الجمعة، 22 فبراير 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة الخامسة والثلاثين

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة الخامسة والثلاثين
...
~~~~~~~~~~~~~~~~
لا احد من فصائل المقاومة الفلسطينية كان يتوقع ما حصل، وسط ذهول القيادة من هذا العمل الذي اعتبر بادرة خطيرة، لكن القيادة التي وقفت مذهولة حائرة، هل ترد على هذه العملية، ام تعض على جرحها، لكن مقاتلي الفصائل الفلسطينية في مخيم تل الزعتر  أعلنوا الاستنفار ألعام وبكامل الجهوزية للرد، ولكن اي رد وبلدة الكحالة تبعد عن المخيم  مسافة لا تقل عن خمسين كلم، لقد نزل المقاتلين إلى الشارع العام طريق المنصورية المكلس بيت مري، فور وصول نبأ المجزرة، ومجموعات أخرى اقتحمت مكتب الكتائب في رأس الدكوانة لتتفاجأ أن عناصر المكتب قد اخلوه قبل أن يصل اي مقاتل إليه رغم  إطلاق النار المتبادل بين الطرفين، هكذا كان تل الزعتر في قلب الحدث في هذه الحادثة  التي كانت بداية المؤامرة، مقابل ذلك استنفرت عناصر حزب الوطنيين الأحرار في منطقة حارة حريك مقابل مخيم برج البراجنة، بشير جميل الذي كان على رأس مقاتلي الكتائب اللبنانية وبعد ان غادرت سيارات موكب تشييع الشهيد سعيد غواش، قصد طريق بيت مري المكلس للوصول إلى منزله، لكنه تفاجئ بوجود حاجز على الطريق للفدائيين لا يستطيع تجاوزه، حاول اختراق منطقة المكلس البرج العالي، الا انه وقع في كمين لقوات الصاعقة وتم اعتقاله ووجد بداخل سيارته آثار دم وطاقية من عناصر الكفاح المسلح حيث استشهد ثلاثه مناضلين في هذه العملية التي كانت فخاً للموكب ...

عمَّ خبر اعتقال بشير جميل كل المخيمات بسرعة، حينها وقد كان مكتب الحزب في رأس الدكوانة قد سقط، واستشهد احد ابناء المخيم يعتقد اسمه حسن معروف، بعض الفصائل طالبت بقتل بشير الجميل،  لكن قيادة الكفاح ارسلت برقية عاجله لمكتب الشهيد القائد ابو عمار رحمه الله، الذي رد على البرقية بعدم المساس به او التعرض له تحت أي ظرفٍ كان، وكان الشهيد أبو عمار بعد تعليمات تلقتها الصاعقة من سوريا بعدم التعرض لبشير جميل بأي كلمه، أدرك ابو عمار ان القيادة السورية تريد أن تسجل موقفا على حساب المقاومة الفلسطينية.

وبالفعل  تم إعادة بشير الجميل إلى ذويه بمرافقة دورية من الكفاح المسلح المعترف به من الحكومة اللبنانية، لكن قادة الفصائل وجهوا  سؤالا للشهيد القائد ابو عمار رحمه الله ، كيف ولماذا نطلق سراحه؟؟ فكان الجواب لا نريد أن يحصل بيننا وبين أهلنا في لبنان اي معارك، دعونا نأخذ عبرة مما يجري في الاردن، وكان قرار ابو عمار، قرارا صائبا في تلك الفترة، وكان يخشى ابو عمار الانزلاق إلى حرب يستعين بها اليمين اللبناني بأطراف خارجية ليتم القضاء على الثورة الفلسطينية في لبنان والأردن، بعد ان تم تقييد حركتها في سوريا، وبعد إغلاق معسكرات الرشيد في العراق ...

            📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق