الجمعة، 22 فبراير 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة الرابعة والثلاثين

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة الرابعة والثلاثين ...
~~~~~~~~~~~~~
لم يمضي وقت طويل على دخول اتفاقية القاهره حيِز التنفيذ، وفي الوقت الذي كانت فرحة المخيمات في أوَجٍها، وكانت بداية الأمل بالعودة  إلى فلسطين عبر حرب التحرير الشعبية الطويلة الامد التي اختارها الشعب الفلسطيني بعد أن يأسَ من عنتريات الزعامات العربية التي اضاعت ما تبقى من ارض فلسطين، الا وبدأ فصول التآمر لضرب جذور الثورة المعاصرة في الأردن ولبنان  لوأدها قبل ان تكمل طريقها، وكانت الحادثة الأولى في لبنان حيث استخدم السلاح اللبناني الحزبي ضد المقاومة الفلسطينية ، لتسقط القناع عن الوجوه السافرة، كانت حادثة الكحالة وكان تل الزعتر في قلب الحدث، ففي حين كانت مجموعة من آل ستيته المقيمة قرب المدينة الرياضية في بيروت
تستغل الثورة الفلسطينية للمتاجرة بالدخان المهرب بين بيروت وسوريا مستغلة انتماء احد ابنائها إلى حركة فتح وحيازته على اجازة حركية يتنقل بها كباقي الفدائيين حين كنا نتنقل بين لبنان وسوريا والاردن على إجازة حركية، الا أن بعض أفراد هذه العائلة بدأوا بتجارة المخدرات إلى جانب تجارة الدخان المهرب الذي كان يدخل لبنان بطريقة غير شرعية، فكان لا بد من منع هؤلاء من استغلال اسم الحركة  وعدم الزج بها في تجارتهم هذه، حاولت حركة فتح حسم الموضوع  سلميا معهم، لكن ربحهم المادي كان هو الأساس عندهم، فلم يكترثوا لنداء الحركة ولا الكفاح المسلح، وبعد ان وصل الحوار معهم إلى طريق مسدود ، شكل الكفاح المسلح مجموعة  بقيادة الملازم أول سعيد غواش  ضابط الكفاح المسلح لمعالجة هذه الآفة الإجتماعية وإجتثاثها من الحذور وذلك بالتنسيق مع الدولة اللبنانية، الا انه بدأ المذكورين بإطلاق النار على دورية الكفاح المسلح مما  أدى إلى استشهاد الضابط المذكور  قتل المهرب الخطر من آل ستيته، وكانت هذه الحادثة  سببا لوقف أعمال تلك العائلة  بالاتجار بالممنوعات، وذلك في بداية الشهر الاول من العام 1970 ...
لقد اتخذت قيادة الكفاخ المسلح والثورة الفلسطينية قرارا بنقل رفاة الشهيد الملازم أول سعيد غواش إلى مثواه الأخير في دمشق، تم الأعداد لموكب مهيب يرافق الجثمان إلى دمشق، لكن كانت المفاجأة أن حزب الكتائب اللبنانية كان يعد حاجزا للموكب على اخطر كوع في طريق الكحالة، وهي نقطة ميتة حيث لا تتجاوز سرعة السيارة القصوى الثلاثين كم، ولدي وصول الموكب إلى تلك النقطة انهمر الرصاص على الموكب من كل اتجاه، وكانت المجزرة الأولى بحق الفدائيين الفلسطينيين حيث استشهد عدد من المشيعين المدنيين في حين أكملت السيارات طريقها إلى دمشق، كان الشيخ بشير جميل على راس المهاجمين، انتهت المجزره عند هذا الحد ولم تنتهي تداعيات الحدث الذي وضع مخيم تل الزعتر في قلبه ...

            📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق