالكريم قاسم حين بدا العراق يستقبل الشباب الفلسطيني في معسكرات التدريب، الا أن الانقلابات في الدول العربية قلبَ المعادلة رأسا على عقب ...
جاءت حرب حزيران التي أطلق عليها اسم نكسة لتضاف إلى حرب48 التي أطلق عليها اسم نكبة، حقيقة ان هذه المصطلحات الغريبة التي اضاعت فلسطين وأضاعت ما بقي منها وبعض من أراضي الدول العربية، كيف يسمى نكبة ونكسة، وهي في الحقيقة تسليم لمخططات العدو الصهيوني ...
لبنان الذي نأى بنفسه عن كل هذه الحروب ربما كان يدرك أبعاد هذه الحروب ويدرك ان لا رهان على الدول العربية او ربما كانت الدبلوماسية الغربية وخاصة الفرنسية تنصح لبنان بعدم الانزلاق في سياسة هذه الدول، فكان الشعار الوحيد للبنان، أن قوته في ضعفه لانه نظام مبني على التعددية الطائفية، لكن في الداخل كان القمع هو سيد الموقف،
تل الزعتر كان منذ حادثة الانقلاب الفاشله 61 موضوع تحت المجهر، تشديد الرقابة على كل مرافئ الحياة فيه حتى المضافات والمسجد كانا تحت المراقبة الصارمة، لكن كل هذا التضييق على المخيم لم يمنع الشباب الفلسطيني واللبناني من سكان المخيم من التسلل إلى الأراضي السورية والتدريب والعودة إلى المخيم، حيث بدأت نواة لحركة فتح ولحركة القوميين العرب تبلور شيئاً فشيئا، لكن العسس داخل المخيم وباقي المخيمات كانت تكتب التقارير وتقوم بالوشاية عن أي شاب حين تصلهم معلومة عنه أنه توجه إلى سوريا، رغم وجود مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت الا ان دوره كان مهمشا في تلك الفترة يختصر على النواحي الدبلوماسية، كان شفيق الحوت رحمه الله يدير مكتب المنظمة وهو في الأساس صحافي كان يكتب في جريدة المحرر اللبنانية ذات التوجه القومي العربي وكانت من كبرى الجرائد اليومية، المكتب الثاني لم يكن يقبل بتصرف الشباب هذا حيث كان يستدعي اي شاب يورد اسمه عندهم حتى وصل الامر ان يحضر إلى المخيم قبل ذلك بفترة الملازم أول جوزيف كيلاني بعد أن طلب لقاء عام مع أهالي المخيم ، وبالفعل تم اللقاء مع الأهالي أمام مكتب الأونروا ولم يتخلف الا القليل عن حضور هذا اللقاء، الذي تحدث به جوزيف الكيلاني بالقول، ان الفلسطينيين يقومون بحركات لا يتحملها لبنان ويجب وضع حدا لهذا التصرف ولو اضطرت الدولة إلى حبس الفلسطينيين في مخيماتهم، ان لم يوقفوا هذه الأعمال وللجنوح نحو الأحزاب وغيرها، هذا التهديد كان الرد عليه من قبل وجهاء المخيم الذين كلفوا العم ابو عمر كروم رحمه الله بالرد عليه، فقال موجها كلامه له، إذا أردتم التخلص من الفلسطينيين ما عليكم سوى وضع كل فلسطيني في لينان بعلبة وإلقاءه بالبحر او اتصلوا بجامعة الدول العربية لنقلنا من لبنان ولسنا متاسفين على ترحيلنا من لبنان وهذا رأي كل أبناء مخيم تل الزعتر، نحن شعب اغتصبت أرضه لكن لم تغتصب كرامته اما ان نعيش في لبنان كرماء او القونا في البحر لترتاحوا منا،
كان هذا الكلام مفاجئا أبوزيد الكيلاني فسأل من هذا الرجل فرد عليه معرفا عن نفسه وعن بلدة فراضية وكان حول العم ابو عمر كروم أكثر من 70 رجلا من وجهاء المخيم الذين أيدوا كلامه بالمطلق وأنه يمثل صوت المخيم، حينها نظر حوله الكيلاني وكان اكثر من خمسمائة رجل موجودين ومن ضمنهم شخصيات من بلدة هونين يحملون الجنسية اللبنانيه ...
غادر الكيلاني المخيم دون ردة فعل، لكن في اليوم التالي تم استدعاء كل الوجهاء إلى مقر المكتب الثاني لكنهم رفضوا الذهاب، مما اضطر الكيلاني إلى دعوتهم لبيته، وهذا ما حصل وكان بداية لرفع الظلم والجور عن أبناء المخيم وكف يد العسس الذبن كان دورهم الإضرار بالناس مقابل إثمان بخسة ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق