الجمعة، 22 فبراير 2019

" عائلات زعتريه " فقرة جديدة اسبوعيه في ملتقى شذرات من ذهب اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر ومديرة الملتقى/تغريد الحاج .... وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم

" عائلات زعتريه "
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم

------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة الحادية عشر  ....
-------------------------------
وعلما قالوا عنها عروس الجليل ونسوا انها بلد الزيتون الجليلي
تلك القرية  التي كانت تنام في احضان الطبيعة الخضراء، فوق ارضٍ متدرجةٍ غير متساوية بين بقاع يجمع بين جمال الطبيعة وبين انسياب ماء من الانهار التي تروي تربتها الطيبة، فكانت واحة خضراء بزيتونها وثمار أشجار الفواكه وتكثر  بيوت النحل لجني العسل ...
علما قرية تأخذ الألباب بجمالها الخلاب ومعاصر الزيتون والطواحين،

نزح أهالي علما مثل باقي قرى الجليل عام، 1948، دمّرها الاحتلال الإسرائيلي بعد مقاومتها لمشروع الاحتلال، نزح اهلها إلى لبنان وسوريا نتيجة قربها من الحدوز اللبنانية، فسكن اهلها في قرى الجنوب ثم انتقلت الى المخيمات الفلسطينية المنتشرة في لبنان، ناهيكَ عن الذين نزحوا إلى سوريا وما زالوا هناك بإنتظار العوده، لقد سكنت عائلات كثيرة من علما في مخيمات الجنوب والشمال، والقسم الكبير انتقل للعيش في مخيم تل الزعتر  بإنتظار العودة إلى علما وكل فلسطين ....

العم الفاضل والوجيه العلماوي العريق، محمد سليم الحاج خليل
( ابو احمد ) عرفناه ونحن صغار السن وعرفناه ونحن كبار، دمعة حزن فراق علما كانت تبدو في أحاديثه عنها والذكريات لاتنتهي بتلك الدمعه، كان رجلاً مسالماً هادئاً يفكر بعمق الكلمات كي لا يظلم احد، إضافة إلى ذلك كان صريحاً صادقا ووفيا، ينتقد بحق وبقول الصدق، لا يخشى بالحق لومة لائم فكان دائم القول، عين الشمس لا تُغطى بغربال، رجل تعلم من تربة علما جبروتها ومن مائها عذوبة الكلام، ومن وديانها عمق الفكر، ومن هضابها طراوة الاخلاق، ومن جبالها معنى الرسوخ والتجذر،
ومن زيت زيتونها حسنَ الذوق، ومن اشجارها المثمرة ان يكون حديثه حلو المذاق، جردته النكبة من ارضه التي طالما رواها بعرف الجبين والتعب، ليعيش في لبنان في بركيات البؤس والشقاء والحرمان ...
 محمد سليم الحاج خليل ( ابو احمد ) ذاك الرجل الطويل النحيف مثل غصن البان، لم يستسلم للنكبة ويجلس في بيته أمام حجم عائلته واولاده، بعد أن تقطعت سبل العودة للبلد، فعمل في ورش البناء في لبنان، كغيره من أهالي فلسطين  الأوفياء لاهلهم وعائلاتهم، فكانت مهنة البناء التي ازدادت في لبنان بعد النكبه الوسيلة الوحيدة تقريبا امام السواد الأعظم من أبناء شعبنا الفلسطيني، هذا العمل الشاق الذي اعتبره العامل الفلسطيني حينها شرفا له لتحصيل لقمة العيش وتمكنه من تعليم أولاده، رغم أن البعض كان في بلدته يملك الكثير الكثير من الأراضي الزراعية  والسكنيه، ومنهم، الحاج محمد سليم ابو احمد
الذي كان والده سليم الحاج خليل يملك قطعة أرضٍ وافرة في علما تعرف ب سلخه الحاج سليم، وهي معلم  من معالم قرية علما حيث أنها جبلية الموقع مائلة إلى عمق طويل من أعلى كتف الجبل الجنوبي لعلما، وصولا إلى وادي عوبه الممتد إلى ما يعرف اليوم بقرية صلحا من القرى السبع الواصلة للحدود اللبنانية وكلها اراضٍ مشجرةٍ بما لذ وطابَ من الفواكه، الحاج محمد سليم الحاج خليل كسب الصلابة والقوة الشموخ من طبيعة علما، كما ورث الكرم والجود وتواضع الاخلاق من شمسها كل صباح، عرفناه في تل الزعتر وعرفنا مضافته الشهيرة بالكرم والجود والتي كانت مقصدا لمعظم أهالي بلدة علما في تل الزعتر،
عرفناه وعرفنا عائلته الكريمه الزوجة، نزهة الحاج ابنة عمه، واولاده
احمد، محمود، حسين والد السيده الفاضله تغريد ،حسن، إبراهيم، قاسم
علي، منى ونجيه، وقد تزوج من السيدة الكريمه التي عرفها كل أبناء مخيم تل الزعتر الداية ام يوسف وانجب منها السيدة فاطمة ام رفعت  وهي الغنية عن التعريف ...
محمد سليم الحاج، رجلا متواضعا كريم النفس كان يبتعد عن اللغو والنميمة وضرر الناس، تعلم من الحياة أن الصمت اجمل الا إذا دعت الضرورة فكان يجهر  القول ولا يهاب، عرفناه وعرفنا بيته المتواضع  الذي في كل زاوية منه تجد الحشمة والوقار وحسن المعاملة وحسن الجوار، فكان خير جار لاخر جار، بنى علاقات وطيدة مع الكثيرين من أبناء المخيم حيث كان عصاميا لين الجانب والحضور  ...

في تل الزعتر  كان معظم أولاده  على مقاعد الدراسة او في مجال أعمالهم، التزموا بصفوف الثورة الفلسطينية وخاصة المرحوم  المناضل
حسين الحاج خليل الذي التحق بقوات التحرير الشعبيه التابعه لجيش التحرير الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية، لم يغادروا تل الزعتر رغم الظروف التي توفرت لهم للمغادرة  الا ان العم ابو احمد الحاج رفض الخروج من المخيم  واستمر مع اولاده إلى تاريخ  سقوط المخيم،  12/8/76، خلال المعارك وحين فقد الطعام  والماء في المخيم كان يجود بكل ما اوتي بين يديه لأبناء الحي ولم يبخل يوما عن العطاء، بعد سقوط المخيم كان من أوائل الرجال الذين قابلوا قيادة الثورة وخاصة الأخ أبو عمار وشقيقه الدكتور فتحي، كان ابو احمد محمد سليم  من اوائل من طالبوا القيادة ببحث البديل عن تل الزعتر
والا ضاعت حقوق اهل المخيم، لم يثنيه شيئا عن المطالبه بحقوق أهالي تل الزعتر وحقوق الشهداء والجرحى وكان يدافع عن وجهة نظره بكل كبرياء ....
رحمك الله يا أبا احمد ... رحمك الله في عليين واسكنك جنات النعيم
مع الأنبياء والمرسلين والصديقين وحسن أولئك رفيقا ...
تل الزعتر اسم عصي على النسيان واهله خير من يكتب التاريخ عنهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق